أخبار الصحة

التطعيم.. بين الحقائق والمعتقدات الخاطئة

يعتقد البعض أن للقاحات أعراضا جانبية عديدة وطويلة المدى وقد تتسبب في الوفاة، والحقيقة أن اللقاحات آمنة، ومعظم الأعراض الجانبية للقاح تكون بسيطة ومؤقتة كالألم والاحمرار البسيط حول مكان التطعيم والحمى الخفيفة، والآثار الجانبية الخطيرة هي نادرة جدا ويمكن السيطرة عليها، بينما يمكن أخذ المطعوم الوقاية من العديد من الأمراض الخطيرة التي قد تسبب الوفاة.
ويعتقد البعض أن اللقاحات تسبب مرض التوحد، وسبب هذا الاعتقاد يعود إلى دراسة تم نشرها في مجلة طبية في العام 1998 أثارت المخاوف بشأن احتمال وجود صلة بين لقاح (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية- MMR والتوحد)، بعد ذلك اعتبرت الدراسة خاطئة، وتم سحب الدراسة من قبل المجلة الطبية التي نشرت الدراسة. فقد أظهرت العديد من الدراسات الأخرى بعد ذلك التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية والمجلة الطبية البريطانية وغيرها عدم وجود صلة بين اللقاحات الطبية والتوحد.
ويعتقد أن إعطاء الطفل أكثر من لقاح واحد في الوقت نفسه يزيد من خطر الآثار الجانبية الضارة، والتي يمكن أن تنهك الجهاز المناعي للطفل، ولكن الأدلة العلمية بينت أن إعطاء لقاحات عدة في الوقت نفسه ليس له تأثير ضار على الجهاز المناعي للطفل؛ حيث يتعرض الأطفال إلى مئات عدة من المؤثرات الخارجية التي تثير استجابة مناعية كل يوم.
وبمجرد إصابة الطفل بالتهاب الحلق أو الصدر، يتعرض إلى أجسام مضادة أكثر بكثير من الأجسام المضادة الموجودة باللقاحات، ومن فوائد الحصول على لقاحات عدة في الوقت نفسه؛ ضمان استكمال التطعيمات الموصى بها في الموعد المحدد، مما يعني زيارات أقل للعيادة الطبية مما يوفر الوقت والمال، وعددا أقل من الحقن التي يتعرض لها الطفل عند إمكانية الحصول على التطعيمات مجتمعة، على سبيل المثال الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
ويعتقد أيضاً أن اللقاحات للأطفال فقط، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ؛ فاللقاحات يمكن أن تساعد على الحفاظ على صحة المراهقين والبالغين، مثل لقاح الانفلونزا والتهاب السحايا وغيرها من اللقاحات المفيدة للبالغين وكبار السن.
للأسف الكثير يعتقد أن لقاح الانفلونزا ليس فعالاً والانفلونزا ليست مرضا خطيراً، والحقيقة أن الانفلونزا هي أكثر بكثير من مجرد مصدر إزعاج، وهي مرض خطير يقتل 250.000 الى 500.000 شخص في العالم كل عام، حسب منظمة الصحة العالمية.
والتطعيم يوفر مناعة ضد السلالات الثلاث الأكثر انتشارا المتداولة في أي موسم معين، وهو أفضل وسيلة للحد من الإصابة بالانفلونزا الشديدة ونقله إلى الآخرين. قد تختلف فعالية اللقاح من عام لآخر حسب تغير الفيروس، ولكن حتى لو أصبت بالمرض بعد أخذ اللقاح فإن نسبة المضاعفات الخطيرة الناتجة عن المرض ستكون أقل مع اللقاح.
كما يعتقد أنه ليس هناك ضرر في تأخير اللقاحات، ولكن يجب معرفة أن اللقاحات تعمل بشكل أفضل في منع أمراض قاتلة عندما يتم إعطاؤها وفقا للجدول الزمني الموصى به، وقد تم تصميم الجدول الزمني بحيث تتم حماية الأطفال الأكثر عرضة للأمراض. أما إذا كنت لا تريد أن تأخذ اللقاح لأنك تعتقد أنها بدعة من شركات مصنعين اللقاح، فتذكر أن شركات الدواء والمستشفيات تستفيد أكثر من عدم أخذك اللقاحات.

تعليقاتكم