اسرة و صحة

تأثير طلاق الوالدين على شخصية الطفل

لكل إنسان حياته الخاصة وظروفه التي وبناء عليها يخوض عددا من التحديات التي من الصعب أن يفهمها إلا من عاش بظروف مشابهة لظروفه، وهذا الأمر ينطبق على الطفل الذي عانى من طلاق والديه.
لعل أولى الصدمات التي يتلقاها الطفل عند طلاق والديه تكون رؤيتهما ينفصلان قبل أن يستطيع الاحتماء بهما والحصول على مشاعر الأمان والراحة في ظل وجودهما، مما ينعكس سلبا على نظرته لحياته المقبلة وما يخبئه المستقبل له، حسب ما ذكر موقع “LifeHack”.
التغيرات التي تحدث على شخصية الطفل عند طلاق والديه:
– بناء جدران عازلة حول نفسه: تجربة الطلاق مريرة، ومن أكبر التجارب التي يجد الطفل نفسه مضطرا لخوضها، ونظرا لصعوبتها فإن ما يركز عليه لاحقا يكون تجنيب نفسه التعرض لتجربة مماثلة مرة أخرى. ولتحقيق هذا الأمر، فإنه يقوم بعزل نفسه عن الآخرين الذين قد يقومون بتعريضه لتجربة شبيهة مرة أخرى.
– زيادة التعلق بالمقتنيات: تتحول المقتنيات التي يمتلكها الطفل لمصدر الأمان الوحيد ربما بالنسبة إليه. فبعد طلاق الوالدين يلحظ الطفل أن كل منهما يستحوذ على حاجياته الخاصة التي تبقى معه، هذا الأمر يمنحه الانطباع أن المقتنيات تعد أهم من الأشخاص نظرا لحرص والديه عليها في الوقت الذي لم يحرصا فيه على البقاء مع بعضهما بعضا. لذا يزيد تعلق الطفل بحاجياته التي تصبح أهم من أي شيء آخر.
– الطيب والشرير: لو سألت أي طفل أي من والديك تحب أكثر سيجيبك بأنه يحب كليهما، هذا في الحال الطبيعي، لكن في حال حدث الطلاق، فإن الطفل يجد نفسه ميالا لطرف أكثر من الآخر، فهو ينظر لأحد والديه على أنه المتسبب بهذا الطلاق، وبالتالي يصبح أكثر ميلا للطرف الآخر.
– الخوف من الارتباط: رغم أن المرء يصل في مرحلة من مراحل حياته للاقتناع بأنه وجد شريكة العمر التي يحلم بها، إلا أن خوفه من تكرار ما حدث مع والديه يجعله يحمل مخاوفه معه عبر سنوات حياته المقبلة.
– ضعف الثقة بالآخرين: بعد أن يشاهد الطفل والديه ينفصلان رغم الأمان الذي كان يشعره بوجودهما ومدى التفاهم الذي كان يراه بينهما، فإن انفصالهما يشكل لديه هزة في مسألة ثقته بصدق الآخرين، وبالتالي يصبح أكثر طرحا للأسئلة نظرا لتشككه فيما يقال له حتى لو كانت تلك الأقوال صادرة من أحد المقربين لديه.
– الرغبة بمعرفة التفاصيل: في الفترة الأخيرة التي سبقت انفصال الوالدين، فإن أحاديثهما كانت مقتضبة وتقتصر على عبارات قصيرة مثل “أنا بخير”، أو “سأكون على ما يرام”. هذه العبارات وما شابهها تصبح بمرور الوقت مصدرا للقلق بالنسبة للطفل، لذا تجده يميل لمعرفة أدق التفاصيل حتى لا يتفاجأ بما لا يسره.

تعليقاتكم