اسرة و صحة

الخوف من طبيب الأسنان يستدعي العلاج النفسي

صحة نيوز – العديد يعانون من الخوف الذي يسبق زيارة طبيب الأسنان، إلا أن دراسة حديثة قد وجدت أن العلاج بالسلوك، أي العلاج النفسي، يساعد المصاب عندما يصبح هذا الخوف رهابا معيقا.
ففي هذه الدراسة، قام باحثون بريطانيون بتجربة اتجاه علاجي نفسي يعرف بالعلاج المعرفي السلوكي، وهو علاج قصير الأمد عادة ما يستلزم من 6 إلى 10 جلسات.
وذكر قائد الدراسة البروفيسور تيم نيوتن، وهو بروفيسور في علم النفس، أن هذا الأسلوب العلاجي يعمل عبر تزويد المصابين بمهارات معينة للتعامل مع خوفهم.
وبعد الجلسات، التي تركز على استبدال الأفكار السلبية حول طبيب الأسنان بأفكار إيجابية، يكون الشخص قد حصل على مجموعة من المهارات للمساعدة على الشروع بالتخلص مما لديه من قلق.
وأضاف نيوتن أنه بعد انتهاء الجلسات، تتم مناقشة المشاركين حول الحقيقة بأن ما لديهم من قلق اتجاه زيارات طبيب الأسنان لن يزول، لكنهم الآن أصبحوا على دراية بما يجب أن يفعلوه من خلال العلاج المذكور، وهو عدم تجنب تلك الزيارات، فضلا عن أخذ خطوات تدريجية لتحدي ما لديهم من أفكار حولها.
أما عن الكيفية التي جرت من خلالها الدراسة المذكورة، فقد قام نيوتن وزملاؤه بتقييم 130 رجلا وامرأة بأعمار معدلها 40 عاما ممن شاركوا بجلسات علاج نفسي تمت بقيادة اختصاصي علم نفس.
وتبين من خلال هذا التقييم أن نحو ثلاثة أرباع المشاركين كانوا مصابين برهاب طب الأسنان بشكل كامل. كان لدى الباقين قلق من بعض الجوانب المتعلقة به. وقد كان الخوف من الإبر وحفر الأسنان على رأس قائمة الخوف، كما ذكر المصابون.
أما بعد العلاج، فقد خضع 79 % من المصابين لعلاج سني من دون الحاجة للتخدير، و6 % منهم حصلوا على علاج سني، ولكنهم احتاجوا إلى التخدير. أما الـ15 % الباقون، فهم إما انسحبوا من الدراسة أو كانوا غير مناسبين للبدء بالعلاج لأسباب أخرى.
ومن الجدير ذكره أن دراسة سابقة قام بها نيوتن وفريقه، أظهرت أن من يعانون من قلق طب الأسنان كانت احتمالية زياراتهم لطبيب الأسنان أقل من غيرهم، كما وكانوا أكثر عرضة للإصابة بتسوس الأسنان وغيره من مشاكل فموية مقارنة بمن يزورون الطبيب بانتظام.
ووجد الباحثون أيضا أن النساء كن أكثر ميلا للخوف من طبيب الأسنان مقارنة بالرجال.
وخلال العلاج، تم تعليم المصابين كيف يتعرفون على الأفكار المتعلقة بما لديهم من مخاوف واستبدالها بأفكار أفضل. فقد تم تسليحهم بالمعلومات لتحدي الأفكار السيئة. كما وتم تعليمهم آليات للتعامل مع القلق، والذي غالبا ما سيحدث عند وصولهم لعيادة الأسنان. ومن هذه الآليات السيطرة على التنفس وإرخاء العضلات وتعريض أنفسهم تدريجيا لما يخافونه.
وأشار البروفيسور بيتر ميلجروم، وهو بروفيسور في علوم الصحة الفموية وطب الأسنان لدى الأطفال في جامعة واشنطن في سياتل، إلى أن تأثير العلاج بالكلام (العلاج النفسي) ظهر بأنه طويل الأمد.
وأضاف أنه قد تم استخدام هذا الأسلوب العلاجي في بحث آخر منذ ما يزيد على 35 عاما. ونتائجه مماثلة لما حصل عليه نيوتن وفريقه.

تعليقاتكم