اسنانك

الفلورايد وتفلور الأسنان

الفلورايد من العناصر الكيميائية التي تعد ضرورية لصحة الجسم عامة وللأسنان خاصة، إذ يؤدي الحصول على قدر مناسب منه إلى تكوّن أسنان قوية في مرحلة ما قبل بزوغ السن، أما بعد بزوغه في الفم فيعمل الفلورايد على مقاومة الضرر الذي تحدثه الأحماض التي تفرزها البكتيريا المسببة للتسوس، وبالتالي يحمي الأسنان.
مصادر الفلورايد
معجون الأسنان عندما يتم ابتلاعه من قبل الطفل.
مياه الشرب في المجتمع الغنية بالفلورايد مثل مياه الصنبور بالولايات المتحدة الأميركية.
المشروبات والأغذية المحضرة بماء غني بالفلورايد.
مكملات الفلورايد مثل حبوب الفلورايد والقطرات التي يصفها طبيب الأسنان للطفل.
غسول الأسنان (المضمضة) المحتوي على الفلورايد.
والفلورايد عنصر معدني موجود في البيئة كالماء والتراب والغذاء، وهو يضاف في العديد من الدول المتقدمة إلى مياه الشرب العامة (ماء الصنبور). ويقول مركز التحكم والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة إن كل دولار واحد يستثمر في “فلورة” مياه الشرب يوفر على الأمة 38 دولارا من علاجات الأسنان اللاحقة.
والفلورايد ضروري للغاية لتكوين أسنان قوية قبل البزوغ في الفم، أي أثناء تطور الأسنان الدائمة. أما بعد البزوغ فيعمل من خلال تحفيز إعادة التمعدن بالسن، أي عودة المعادن التي فقدها بنيانه نتيجة فعل الأحماض. ولذلك يعتقد أنه قد يوقف التسوس ويعكسه في بعض الحالات التي يكون فيها التسوس في بدايته.

ولكن هذه الآثار الإيجابية تعتمد على أن يكون مقدار الفلورايد ضمن مستوى معين، فإذا كان أقل لم تحصل الأسنان على التأثير المفيد للفلورايد، أما إذا كان أكثر أدى إلى “تفلور” الأسنان.

و”تفلور” الأسنان حالةٌ تصيب السن وتؤدي إلى تغيرات في بنيان طبقة المينا، وتتميز بظهور بقع بيضاء اللون في التفلور البسيط، وقد تصل إلى أصباغ أو نُقر في الحالات الحادة، وتنتج عندما يستهلك الأطفال كميات كبيرة من الفلورايد أثناء فترة تطور أسنانهم وهي تحت اللثة، أي قبل بزوغها.

وقد يحصل الطفل على كمية كبيرة من الفلورايد نتيجة بلعه معجون الأسنان على فترة طويلة، أو نتيجة نشوئه في منطقة يكون مصدر مياه الشرب فيها يحتوي طبيعيا على تركيز مرتفع للغاية من الفلورايد وفوق الحد المفيد للأسنان، مثل بعض المناطق في سوريا والأردن ومصر وليبيا والجزائر والسودان وكينيا، وفي بعض مناطق تركيا والعراق وإيران وأفغانستان والهند وشمال تايلند والصين، وبعض المناطق في الأميركتين واليابان، وذلك وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
آلية التفلور
يحدث “التفلور” نتيجة حصول الأطفال الذين يبلغون من العمر ثماني سنوات أو أقل على كمية كبيرة من الفلورايد على مدار فترة طويلة من الزمن، وذلك أنه في هذه الفترة العمرية تكون الأسنان الدائمة لم تبزغ بعد وتحت اللثة وفي مرحلة التطور، ولذلك فإن هذا الفلورايد الفائض يؤدي إلى حدوث تغييرات في بنية طبقة المينا فيها.

الأعراض
تفلور الأسنان الخفيف: بقع بيضاء اللون ذات حواف خفيفة، أو خطوط “طباشيرية” باهتة على سطح السن، وعادة ما يكون غير ظاهر للعين غير الخبيرة ولا يستطيع تمييزه إلا طبيب الأسنان.
التفلور المتوسط والشديد: بقع بيضاء كبيرة أو بقع بنية مع خشونة في سطح السن أو وجود نُقور في طبقة المينا.

العلاج
عادة فإن التفلور البسيط قد لا يكون ملاحظا من قبل الطفل أو أهله، ولذلك فهو لا يتطلب إجراءً علاجيا. أما حالات التفلور المتوسط والشديد فقد تحتاج علاجا تجميليا عند طبيب الأسنان، ومن الخيارات المتاحة تبييض الأسنان والصقل والقشرة الخزفية وغيرها من العلاجات.

الوقاية من تفلور الأسنان
اعرف تركيز الفلورايد في مياه الشرب التي تستعملها، اتصل بالسلطات المحلية أو شركة المياه وهم سيخبرونك. وعادة إذا كان تركيز الفلورايد أكثر من 0.7 مليغرام لكل ليتر، فيمنع إعطاء الطفل أية مكملات فلورايد كالحبوب أو قطرات الفم، وهذا طبعا يأتي بعد استشارتك طبيب الأسنان وتزويده بهذه المعلومات عن الفلورايد في مياه الشرب.
منذ ولادة الطفل وإلى أن يبلغ السنتين لا تستعمل معجون الأسنان لتنظيف أسنانه، واستعمل فرشاة مبللة فقط، وذلك طبعا بعد استشارة طبيبك.
منذ عمر سنتين وحتى 8 سنوات استعمل لتنظيف أسنان الطفل معجون أسنان أطفال، وميزته ليست فقط طعمه الذي يكون بنكهة الفراولة، بل لاحتوائه على تركيز منخفض من الفلورايد.
خلال تنظيف أسنان الطفل الذي تجاوز السنتين، ضع كمية صغيرة من معجون أسنان الأطفال على الفرشاة بحجم حبة البازيلاء فقط، ونظف أسنان الطفل وشجعه على بصق المعجون. مع الإشارة هنا إلى أن الطفل لا يطوّر آلية البصق بشكل ملائم حتى عمر 6 سنوات، ولذلك فإنه عادة ما يبتلع المعجون أو جزء منه قبل ذلك العمر. ولهذا من الضروري استعمال معجون أسنان أطفال ووضع كمية صغيرة للغاية منه على الفرشاة.
إذا كان تركيز الفلورايد في مياه الشرب أكثر من 2 مليغرام لكل ليتر، فاستعمل مصدرا آخر للشرب للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثماني سنوات، إذ على هذا التركيز ترتفع احتمالات الإصابة بالأشكال المتوسطة والحادة من التفلور.

تعليقاتكم