مقالات طبية

اسباب كتل الثدي

صحة نيوز – تعتبر كتل الثدي من الأمور الشائعة التي تشتكي منها النساء؛ فالكثيرات يشتكين من وجود كتلة أو كتل في الثدي؛ قد تكون ملحوظة منذ عدة أيام أو أشهر أو حتى سنوات. وقد يصاحب هذه الكتل أعراض أخرى مثل الألم أو إفراز من الحلمة أو تغيرات أخرى في الثدي، أو قد لا تكون مصاحبة لأي أعراض أخرى. ومن المفهوم أن اكتشاف كتلة في الثدي يصاحبه شعور بالقلق والخوف. أود بداية أن أوضح أن معظم كتل الثدي حميدة ولا تحتاج إلى أي علاج. هذا لا يعني أنه يجب إهمالها، لأن بعض الكتل يجب التأكد منها أولا. وعادة ما تكون نصيحتي بإجراء بعض الفحوصات البسيطة، فتستطيع المريضة أن تتطمئن بأنه لا يوجد أي شيء سيء. الخوف والتردد لا يفيدان، لكن أخذ المبادرة بالفحص والتحكم بزمام الأمور هو الطريق الأمثل.
سوف أبدأ باستعراض أهم أسباب تكون الكتل في الثدي، وهي كالتالي:

1. كتل ليفية (Fibroadenoma): هذه الكتل منتشرة جدا خصوصا عند الذين عمرهم أقل من 30 سنة ولكنها قد تحدث في أعمار أكبر. وهي عبارة عن كتل حميدة غير معروف سبب تكونها. قد تكبر هذه الكتل مع الوقت أو تصغر. وهي لا تتحول إلى أورام. قد تحتاج أحيانا إلى أخذ خزعة منها أو إزالتها للتأكد من طبيعتها، ولكن في كثير من الأحيان يكون التشخيص واضحا من فحص الجراح ومن صور الثدي. في هذه الحالة لا تحتاج هذه الكتل إلى أي علاج أو إزالة.

2. أكياس: هذه الأكياس تكون فيها سوائل وقد تكون كبيرة أو صغيرة. يستطيع الجراح عادة التمييز بين الكتلة والكيس، خصوصا إذا كان سطحيا. معظم الأكياس تكون حميدة ولا تحتاج إلى أي علاج. إذا كان التشخيص غير واضح أو اذا كان الكيس يسبب الألم فيستطيع الجراح سحب السائل بإبرة صغيرة جدا. الأكياس التي يجب ألا تهمل هي الأكياس التي تكون مصاحبة لكتلة أخرى أو فيها دم. في هذه الحالة يجب أخذ خزعة.

3. زوائد لحمية في قنوات الحليب: هذه الزوائد تكون عادة صغيرة جدا وقد يصاحبها إفرازات من الحلمة. هذه تعتبر حميدة ولكنها عادة تحتاج إلى إزالة للتأكد من سببها وللتخلص من الإفرازات.

4. التهابات في الغدد أو في قنوات الحليب: تحصل الالتهابات عادة إما خلال الرضاعة أو لدى النساء المدخنات، ولكنها قد تصيب أي شخص. ويظهر الالتهاب بصورة ألم بالثدي قد يكون مصاحبا لكتلة أو إفرازات من الحلمة. وفي بعض الأحيان يتكون دمل قد يحتاج إلى عملية لفتحه. معظم الالتهابات تزول مع المضاد الحيوي، لكن بعضها الآخر قد يحتاج إلى خزعة أو عملية جراحية للتخلص منه إذا استمر.

5. أكياس حليبية: قد تتكون هذه الأكياس التي تحتوي على الحليب خلال فترة الحمل والرضاعة. وهي عادة لا تحتاج إلى أي علاج إلا إذا التهبت.

6. الأورام: الورم السرطاني عبارة عن خلايا وأنسجة متغيرة في الثدي ومصدرها عادة قنوات الحليب. وتكون عادة لدى من تجاوزن سن الأربعين، ولكنها نادرا ما تصيب النساء الأصغر سنا. تكون الأعراض عادة على شكل كتلة تزداد حجما مع الوقت، وقد لا تكون هناك كتلة، إنما إفرازات من الحلمة أو تغير في حجم الثدي أو تغيرات أخرى. وقد لا تكون هناك أعراض نهائيا بسبب صغر حجمها، وفي هذه الحالة تظهر فقط في الصور الشعاعية. ولذلك من المهم عمل صور شعاعية للثدي (Mammogram) لكل النساء اللواتي تجاوزن سن الخمسين. فكلما كان الورم أصغر حجما كان علاجة أسهل وفرصة الشفاء أكبر.

7. أسباب أخرى: توجد أسباب أخرى قليلة الحدوث ولكنها أحيانا قد تربك التشخيص.
متى يجب مراجعة الأخصائي؟

يجب مراجعة الجراح الأخصائي إن استمر ظهور الكتلة أو الإحساس بها لأكثر من أسبوع، أو إن ازدادت في الحجم، أو كانت مصاحبة لأعراض أخرى مثل إفرازات دم من الحلمة أو تغيرات أخرى بالثدي.

فالمراجعة المبكرة تنهي القلق وتريح المريضة، وأكرر في النهاية أن معظم كتل الثدي حميد ولا يحتاج إلى أي علاج.

تعليقاتكم