رشاقة و جمال

الكولاجين: حقائق وإشاعات

انتشر استخدام منتجات الكولاجين بجميع أشكالها في الآونة الأخيرة حيث نجد أن مختلف الشركات أصبحت تروج لاستخدامه، فما هو الكولاجين؟
الكولاجين، هو بروتين طبيعي ينتجه جسم الإنسان ويوجد بأماكن متعددة من الجسم منها البشرة، فيعطيها القوة والمرونة والهيكل، كما أنه وحدة البناء الرئيسي للخلايا والأنسجة والأعضاء، إذ أن الكولاجين يشكل ثلث البروتين في جسم الإنسان، وموجود في كل من العظام والعضلات والأنسجة الأخرى.
ينتج جسم الإنسان الكولاجين الذي يحتاج إليه خلال فترة حياته بشكل طبيعي، إلا أن معدل هذا الإنتاج يتدهور تدريجياً كجزء من عملية الشيخوخة الطبيعية. وقد وُجد أن جسم المرأة ينتج الكولاجين بنسب أقل من الرجال، حيث تفقد المرأة الكولاجين بمعدل يقارب 1 ٪ سنوياً. وهذا يعني أن المرأة تفقد ما يقارب نصف كمية الكولاجين لديها قبل بلوغها سن الخمسين. ولهذا السبب قد تلجأ بعض النساء إلى استخدام منتجات الكولاجين التي تباع في الصيدليات على شكل حبوب أو كبسولات أو سائل يتم شربه أو حقنه مباشرة في البشرة، وغير ذلك من المستحضرات التجميلية كالكريمات أو المراهم؛ ظناً منهم أن هذه المنتجات تقدم المزايا التالية:
• الحد من ظهور التجاعيد.
• منع ظهور ملامح الشيخوخة.
• تجعل الجلد مشدودا أكثر.
• تزيد من مرونة الجلد.
• تقوية الشعر والأظافر.
• تساعد على تقوية العيون.
• زيادة مرونة العظام.
هل الكولاجين الذي انتشر استخدامه في الآونة الأخيرة فعال حقاً، ويعيد للبشرة هيكلها ونضارتها؟
في الحقيقة هناك القليل من الأدلة العلمية التي تدعم أو تؤكد مزايا الكولاجين وتأثيرها على الجمال وحيوية البشرة.
الكولاجين هو مادة بروتينية، وكغيره من البروتينات التي إن تم تناولها عن طريق الفم فسيتم تحطيمها من قبل الإنزيمات الهاضمة الموجودة بالمعدة والجهاز الهضمي ليتم تحويلها إلى أحماض أمينيه مختلفة يستخدمها الجسم لاحقاً في تصنيع بروتينات متعددة، فبالتالي الكولاجين الذي يتم تناوله على شكل كبسولات أو حبوب فموية يتم تحطيمه في الأمعاء قبل إلى أحماض أمينيه، وبعدها يعاد استخدام هذه الأحماض الأمينية لتشكيل بروتينات ليست بالضرورة أن يكون الكولاجين منها؛ فهناك احتمالات عديدة من البروتينات التي يمكن للجسم أن يصنعها. أي أن الفائدة من هذه الكبسولات ليست كما يُدعى عنها من قبل الشركات المصنعة.
هناك العديد من الدراسات التي أثبتت عدم فاعلية منتجات الكولاجين في تحقيق ما تدعيه الشركات المنتجة لها حيث أًجريت دراسة على تسع وستين امرأة تتراوح أعمارهن بين ٣٥ – ٥٥ عاماً، تم اختيارهن عشوائياً ليتم إعطائهن ٢.٥ غرام من الكولاجين مرة واحدة يومياً لمدة ٨ أسابيع. وقد لاحظ الباحثون في نهاية هذه الدراسة أن عدد قليل جداً من النساء المشاركات بالدراسة قد لاقوا تأثيراً إيجابياً للكولاجين، وقد فشلت البيانات في إثبات فائدة حقيقية ومستوى واضح لهذا التأثير.
من جهة أخرى، وجد الباحثين أن منتجات الكولاجين لم تنجح في تحسين صحة العظام مع مرور الوقت لدى النساء اللاتي تعدين سن اليأس كما يعتقد البعض.
أما بالنسبة لمستحضرات الكولاجين الأخرى كالكريمات باهضة الثمن التي تباع في الصيدليات أو مراكز التجميل وتوضع على البشرة، فقد أثبتت الدراسات عدم فاعليتها أيضاً، ويعزى السبب في ذلك إلى أن الكولاجين من البروتينات كبيرة الحجم ومن الصعب جداً أن يخترق طبقات الجلد العميقة التي تحوي الكولاجين والتي تدعى طبقة (dermis).
الطريقة الوحيدة التي يمكن للكولاجين من خلالها عبور طبقات الجلد العميقة، هي باستخدام حقن الكولاجين داخل البشرة، ولكن تعتبر هذه الطريقة مكلفة وغير مناسبة للمستهلك حيث يلزم أخذ أكثر من حقنة واحدة كل ثلاثة أشهر؛ لأن البروتينات يتم تحطيمها بفعل عمليات الهدم والبناء، بالإضافة إلى ما تسببه من أعراض جانبية مختلفة مثل تلون الجلد وغيرها من التفاعلات المحفزة للحساسية.
قد يلاحظ العديد من الناس كيف أن الكثير من الشركات تتسابق في تسويق الكولاجين بأشكاله المتنوعة، مستغلين عدم إدراك المستهلك لحقيقة عدم وجود دليل علمي يثبت أن فائدة بعض هذه المنتجات لا تتعدى فائدة تناول المنتجات البروتينية الطبيعية الأخرى مثل اللحم والبيض والحليب والفول في استعادة الكولاجين للبشرة وجعلها أكثر نضارة.

تعليقاتكم