أخبار الصحة

اسعاف.. مستشفى البشير

صحة نيوز – كتب: عدنان البدارين – أطباء غاضبون، ومرضى غاضبون أيضا، اشخاص يحتاجون الى رعاية طبية عاجلة، ينتشرون في ممرات واروقة متسخة، يبحثون عن سرير فارغ ويد تطببهم وتبعد عنهم شبح الموت ومعاناة الالم، رجال ونساء يفترشون الأرض وقد اسودت الدنيا في وجههم فضيق ذات اليد يجبرهم على التحمل، اما مشهد الدماء على الاسّرة وبقايا الشاش والقطن والمستهلكات الطبية فلا يغيب عن المشهد العام.. هذا هو حال قسم الطوارئ في مستشفى البشير، اكبر مستشفيات العاصمة عمّان وأكثرها استقبالا للمرضى.
ازعم ان الآوان قد حان لـ”سطح” دمل قسم الطوارئ في هذا المستشفى، واقسام الطوارئ في بقية مستشفيات وزارة الصحة، وتنظيفها وتضميدها، لتبرأ، وتعود لتقدم خدمات تليق بالإنسان، فأسطوانة الاعداد الكبيرة من المراجعين أصبحت مشروخة، وواجب الدولة وقد زاد عدد المراجعين الى هذا المستشفى ان توسعه بشكل يواكب هذه الزيادة، وتضاعف اعداد الأطباء والكوادر الطبية، الا اذا كان القصد بقاء الأمور على حالها لتستفيد قطاعات طبية أخرى!.
ما شاهدته امام مكتب طبيب الطوارئ في “البشير” تقشعر له الابدان، فلا استوعب كيف يعاين طبيب اربعة مرضى في آن واحد، ويستمع، وقد اختلط الحديث ببعضه، الى شكوى كل منهم، وهنا تصبح إمكانية الخطأ واردة، والخطأ هنا قد يكلف انسانا حياته.
المسؤولية في تردي واقع قسم الطوارئ في “البشير” لا تقع على عاتق الكوادر الطبية في القسم فقط، فبعضهم يفعل ما بوسعه، بل هي مسؤولية إدارة المستشفى ووزارة الصحة التي تدير ظهرها لبؤرة ملتهبة وتكتفي بمسكنات تضر اكثر مما تنفع، تخفي الاعراض ولا تعالجها، حتى ساءت الأوضاع، واصبحت بحاجة الى مبضع جراح ماهر يتولى ملف اقسام الطوارئ في مستشفيات وزارة الصحة ويستأصل المشكلة من جذورها.
اغلب مراجعي مستشفى البشير والمستشفيات الحكومية هم من الفئات الاجتماعية البسيطة المسحوقة، ذات الصوت الخافت، التي لا تجد من يدافع عن حقوقها، حقها في الرعاية الطبية اللائقة الذي يجب ان توفره الدولة، وحقها في المعاملة الإنسانية التي يضبطها الضمير والقانون ايضا.
ادعو بعض مسؤولينا الى زيارة قسم الطوارئ في مستشفى البشير، زيارة اطلاع على الحال بنية المعالجة، وليس لرفع العتب، ويعقبها “مناسف” من جيب دافع الضرائب الذي ينتظر على اعتاب المستشفى سريرا يريحه ويد معالج تطبب آلامه.
* رئيس هيئة التحرير لمجموعة “الحقيقة الدولية” الاعلامية

تعليقاتكم