رشاقة و جمال

أسئلة لنفسك قبل اتباع حمية

صحة نيوز- في السنوات العديدة التي كنت أعمل بها مع الأشخاص الذين يرغبون في إنقاص وزنهم، كخبيرة في خسارة الوزن، يتردد سؤالان مراراً وتكراراً. الأول هو “هل ستعطيني نظاما غذائيا معينا لأتبعه؟”.
ردي على هذا دائماً هو نفسه: “لا”، أنا لن أفرض عليك خطة للنظام الغذائي بل سأقوم بتعليمك مبادئ الأكل لصحة أفضل ولفقدان الوزن أيضاً، ويمكنني أن أساعدك على وضع خطة من شأنها أن تعمل من أجل جسمك ومن أجل أسلوب حياة أفضل لك.
والسؤال الثاني يكون عادةً: “سيكون هذا صعباً علي، لماذا لا تقولي لي فقط ما النظام الغذائي المناسب لاتباعه؟”، “ما هو أفضل برنامج؟”، فتأتي إجابتي “أفضل نظام غذائي هو الذي ستستطيع اتباعه والاستمرار عليه”.
وسواء كنت ترغب بإنقاص وزنك أم لا، فنحن جميعاً نتبع نظاماً غذائياً. كلمة “حمية” تعني ببساطة الأطعمة والمشروبات التي تستهلك على أساس منتظم، اعتماداً على كيفية اختيار تناول الطعام. والنظام الغذائي الخاص بك إما يكون لفقدان الوزن أو زيادة الوزن أو للمحافظة على وزنك الحالي.
أنا لست من مؤيدي اتباع الحميات، فنحن جميعاً بحاجة إلى إنشاء نظام غذائي شخصي لكل واحد منا. تحتاج خطة الغذاء الخاصة بك لأن تكون قادراً على تطبيقها في الحياة العادية وعلى المدى الطويل. كما أنها تحتاج لأن تتناسب مع ذوقك واختياراتك ونمط حياتك، والأهم بأن تتفق مع جسمك.
كلمة “حمية” لها الكثير من الدلالات والمعتقدات المرتبطة في مجتمعنا بحيث تدل للبعض على أنها “خطة لها بداية ونهاية” أو على أنها شكل من أشكال العقاب والحرمان. وما يزال البعض الآخر يعتقد أن الحمية هي الطريق الذي تصل بنتيجتها إلى حدث كبير مثل حفل زفاف أو لم شمل المدرسة الثانوية. أما بالنسبة لمعظم الأشخاص فهي وقت صعب يتطلب الانضباط الشديد والتضحية.
الحقيقة هي أنه وبعد كل هذا العمل الشاق والقيود، تفشل معظم الحميات فشلاً ذريعاً، خصوصاً إذا كان النظام الغذائي مقيِّد وصعب، وهو هكذا غالباً! فيميل الناس للفشل وعدم العودة له، بحيث يسترجع الشخص الباوندات التي خسرها، بالإضافة لمزيد منها مع الوقت.
فإذن؟ هل نقوم برمي جميع هذه الأوراق والابتعاد عن ممارسة أي نظام مرة أخرى ونستسلم؟ ليس بالضرورة. ويفضل التغييرات البسيطة المدارة بشكل صحيح والتي تغير نمط الحياة الخاطئ بحيث نتحكم بها لفقدان الوزن بشكل بطيء وبشكل ثابت، هناك وقت ومكان معين لاتباع خطة نظام غذائي منظم.
إن خطة النظام الغذائي التي تكون على أساس علمي سليم والموصى بها من قبل المتخصصين المؤهلين مثل الأطباء وخبراء التغذية والمتخصصين في التمثيل الغذائي يمكن أن تكون ناجحة جداً في مساعدة البعض على إنقاص وزنهم وتحقيق أهدافهم. خطة معقولة يمكن أن تساعد على تعليم أساسيات اختيار الغذاء الصحي، السيطرة على الوجبات وغيرها الكثير. ويمكنها أيضاً توفير الدعم والتحفيز لأولئك الذين يشعرون بالضياع أو غير المنظمين. حتى أن بعض هذه الخطط تحد من التخمين والارتباك من خلال تقديم وجبات يومية أو وصفات معينة أو قوائم للتسوق.
إن مفتاح خسارة الوزن هو خفض السعرات الحرارية والتي تحتاج للوقت! لكن الكثير من الناس يرغبون بوجود “خطة معينة” لاتباعها لمساعدتهم في البقاء على الطريق الصحيح، وهذا ما يجعل برامج خسارة الوزن مرغوبة جداً. سواء اخترت فقدان الوزن عن طريق اتباع حمية منخفضة الدهون أو حمية منخفضة الكربوهيدرات أو عن طريق تناول جميع الأطعمة باعتدال، فما تختاره يكون لما يناسبك كشخص وكيفية استجابة جسمك له. النجاح في نهاية المطاف ليس الكم أو مدى السرعة التي تخسر بها الوزن، ولكن ما إذا كنت قادراً على الحفاظ على تلك الخسارة.
إذا قررت اتباع حمية محددة لتحصل على أقرب نتيجة لوزنك المثالي، كيف ستختار الخطة الصحيحة التي تنوي اتباعها؟ تجد هنا تسعة أسئلة، اسألها لنفسك لتقيم أنسب نظام غذائي بالنسبة لك:
– هل هذا النظام الغذائي مبني على أسس ومبادئ التغذية العلمية والسليمة؟ ستقوم بجعلك تخسر الوزن بمعدل معقول من 0.5 – 1 كغم في الأسبوع، أم أنها من الحميات التي تعدك بحل سريع وخسارة سريعة؟ إذا بدا لك الأمر أكثر إبهاراً من أن يكون صحيحاً فهو في الحقيقة كذلك.
– هل الأطعمة التي يحتويها هذا النظام تبدو مقبولة بالنسبة لك؟ عند النظر في قائمة الأطعمة والوجبات المسموح بها ، ينبغي أن تكون مرضية ومتنوعة بما فيه الكفاية بحيث تتطلع لتناولها. ففي حال كنت تمقت تلك الأطعمة فقد تكون فرصة التزامك ضئيلة وقد تصل إلى عدم الالتزام أبداً.
– هل يناسب هذا النظام بسهولة نمط حياتك؟ إذا لم يكن لديك الوقت الكافي لشراء المكونات الغريبة الموجودة في البرنامج وطهي أطباق معقدة، فإن هذا النظام الذي يتطلب الكثير من إعداد الطعام سيعمل على إحباطك. تريد أن تكون أفضل حالاً مع نظام بخيارات غذائية أكثر أساسية وسرعة في الإعداد، أو ربما يمكنك اتباع النظام الذي يقدم الأطعمة والمشروبات مسبقة الصنع.
– هل تحب الخيارات، أم تفضل الأسس الثابتة؟ هل تريد لخطة النظام الغذائي الخاصة بك أن تترك لك مجالاً لاختيار ما تود أكله؟ أم تفضل أن يقال لك ما يمكنك تناوله بالتحديد على الإفطار والغداء والعشاء كل يوم؟
– هل عائلتك تأكل الأطعمة نفسها، أو أنك تحتاج إلى إعداد وجبات أخرى لأفراد الأسرة الآخرين؟ إذا كنت لا تعيش وحدك، فإنه قد يكون من الأفضل اختيار نظام يمكن للأسرة بأكملها اتباعه أو سيكون عليك تقبل إعداد وجبات منفصلة لتلبية احتياجات الجميع.
– هل يمكنك البقاء على هذه الخطة لفترة طويلة من الزمن بدون الشعور بالملل أو الحرمان؟ تأكد من وجود ما يكفي من التنوع والاختيار. خطط النظام الغذائي التي تلغي مجموعة معينة من الأطعمة أو التي تحوي خيارات قليلة جداً ولا تسمح بمكافأة صغيرة بين الفينة والأخرى تفشل حتماً، حتى بالنسبة لأكثر الأشخاص حماساً من متبعي الحميات.
– هل النظام الغذائي هذا يشمل الاستشارات أو الدعم النفسي؟ سواء عن طريق اجتماعات شخصية أو وجود منتديات عبر الإنترنت أو الاتصال؟ إذا كنت من الأشخاص الذين يحتاجون للدعم، تأكد من أنه متوفر. وبصرف النظر عن أهمية وجود مكان للذهاب إليه للحصول على أجوبة عندما يتعثر الالتزام، فمجرد كونك جزءاً من مجموعة يمكن أن يجعل من اتباع حمية أكثر مرحاً.
– هل هذا نظام يمكنك اتباعه طالما تريد؟ أو أن هناك بداية ونقطة نهاية محددة؟ إذا كان هناك نقطة نهاية، هل لديك استراتيجية تسمح لك بسهولة إعداد نظام غذائي مدى الحياة؟ ففي نهاية المطاف، تريد من نظامك الغذائي أن يكون طريقاً لبقائك على خط السير الصحيح ليبقى وزنك صحياً لسنوات مقبلة.
– عندما تقرأ نظامك الغذائي وتتخيل نفسك تقوم بتطبيقه، هل تشعر بالتفاؤل، الحماس، الرهبة؟ استمع لداخلك! إذا لم تشعر بأن هذا النظام صحيح وجيد، فهو على الأرجح ليس صحيحاً أو جيداً بالنسبة لك.
إذا اخترت طريقاً ولم يؤدّ بك إلى المكان الذي أردت، قم بتجربة غيره من الطرق. استشر الطبيب قبل البدء في حمية جديدة، وقم بالتواصل مع اختصاصي تغذية مدرب إذا كنت تشعر بأنك بحاجة إلى مزيد من التوجيه.

تعليقاتكم