مقالات طبية

القرحة الهضمية

تقرح يحدث في بطانة المريء أو المعدة أو الجزء العلوي من الأمعاء نتيجة حدوث ضرر في هذه البطانة، مما يؤدي إلى انكشاف الطبقة الداخلية من الجدار المعوي. ولذلك فإن القرحة الهضمية تظهر تحت المنظار كحفرة حمراء اللون في جدار المعدة أو الأمعاء أو المريء.

توجد ثلاثة أنواع من القرحة الهضمية تبعا لمكان حدوثها:
القرحة المريئية، وتحدث في المريء، وهو القناة التي تحمل الطعام من البلعوم إلى المعدة.
القرحة المعدية، وتحدث في المعدة.
قرحة الاثنى عشري، وتحدث في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة والمسمى بالاثنى عشري.

آلية النشوء:
تغطى القناة الهضمية من الداخل بطبقة مخاطية تحميها من الحمض المعوي، ويُفرز الأخيرَ نوعٌ من الخلايا تسمى الخلايا الجدارية (parietal cells)، ويتكون أساسا من حامض الهيدروكلوريك, مما يجعل حموضة المعدة تعادل عادة 1.5 إلى 3.5 PH.
تحتاج المعدة هذا الوسط الحامضي للقيام بعملية الهضم وتفتيت الطعام إلى أجزاء صغيرة بمساعدة الأنزيمات الهضمية، وذلك لامتصاصها من قبل الجسم والاستفادة منها.
أما الطبقة المخاطية فتفرزها خلايا أخرى في جدار القناة الهضمية، ويتسم هذا المخاط بلزوجته ويعمل على حماية الطبقة الداخلية للقناة الهضمية من تأثير الحامض المعوي.
تحدث القرحة عند حصول خلل في التوازن بين الحامض والمخاط، فإذا زادت كمية الحامض المعوي أو قلت الطبقة المخاطية التي تحمي الجدار المعوي، فإن الحامض يصل إلى الطبقة الداخلية من الجدار فتحصل القرحة الهضمية. وهذا يعني أن القرحة جرح أو حرق كيميائي في النسيج الحي ناجم عن الحامض الهضمي.

الأسباب:
الإصابة ببكتيريا الملوية البوابية (هليكوباكتير بايلوري)، إذ تعيش هذه البكتيريا عادة في الطبقة المخاطية التي تبطن المعدة، وهي في العادة لا تسبب مشاكل، ولكن في بعض الحالات تؤدي إلى التهاب الطبقة الداخلية من المعدة وحدوث القرحة.
رغم عدم وضوح آلية العدوى بالبكتيريا، فإنه يعتقد أن التواصل المباشر (مثل التقبيل) ينقلها، كما أن شرب أو تناول الغذاء الملوث بها يؤدي إلى انتقالها من الغذاء إلى الشخص.
تناول مسكنات معينة، إذ تؤدي إلى خدش بطانة المعدة والأمعاء وإصابتها بالالتهاب، مثل الأسبرين والآيبوبروفين والنابروكسين. ومع أن هذه الأدوية تباع في بعض الدول بدون وصفة طبية فإنه تجب استشارة الطبيب قبل تناولها، وينطبق هذا على جميع العلاجات.
بعض أدوية علاجات ترقق العظام مثل بيسفوسفونيتز، ومكملات البوتاسيوم.
أدوية التهاب المفاصل.

عوامل الخطورة:
التدخين، إذ يزيد احتمالية الإصابة بالقرحة لدى الأشخاص الذين تحتوي القناة الهضمية لديهم على بكتيريا الملوية البوابية.
تناول الخمر، فهو يخدش القناة الهضمية ويزيد إفراز الحامض فيها.

الأعراض:
ألم في البطن قد يأتي في أي مكان بين السرة وعظم الصدر.
يزداد الألم عندما تكون المعدة فارغة، وفي الليل يشتد الألم أيضا.
يخف الألم عند تناول أغذية أو مواد تعادل حموضة المعدة مثل أدوية الحرقة.
قد يختفي عدة أيام ثم يعود مرة أخرى.
الغثيان.
قيء يحتوي على الدم، ويكون لون القيء أحمر أو غامقا.
دم في البراز.
براز غامق اللون، وهذا دليل أيضا على وجود الدم الذي يعطي البراز هذا اللون.
تغيرات في الشهية.
فقدان الوزن بشكل فجائي.

المضاعفات:
النزيف، ويظهر في القيء أو البراز مما قد يقود إلى فقر الدم. أما النزيف الحاد فيستلزم الدخول الفوري إلى المستشفى وتزويد المريض بوحدات من الدم.
الالتهاب، إذ قد تؤدي القرحة إلى فتحة في الأمعاء أو المعدة، مما قد يقود إلى التهاب في أنسجة البطن.
ندوب في القناة الهضمية، وقد تؤدي إلى إغلاق مرور الطعام في القناة الهضمية، ويشعر الشخص عندها بالشبع بسرعة أو يتقيأ بسهولة.
تشير معطيات إلى وجدو علاقة بين قرحة المعدة وسرطانها، ويعزى ذلك إلى الخدش الناجم عن الحامض والبكتيريا, ولكن الأمر بحاجة إلى مزيد من الاستقصاء.

الوقاية:
العناية بالنظافة الشخصية لتقليل احتمالية العدوى ببكتيريا الملوية البوابية، ويشمل ذلك غسل اليدين قبل الوجبات، وغسل الخضراوات والفواكه، وعدم استعمال مقتنيات الآخرين الشخصية أو أدوات طعامهم.
تناول الأدوية بعد استشارة الطبيب ووفق إرشاداته، إذ يجب عادة أخذ المسكنات بعد الأكل. كما أن الظرف الصحي للشخص بشكل عام يحدد ما يلائمه من أدوية.

خرافتان حول القرحة:
القرحة يسببها التوتر والضغط النفسي، وكانت هذه قناعة سائدة لسنوات، ولكن المعطيات العلمية الحديثة تشير إلى أنه لا علاقة للتوتر بالقرحة. وإذا كنت تعاني من التوتر فعليك التعامل معه لأنه قد يؤثر في صحتك بطرق أخرى، ولكن ليس من بينها الإصابة بالقرحة.
الأكل الحار يؤدي إلى القرحة، وهذه هي الخرافة الثانية، فالبهارات والفلفل قد تسبب لك تهيجا في الأمعاء وتجعلك تدخل الحمام، لكنها لن تصيبك بالقرحة.

تعليقاتكم