صحة نيوز – يقضي الإنسان ثلث حياته نائماً وتختلف ساعات النوم من شخص الى آخر فهناك الكثيرون يكتفون بالنوم خمسة ساعات فقط، ولكن اثبتت احدى الدراسات العلمية بأن 54% من مدراء الشركات لا ينامون جيداً نتيجة القلق الشديد والدائم، وان 60% من السيدات يعاننَّ من مشاكل مختلفة في النوم سواءً في مسألة الخلود الى النوم او عدم انتظامه واستطاعت نفس الدراسة اثبات أن الضغوطات اليومية المتراكمة وتحمل المسؤولية يدفع الانسان ليكتفي بقدر اقل من ساعات النوم، فالضغط النفسي السلبي والايجابي يلعبان دوراً هاماً في تحديد عدد ساعات النوم، ولكن قلة ساعات النوم تجعل بعض الناس يشعرون بالتعب طول اليوم ويفقدون القدرة على التركيز والتعلم، بل قد يؤدي هذا الوضع الى ارتفاع في ضغط الدم لديهم والاصابة بأمراض القلب والشرايين وقد يتسبب هذا ايضاً للإصابة بمرض السكري.
ان حوالي 15% من الناس يعانون من اضطرابات ومشاكل كثيرة في النوم، كما ان أسباب عدم القدرة على النوم متعددة ومختلفة ولكن من أهمها الضغط النفسي الناتج عن مشاكل اجتماعية او وظيفية، بالإضافة الى ان تطور المجتمع بوسائل التكنولوجيا الحديثة والمختلفة كاستخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف الخلوية لعب دوراً هاماً في تغيير نمط الحياة والتأثير على النوم، فقبل 30 عاماً كان عدد الناس الذين يخلدون مبكراً الى النوم اعلى بكثير من الان وكان رنين الهاتف ليلاً من القضايا النادرة في ذلك الوقت، اما الان فلا نستطيع النوم اذا كان الهاتف مغلق.
نحن نمر عند النوم بمراحل متعددة منها النوم السطحي او العميق ونوم الاحلام المعروف بنوم (REM) والذي ترتجف به جفون العين، فنظراً لوجود أعضاء جسمية لا تنام أهمها الدماغ، والقلب، والرئة، فإن الانسان يحتاج الى 90 دقيقة كحد ادنى للوصول الى مرحلة النوم العميق وتسمى مرحلة المرور من الخلود الى النوم الى النوم العميق بالوحدة النومية، حيث نمر كل ليلة بأربع الى ست وحدات تنقص بها مدة النوم العميق في كل مرحلة حتى انتهاء النوم.
تعتبر مرحلة النوم العميق مهمة جداً لأنها المرحلة الوحيدة التي تعطي الانسان الطاقة والراحة في اليوم التالي، اما نهاية الليل فيكون النوم بالعادة سطحي وإمكانية النهوض سهلة ففي حال نهوض الانسان بنشاط من النوم يعني هذا ان عدد ساعات النوم كانت كافية له، ومن المعروف ايضاً بأن عدد ساعات النوم تقل إذا كانت مدة النوم العميق كبيرة.
ان تشخيص امراض النوم يتم عادةً في مختبرات خاصة بالنوم ويصحبها إجراءات طبية تتمثل بتخطيط الدماغ والعضلات وغيرها من الفحوصات بحيث يتم بها تحليل كل مراحل النوم لمعرفة مواقع الخلل وإيجاد حلول لها.
اما بالنسبة لمشاكل النوم المتعددة فإما تكون صعوبة في النوم او عدم القدرة على الاستمرار في النوم او الشخير او عدم القدرة على التنفس، و تدعى هذه الامراض (Isomny) وهناك امراض عدة قد تتسبب في حدوث هذه الاضطرابات كأمراض القلب والغدة الدرقية وامراض المعدة والضغط النفسي والخوف وربما تناول بعض الادوية او الكحول.
ان علاج هذه الامراض يساعد في الخلود الى النوم لذا علينا مراجعة طبيب اخصائي في حال ظهور اية اعراض تنبأ بوجود مشاكل في النوم وذلك لان النوم عامل حاسم في حياتنا اليومية وله تأثير واضح على أداء الانسان العملي والاجتماعي.

د. فايز ابو حميدان