مجتمع الصحة

التهابات اللوز اكثر شيوعا بين الاناث

للوزتان عقدتان لمفاويتان تقعان أعلى الحلق في القسم الخلفي من الفم ويمكن رؤيتهما عند فتح الفم, وهما تساعدان في الحالة الطبيعية على تصفية الجراثيم والعصيات الأخرى ومنع دخولها للجسم وإحداثها للمرض، ولهذا تتعرض اللوزتان للإلتهاب بشكل متكرر .
والتهاب اللوزتين أو البلعوم هو جزء من مجموعة التهابات تطال الأعضاء التنفسية العلوية ، ابتداء من الأنف إلى الحلق والبلعوم واللوزتين وحتى القصبات الهوائية.
اللوزتان هما بوابة الحماية للجسم من جهة الفم والأنف, وإحدى وسائل الدفاع في الجسم لذا قد تتضخمان أحياناً نتيجة الالتهابات المتكررة مسببة صعوبة البلع, وقد يسبب الالتهاب القيحي في اللوزتين بعض المضاعفات كالخراج حول اللوزة أو الحمى الروماتيزمية أو التهاب الكلية .
وأهم أعراض الاصابة بالالتهاب هو ظهور انتفاخ أو ورم مصحوب بألم في الحلق، وصعوبة في البلع، وتشتهر الحالات المزمنة منه بالصداع وآلام في الظهر والشعور بالغثيان وتشنج في الرقبة ، كما يبرز في الحلق خراج (تجمع صديدي) بجانب أحد اللوزتين.
ويعرف اختصاصي أمراض الانف والاذن والحنجرة د.وليد ابراهيم الخلج اللوز بأنها عبارة عن مجموعة خلايا لمفاوية مغطاة بغشاء مخاطي يمتد للجهاز التنفسي, وتقعان بالجانبين الايمن والايسر للحلق, ووظيفتها الطبيعية هي الدفاع عن الجسم بامتصاص المكروبات, أما في حالة الالتهابات المستمرة المزمنة تتحول إلى مفرزة للمكروبات ويكون لها مضاعفاتها.
ويرى د.الخلج أن أمراض الحلق والبلعوم من الأمراض المنتشرة بكثرة, لافتا إلى أن المريض بطبيعته يهرول إلى أقرب طبيب عام, وإلى الاختصاصي ليخبره أن لوزه ملتهبة، حتى أخذ المرضى جميعا يشكون أن أي ألم بالحلق أو البلعوم أو أي حرارة مرتفعة هي التهابات اللوزتين.
والتهابات اللوز هي الأكثر انتشارا في أمراض الجهاز التنفسي وتأتي في المرتبة الثانية بعد الانفلونزا, حسبما أفاد د.الخلج, ويصاب بها الأولاد والبالغون من العمر (35-40) سنة أما الرضع والكبار في السن فقليلا ما يصابون بها.
وأنواع التهابات اللوزتين كثيرة ومتفرعة ويستطيع الاختصاصي أن يفرق بينها, ويحدد طريقة العلاج المناسبة, وتستمر هذه الالتهابات عدة أيام حيث يشعر المريض بوجود شيء غريب في الحلق مع نشفان وألم خصوصا عند البلع.
ويضيف د.الخلج “ينتقل الألم للفك السفلي والأذن وتخرج رائحة كريهة من الفم وترتفع درجة الحرارة حتى تصل إلى 39-40 درجة, ويشعر المريض بصداع مع رغبة بالاستفراغ , و انحطاط في جميع أنحاء الجسم وألم بالظهر والمفاصل , ويشكو بعض المرضى من الانقباضات بالأوعية اللمفاوية للرقبة”.
ويكون علاج التهابات اللوز الحادة بالمضادات الحيوية والمضمضة المطهرة مع العلاجات المضادة للألم والحرارة.
وعن استئصال اللوزتين جراحيا يقول د.الخلج أن الطبيب يلجأ لذلك في حالة الالتهابات المستمرة والمتكررة عدة مرات بالسنة (5-6 مرات) , وفي حالة ظهور خراج من التهابات اللوز الحاد, وفي حالة ظهور أمراض الروماتيزم وأمراض الكلى الحادة.
ويمكن الوقاية من التهابات اللوزتين بتهوية المنزل , والتعرض للشمس , وعدم تغيير درجة الحرارة من دافئ إلى بارد فجأة , ولبس الملابس المناسبة للحر و البرد , واستعمال مناشف ومناديل وفوط خاصة للمرضى وعدم استعمالها من الأفراد المخالطين .
وعند العطس يجب ان يحرص المريض على عدم خروج الرذاذ من المنديل الورقي , والتخلص من المناديل المستعملة في قمامة مغلقة وفي أسرع وقت, وعدم تقبيل الأطفال المرضى , وعدم تقبيل الأطفال من أفواههم , والإكثار من الحمضيات في فصل الشتاء .
مؤخرا اعلن باحثون في المعهد النرويجي للصحة العامة، بمدينة (أوسلو) أن التهاب لوزتي الحلق المتكرّر ربما له مكوّنا جينيا قويا, وخلال الدراسة، لجأ الباحثون إلى البيانات المتعلقة بحوالي عشرة آلاف توأما نرويجيا، للتحرّي عن دور العوامل الوراثية والبيئية المحتملة في التهاب اللوزتين المتكرّر, و كان التهاب اللوزتين المتكرّر أكثر شيوعا بين الإناث(%14.1) مقارنة مع الذكور(%8.8)، أما عدد الإصابات الإجمالي فوصل الى %11.7.
وكانت نسبة التهاب اللوزتين المتكرّر أعلى بكثير عند التوائم المماثلين، الآتين من نفس البيضة التي تنشق بعد الإخصاب والتي تشارك فيها نفس الجينات، قياسا إلى التوائم حيث تخصٌب بيضتين بشكل آني, وشكٌلت العوامل الوراثية(الجينية) %62 من التفاوت في التهاب اللوزتين المتكرّر بينما أثرت العوامل البيئية على %38 منها.

تعليقاتكم