اسرة و صحة

أفكار لتسلية الأطفال في العطلة الشتوية

صحة نيوز – يقبل الطلاب بحماس على العطلة الشتوية وذلك بعد خضوعهم لسلسة من الامتحانات المطولة فينتظرونها بفارغ الصبر الى حين الانغماس بها فيصطدمون بحالات الملل والحيرة، وذلك لقلة الأعمال والرحلات الترفيهية التي يودون القيام بها فيدخلون في مرحلة «البيات الشتوي».
وينشغل الطلاب بالعديد من الامور منها ترقب الزائر الأبيض الذي يستولي على معظم اهتماماتهم فلا يوجد ما يشغلهم فالنوادي الشتوية لا تكون فعالة فيها اذ انها غير مجدية لمن يقوم بها، بالاضافة الى كثرة المشاجرات بين الاخوة.
ولكن على أولياء الأمور القيام بالتفكير بوسائل ترفيهية يشغلوا أوقات أبنائهم ويستثمروهم بأعمال مفيدة بعيداً عن الانغماس بالألعاب الالكترونية والألواح الذكية.

اللعب والتسلية داخل المنزل
قالت والدة ثلاثة طفلات في المرحلة الابتدائية «أم «بما أن مدة العطلة شهر واحد لا أكثر فأفضل اراحة بناتي في البيت وخاصة في الأجواء الباردة وبناءً على ذلك قمت بإحضار قصص متنوعة باللغتين العربية والانجليزية للتسلية وتدريبهم على القراءة فلا أريد ابعادهم عنها فترة طويلة».
أما عن الموظفة الثلاثينية والدة أربعة أبناء «أم سمير» بينت: «لا أحبذ لعب الأبناء في الشوارع لذلك أقوم بإتاحة الأجواء المناسبة للعب بداخل المنزل فقمت بشراء ألعاب الكترونية الخاصة ب»X box» وأقوم بعناية اختيار الألعاب الهادفة التعليمية أو الرياضية البعيدة عن العنف، اذ تميز هذه الألعاب تفاعل الاطفال معها بالحركة والقفز، وهذا التفاعل يعد وسيلة لتفريغ الطاقة من جهة والقيام بالتمارين الرياضية من ناحية أخرى».
أما عن ربة المنزل والدة طفلتين «أم جويل» قالت: «أقوم بشراء دفاتر الرسم والألوان لتنمية مواهب طفلتي الفنية، بالاضافة الى التوفير لهم أوراق من الكرتون والغراء والمقص للقيام بالأعمال الفنية وهما تتعلمان طرق العمل من خلال متابعة ذلك من المواقع الالكترونية والبرامج التلفزيونية الخاصة بالاعمال الفنية».

زرع القيم والمثل العليا
نبهت الخبيرة التربوية «أمينة حطاب» الى انه :» علينا نحن كآباء وأمهات ادخال التجديد والحياة على المنازل اذ يكون الحماس والتشجيع شيء أساسي لكسر الروتين فمثلاً نقترح عليهم ترك غرفهم وأسرتهم والتوجه نحو فراش في الصالون لعمل شيء مشابه للتخييم، ووضع خطة مسلية يشترك بوضعها الأبناء، كتجمع العائلة والتي هي محور الاهتمام بعيداً عن مشاهدة التلفاز، ومن المقترح السهر على ضوء الشموع مثلا، كما ويقومون بسرد القصص والحكايات، وعلى الأبناء تكملتها بالقص أو بالرسم وذلك لتنمية التفكير والتخيل لديهم بهدف زرع القيم والمثل العليا والترابط الأسري لدى الأبناء من خلال هذه الحكايات».
وايضا:» أهمية استشارة الأبناء بالمخطط الذي سيسلكونه ليتم تعليمهم وتهييئهم لتحمل المسؤولية واتخاذ القرار فيسهل عليهم ذلك عند الكبر وقت اتخاذ قراراتهم المختلفة كالتوجه الى العلمي او الادبي.
ومن المحتم علينا نحن كآباء وأمهات اخراج جيل ذي شخصية متزنة عاطفياً يعرف ما يريد»بالاضافة الى تعليمهم».

التأقلم والانضباط في العطلة
يبتعد الطلبة في العطلة الشتوية شهر كامل عن المدرسة والانضباط اذ تتغير عاداتهم من نوم وأكل ويصبح التأقلم والتكيف صعب عليهم، ويحتاج لمدة أسبوعين ليعودوا لما اعتادوا عليه أيام المدرسة عند عودتها، والمفروض في هذه الحالة يحدد وقت النوم حتى في فترة العطل حيث انه في ساعات النوم تفرز هرمونات النمو ويجب عدم اعاقة مبدأ عملها بتغيير أوقات النوم. وفقاً لما ذكرته «حطاب»

اللعب مع الأبناء لمعرفة أفكارهم وميولهم
كما وأشارت الى الاهتمام بالألعاب القديمة قائلة: «انها مناسبة لمثل هذا الوقت كالشطرنج ومكعبات الألوان أو الألعاب الجماعية التي تكون على شكل رسم الخطط وتنفيذها، ولا ننسى تلك المتعلقة بالقارات والأماكن الجغرافية للتعرف عليهم، وأخرى متعلقة بالحرب والهجوم اذ ان الطلاب يتعلمون من خلال هذه الألعاب».
وشددت على أهمية مشاركة الأبناء اللعب لمعرفة أفكارهم وميولهم.

الاستفادة من أنشطة المجتمع المحلي
أما عن زيارات الأقارب فإن لها المتعة والفائدة الكبيرة اجتماعياً ونفسياً ذكرتها حطاب.
وفيما يتعلق باصطحابهم الى الساحات العامة ذكرتها قائلة: «يفضل اصطحابهم الى الساحات العامة في الأيام المشمسة الدافئة كالمدينة الرياضية ومركز زها للعب بالرمل اذا كانوا من الفئة العمرية الصغيرة أو للعب كرة القدم في الساحات المتعلقة بها اذا كانوا من فئة عمرية أكبر فعلينا أن نستفيد من أنشطة المجتمع المحلي وبأسعار قليلة اذ لا تكون عبء على الأهل».

أما عن استخدام الألواح الذكية كال «Ipad» والانترنت لا تحبذه «حطاب» معللة ذلك: « لضررهم الكبير على الأطفال، اذ انه في العديد من الدراسات أثبتت بأن الكثير من الخلايا العصبية تتضرر وتتلف لعدم استخدامها اذ ان هذه الالعاب فقط ينظر اليها الطفل دون تفكير بها، كما وان بعض الألعاب تعلم العدوانية والعنف، فأنا أفضل الطبيعة واللعب بداخل المنازل بعيداً عن هذا التطور».

للمطبخ حكاية
تربويا :»يجب استغلال المطبخ جيداً لاحتوائه الأوعية والأواني فيتعلمون منه معنى الحجم والسعة وغيرها من المصطلحات كالكثافة فيقومون بالعديد من الأنشطة لتمرين عضلاتهم البسيطة كالعجن لتهيئهم للمدارس واستخدام أدواتها.
كما وبإمكان الأولاد تقديم المساعدة بالطبخ وترتيب المنزل اذ انهم يتعلمون بالطريقة المحسوسة أكثر من التلقين».

الأماكن السياحية في الأردن
شددت على أهمية اصطحاب الطلاب الى الأماكن السياحية في الأردن مثل البتراء معللة ذلك: «لنروي لهم تاريخها ورؤية آثارها بالاضافة الى عجلون ومؤتة وأضرحة الصحابة، والمحميات كالأزرق فمن بالغ الأهمية معرفة بلدهم وآثارها وتاريخها».

العقاب والتعنيف اللفظي وآثاره
من جهتها لفتت المختصة النفسانية «سيرين محمد» الى انه : « يجب على أولياء الأمور الابتعاد عن معاقبة أبنائهم وحرمانهم من حقهم في الراحة خلال العطلة، إضافة إلى التعنيف اللفظي الذي يتعرض له على مستوى الأسرة، مما يجعل الطفل في حالة عناد ويرد اللكمة للأولياء باستمراره في الفشل، وتتحوّل الدراسة إلى نقطة سوداء في حياته».
وأضافت في نفس السياق أن التمتع بالعطلة هي من حق التلميذ الناجح والتلميذ الفاشل، ووجب على الأسرة اقتسام العطلة إلى شطرين بالنسبة للفئتين معا، وهذا بتخصيص الأسبوع الأول لأخذ الراحة أما الأسبوع الثاني فوجب تخصيصه للدراسة، سواء بالنسبة للتلميذ النجيب أو المتوسط أو الفاشل، من أجل العودة إلى أجواء الدراسة واستعادة التلاميذ الضعفاء لما فاتهم ، كون أن شدة العقاب الأسري سوف تؤدي بالتلميذ إلى الانتقام من الأبوين، عن طريق إحراز نقاط ضعيفة لرد اللكمة، بحيث يدخل الطفل في حالة عناد، ووجب توخي الأسر الوصول إلى تلك النتائج الوخيمة والإفرازات السلبية التي تنقلب بالسلب على المشوار الدراسي للطفل.

تعليقاتكم