أخبار الصحة

الادوية البديلة : تساوي “الاصيلة” شكلا وتركيبة وخصائص علاجية .. لكنها لا تقنع المريض !

صحة نيوز – كوثر صوالحة – حتى الان .. يبدو ان هناك عدم وضوح بالنسبة للمريض في التفريق بين الدواء البديل او «الجنيس» وبين الدواء الاصيل الذي اعتاد المريض على استخدامه سواء لمرض مزمن او عارض صحي ..وبين فترة واخرى لابد ان نسمع شكاوى حول نقص في الادوية المزمنة او النفسية او الادوية الخاصة بالاطفال .
هذه الشكاوى اعتدنا على سماعها في الاشهر الاخيرة من العام وليس في منتصف العام كون العطاءات المطلوبة من قبل وزارة الصحة تسلم في بداية العام الجديد وتحدد الوزارة احتياجاتها من العطاءات الخاصة بالادوية سنويا .
وفي كل مرة وكما هذه المرة تؤكد الوزارة توفر الادوية في جميع مستشفياتها ومراكزها الصحية دون استثناء ولا يوجد نقص لاي دواء وفي حال وجود نقص هناك في اي دواء فان البديل متوفر وموجود . والفرق الحقيقي بين الدواء الاصيل والبديل هو فقط ان الدواء البديل ذو تكلفة ارخص في العطاءات ولكن بذات الفعالية .
الوزارة تؤكد استعدادها لاستقبال اي شكوى بخصوص الادوية وعلى مدار العام الا انها في ذات الوقت ومن خلال مديرية التزويد تبين ان الارقام والاحصائيات تشير الى توفر كافة الادوية وفي حال توفر البديل لا يكون هناك نقص في الدواء لان الدواء البديل له ذات المفعول والجدوى الا ان المواطن لا يقتنع بذلك على الاطلاق ويريد الدواء الاصيل الذي اعتاد عليه دون ان يقوم بتجربة الدواء البديل والكلمة الاسهل لديه ههي « عدم توفر الدواء « . الوزارة لاتنفي ان هناك ضغطا كبير على استهلاك الادوية لارتفاع عدد المراجعين الى كافة مستشفياتها ومراكزها ، الا ان احتياجات الوزارة في الوقت الحالي كافية جدا وزودت المستشفيات والمراكز الطبية بحاجتها من الادوية ، فيما ترجع عدد من ادارات المستشفيات والمراكز الصحية في بعض الاحيان نقص الادوية الى الاجراءات الروتينية .
اذن تبقى المشكلة في الية اقتناع المواطن بجودة وفعالية الدواء البديل ، حيث يؤكد صيادلة ومن خلال مشاهداتهم اليومية ان المواطن لا يقتنع الا بالدواء الذي ياخذه وتعود عليه حتى ولو اكد له الطبيب او الصيدلي ان الدواء امن . وتعتبر الأدوية الجنيسة أو البديلة نسخا للأدوية الأصلية وتحتوي على نفس تركيبتها وشكلها فضلا عن نفس الخصائص العلاجية، لكنها مختلفة عنها من حيث الكلفة بحسب الصيدلاني محمد العاموري .
وقال العاموري ان الدواء الجنيس يصنع بعد مرور اكثر من 20 عاما على وجود الدواء الاصيل في السوق وتداوله ، وقانونيا بعد هذا الوقت يصبح بامكان اي مؤسسة معترف بها تصنيع الدواء بعد الحصول على رخصة التصنيع من الجهات المختصة ولكن باشتراط تغير اسمه الاصلي الى اسم جديد مع الحفاظ على التركيبة الاصلية للدواء باثباتات طبية واوراق خاصة تقدم للجهات المختصة.. فالدواء البديل هو دواء امن تماما وله خاصية الدواء الاصيل واثبتت العديد من الادوية البديلة فاعليتها .
وبين ان الدواء يمر بمراحل متتالية ، فمنذ أن تكتشف الشركة تركيبة الدواء الكيميائية تعطى حقوق التصنيع لفترة زمنية معينة مدتها 20سنة ، تذهب منها فترة تقارب 10سنوات في الأبحاث والدراسات الطبية على الحيوانات ثم البشر وبعد ذلك تأتي بداية التسويق ثم ماتبقى يكون مرحلة بيع الدواء وتغطية التكاليف وجني الأرباح ولذلك تكون كلفة الدواء الأصلي عالية ثم بعد تلك الفترة تفتح المنافسة لجميع الشركات ومن ضمنها الشركة الاصلية لإنتاج البديل ويكون بطبيعة الحال ارخص سعرا وذلك لانخفاض تكلفة الإنتاج.
ويتجه العالم في الوقت الحالي الى رفع استهلاك الأدوية الجنيسة..فالولايات المتحدة الأمريكية- التي تمثل نصف رقم اعمال الصناعة الصيدلانية في العالم- انتقلت فيها حصة الأدوية الجنيسة في السوق من 20 الى 50 في المائة خلال عشرين سنة وفي فرنسا تمثل الأدوية الجنيسة نسبة 13 في المائة من الأدوية الموصوفة غير ان النمو السنوي يبلغ 30 في المائة في المتوسط.. والنتيجة أن بعض مصانع الأدوية الجنيسة في العالم فاقت مبيعاتها من الأدوية مبيعات مختبر بفايزر الأمريكي، لكن يظل سعر الأدوية الجنيسة اقل بنسبة 30 في المائة من الأدوية الأصلية في فرنسا مثلا .

تعليقاتكم