مقالات طبية

الغذاء السليم هو الحل للامتحانات في رمضان

صحة نيوز – يخوض طلبتنا في الثانوية العامة امتحاناتهم في شهر رمضان المبارك ، وهذا من شأنه أن يسبب الحيرة للكثيرين، ففي هذا الشهر الكريم تتغير عدة سلوكيات كالتوقف عن تناول الطعام اثناء النهار وتناول وجبة السحور التي يتم تناولها في أوقات متأخرة، ما قد يتسبب في حدوث بعض التغييرات «الفيسيولوجية» بجسم الطالب.
ولتجنب حدوث اية ارباكات توصي استشارية التغذية لورا فرح وهاب بضرورة الاهتمام بالتغذية خلال فترة الدراسة والامتحانات ويكون ذلك بالاهتمام بنوعية الطعام وكميته وأوقات تناوله، وقد يكون الأمر هينًا بعض الشيء في الأيام العادية حيث يستطيع الطلبة تناول الطعام بانتظام وتوزيع الوجبات خلال اليوم ليكون هناك مجال لتناول الطعام وقت الحاجة وتعويض الجسم، ولكن سيجد الطلاب بعضاً من الصعوبة هذه السنة، حيث إن الامتحانات تتزامن مع بداية شهر رمضان المبارك، أي أن النظام الغذائي سيختلف والصيام بحد ذاته قد يؤثر على طاقة الطالب.
وتضيف «وهاب» قائلة: قد يشتكي بعض الطلاب من كثرة الجوع أثناء فترة الامتحانات خصوصًا وقت الدراسة ، ويعود السبب إلى عدم انتظام الأيض «معدلات الحرق» في الجسم بسبب عدم انتظام تناول الوجبات وبسبب التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الجسم، الى جانب زيادة عمل الدماغ الذي يقوم ببذل مجهود على الجسم والذي بدوره يسلب الجسم الطاقة، كما ان التوتر الذي يصيب الطلبة قد يؤثر على القدرة في التركيز وبسببه تنشأ في الجسم تغييرات هرمونية وفي هذه الحالة يحتاج الجسم إلى طاقة أكثر، ويمكن التخلص من مشكلة الجوع اثناء الصيام من خلال تناول الطلبة وجبات صغيرة متعددة تحتوي على جميع العناصر الغذائية مع التركيز على النشويات المركبة التي تمنح الجسم طاقة وتبقى لفترة طويلة فيه، بالإضافة إلى البروتين الذي يساعد على البقاء في حالة شبع لفترة طويلة، ويفضل ان يقوم الطلاب بتأخير وجبة السحور، اما بالنسبة للطلاب الذين يفقدون الشهية فالسبب يعود أيضًا للتوتر وانشغال الذهن بالتفكير فقط في الدراسة وتجاهل حاجة الجسم للغذاء. ومن المشاكل التي يمكن ان تصيب الطلاب ايضا التلبك المعوي و الذي يحدث نتيجة التوتر والذي بدوره يصرف عنهم الرغبة في تناول الطعام، والحل هنا يكون من خلال تناول الطلبة للفواكه والعصائر قدر المستطاع كونها غنية بالسكريات وتوفر الطاقة، اضافة لاحتوائها على الفيتامينات والمعادن، كما يمكن تناول بعض رقائق الشوفان وشرب كوب من الحليب او اللبن، ويفضل تناول وجبات صغيرة ابتداء بوجبة الإفطار حتى السحور.
أما عند الافطار فيفضل عدم تناول كميات كبيرة من الطعام وذلك لتجنب تدفق الدم الكبير إلى المعدة والأمعاء لتجنب الشعور بالخمول وقلة التركيز، والافضل تقسيم الوجبات وتأخيرها وتناول الأطعمة الغنية بالسكريات المركبة «المعقدة» والغنية بالبروتينات والفيتامينات والمعادن لإعطاء الجسم مخزونا يكفي ليوم الصيام.

نقص النوم يضعف التركيز
دراسات علمية عديدة أثبتت أن نقص النوم يقلل من وظائف المخ العليا ويحد من قدرته على التركيز والتعامل مع العمليات المعقدة وعلى حفظ المعلومات المكتسبة، لذلك ينصح بأخذ قسط كافٍ من النوم قبل الامتحان لرفع مستوى التركيز أثناء الامتحان وتجنب السهر قدر الامكان.

الماء ، العنصر الأهم
أما بالنسبة للماء فتوافقت الدراسات أن للماء دورًا كبيرًا في رفع مستوى التركيز والاستيعاب لدى الطلاب، وبما أن الطلاب يواجهون فترة امتحانات خلال فترة صيام وفي فصل الصيف ما يعني أن الجسم سيفقد كمية كبيرة من الماء وسيكون وقت شرب الماء محدودا إلا أنهم مطالبون بتناول كمية كافية لا تقل عن 3 ليترات في اليوم الواحد لتعويض الجسم ولتعزيز قدرة التركيز والاستيعاب وتقليل الخمول.

الرياضة تخفف الضغط والتوتر
تعمل الرياضة على تخفيف الضغط النفسي والتوتر وتحسينها لتدفق الدم وهذا ما يحتاجه الطالب خلال فترة الامتحانات، ولكن بسبب ضيق الوقت ولتسهيل الأمر على الطلاب في فترة الامتحانات والصيام ينصح بممارستها حسب قدرتهم، ولا يجب ممارستها بشكل ضروري لتجنب تعقيد امورهم وضياع الوقت الذي يجب قضاؤه في الدراسة.

أطعمة تحسن الذاكرة
تحمل بعض الاطعمة ميزة زيادة التركيز والنشاط الذهني ومنها العسل الأسود الذي يحتوي على الحديد، و الكبدة، الفول والبقوليات بشكل عام، الخضار الورقية كالسبانخ، الملوخية والجرجير، اضافة للأطعمة المحتوية على فيتامين «ج» والذي يتواجد عادة بكثرة في البرتقال، الليمون والجوافة، الى جانب ضرورة أكل الوجبات الغنية بالبروتينات كتناول البيض، اللحوم والألبان والأجبان، ويجب تناول الأسماك لدورها الكبير في تحسين والذاكرة لما تحتويه من دهون Omega 3 حيث ان هذه الدهون تتحد مع «السيروتينين» اذا تواجدت بنسب مرتفعة في الدم وتعمل على تحسين المزاج وفعالية عمل الدماغ.كما يعد الموز طعاما ً مثالياً لصحة الدماغ.

مشروبات يجب تجنها
يفضل في هذه الفترة بتجنب كثرة تناول المنبهات كالقهوة، الشاي ومشروبات الطاقة حيث انها تعيق عملية امتصاص الحديد وتزيد من التوتر والقلق، وكمية الكافيين العالية قد تبقي الطالب يقظا ولكن مشتت التركيز، ولكن هذا لا ينفي أن كوب من القهوة في اليوم يعزز من الذاكرة والتركيز، ويجب استبدال المنبهات بمشروبات تهدئ الأعصاب وتحفز الذاكرة والتركيز مثل النعناع، اليانسون، الكاكاو، اللبن، الزنجبيل والقرفة.

أطعمة رمضانية محفزة للذاكرة
هناك بعض الأطعمة الرمضانية المحببة من قبل الطلاب كالشوربات خصوصًا شوربة الخضار أو الدجاج المحضرة منزليًا، كذلك التمر الذي يعد من أفضل الخيارات الرمضانية، حيث إنه مصدر طاقة ومحفز للذاكرة وغني بالحديد والفوسفور، وأيضًا المكسرات الغنية بزيوت omega 3 وفيتامين E بالإضافة إلى فيتامين لـ B6 ويفضل أن تكون غير مملحة حتى لا يصاب الطلبة بالعطش في اليوم التالي.

تعليقاتكم