رشاقة و جمال

تساقط الشعر: أسباب وحلول

صحه نيوز- تحتوي فروة الرأس على معدل مئة ألف بصيلة شعر تقريباً، والشعر كسائر أعضاء الجسم يتجدد باستمرار، تساقطه أمر طبيعي، إذ يبلغ معدل عدد الشعرات المتساقطة يومياً بمئة شعرة.
هناك أنواع مختلفة من تساقط الشعر، ولا بدّ من معرفة دورة حياة الشّعرة لفهمها، حيث تمرّ الشعرة بثلاثة أطوار، هي:
– طور التنامي “مرحلة النمو”: وهو الطور النشط، المسؤول عن الطول النهائي للشعر، يمتد إلى أكثر من 3 سنوات في فروة الرأس ويتراوح ما بين 1-3 أشهر في مناطق الجسم الأخرى. عادة لا يحدث تساقط للشعرة التي تكون في هذا الطور. في الأحوال العادية 90 ٪ من شعر فروة الرأس يكون بهذا الطور؛ لذلك في الوضع الطبيعي لا نشعر بتساقط الشعر.
– طور الكُمون: وهو الطّور الانتقالي بين طور النمو وطور السقوط، يتم فيه التهيئة لسقوط الشعرة بالانفصال عن الجذر. في الأحوال العادية يكون 2 % من شعر فروة الرأس بهذا الطور ويمتد لعدة أيام.
– طور السقوط وهو طور الراحة: حيث تضمر بصيلة الشعر وتنكمش وتنفصل الشعرة عن الجذر وتسقط جراء نمو شعرة جديدة، وتكون 8-10 % من بصيلات الشعر في هذا الطور في الأحوال العادية، والذي يمتد لثلاثة أشهر.
أسباب تساقط الشعر
قد يحدث تساقط الشعر لدى الجنسين باختلاف الأعمار وقد يؤدي إلى الرعب لدى المريض. ويرتبط تساقط الشعر بعوامل طبيعية وبعوامل عضويّة مرضيّة وأخرى نفسيّة، نذكر منها:
1 – تساقط طبيعي: يقدر عدد الشعرات المتساقطة بشكل طبيعي ب100 شعرة يومياً وهو آمن لا يعدّ خطراً، أمّا إذا زاد عددها عن هذا المعدل تحدث المشكلة التي تستوجب الحل.
2 – عوامل وراثية (ممكن أن تعود إلى 4-5 أجيال).
3 – عوامل وضغوطات نفسية؛ كالقلق والتوتّر والصّدمات النفسية، كما يحدث في المراحل التي تعقب إجراء العمليّة الجراحيّة والحوادث.
4 – اضطراب الهرمونات؛ كما يحدث في مرحلة الحمل والولادة ومرحلة سن اليأس.
5 – ارتفاع نسبة الهرمونات الذكرية مثل هرمون التستوستيرون الذكري (لدى الجنسين).
6 – حدوث مشاكل في الغدة الدرقية؛ بزيادة أو نقصان إفرازها.
7 – تناول بعض الأدوية؛ كأدوية منع الحمل، الأدوية المضادة للاكتئاب، والعلاج الكيميائي للسرطان وغيرها.
8 – التعرّض للأشعة (x-ray).
9 – سوء التغذية؛ مما يؤدي إلى نقص بعض المواد الضرورية لفروة الرأس؛ كالحديد، الزنك، البروتينات، فيتامين د، فيتامين B 12 والكالسيوم.
10 – الثعلبة وهو مرض مناعي تهاجم فيه المناعة بصيلات الشعر.
11 – سوء العناية بالشعر وإهماله أو العناية المضرّة به؛ بفرط تعريضه لمجففات الشعر الحرارية، استخدام المواد الكيميائية التي تؤثر على الشعر.
12 – استخدام مستحضرات التجميل الكيميائية غير الموثوق بها مثل؛ بعض الشامبوهات، صبغات الشعر، المواد المثبّتة وغيرها.
13 – الإصابة بالالتهابات الفطرية في فروة الرأس “سعفة الرأس”، وغالباً ما تكون نتيجة لقلة النظافة الشخصية.
14 – فقدان الوزن، حتّى لو كان طفيفاً.
15 – التقدم في العمر.
أنواع تساقط الشعر
هناك أنواع مختلفة من تساقط الشعر، تتراوح ما بين البسيطة والمؤقتة إلى الأكثر تعقيداً، وفيما يلي أهمها:
أولاً: تساقط الشعر الدائم:
• الصلع ذو النمط الذكري (Male pattern alopecia): يحدث لدى الذكور على عمر يتراوح ما بين 20-50 عاماً، وفيه يحدث نزوح لخط مقدمة الشعر في زوايا الجبهة بشكل تدريجي (يظهر شعر الفروة على شكل حرف M) وقد يكون هناك صلع في قمة الرأس قد يتطور إلى صلع جزئي أو كلي.
• الصلع ذو النمط الأنثوي (Female pattern alopecia): تعاني بعض النساء من خفة الشعر في مختلف مناطق الرأس (القمة، الجوانب أو المقدمة)، خط الشعر الأمامي يكون طبيعياً في العادة، وفي حالات نادرة قد يحدث صلع كامل للرأس.
• الثعلبة الندبية (Cicatricial (scarring) alopecia): يكون على شكل تساقط دائم للشعر، مما يؤدي إلى ظهور ندبات في فروة الرأس نتيجة بعض الاضطرابات، قد يرافقه حكة أو ألم.
ثانياً: تساقط الشعر المؤقت:
• الثعلبة البقعية ((Alopecia areata: في هذه الحالة يكون تساقط الشعر عادة على شكل بقع دائرية أو بيضوية صغيرة, وقد يحدث التساقط على الفروة أو أيٍّ من مناطق الجسم المشعرة؛ كالحواجب و الأهداب و اللحية.
وقد يصيب فروة الرأس ويسمى بالثعلبة الشاملة للرأس (alopecia totalis)، أو الجسم ويسمى بالثعلبة الشاملة للجسم (alopecia universalis).
• تساقط الشعر الكربي ((Telogen effluvium: هو أكثر أنماط تساقط الشعر المؤقت شيوعاً، يحدث غالباً بعد 2-3 أشهر من حدوث العامل المسبب؛ كالمرض الشديد أو الحوادث االتي تؤدي إلى توتّرٍ نفسيّ, وقد يكون التساقط عند الشد الخفيف أو الأكثر شدة (كالتمشيط والغسل) مما يؤدي إلى خفة شعر الفروة.
• ثعلبة الشد (Traction alopecia): وهي ظهور بقع صلعاء في فروة الرأس عند تطبيق تسريحات مختلفة للشعر بشكل مستمر مثل ربط الشعر، عمل الضفائر أو استخدام بُكل شعر تطبق شداً زائداً عليه، و يظهر تساقط الشعر غالباً في المكان الذي تعرض للشد.
• تساقط الشعر النامي (Anagen effluvium): تصاب فيه الشعيرات التي تكون في مرحلة النمو ويعود السبب إلى تناول بعض الأدوية؛ كالعلاج الكيماوي. يبدأ تساقط الشعر مباشرة بعد البدء بالعلاج، وعند إيقاف العلاج يعود نمو الشعيرات، غالباً، بشكل طبيعي بعد عدة أساببيع، ولكن في بعض الحالات تقل غزارة نمو الشعر.
• هوس نتف الشعر Trichotillomania)): نتف وشد شعر اللحية أو الشارب أو الحواجب أو الرموش القهري لدى الأطفال والكبار، وبخاصة لدى الأطفال، قد يكون نتيجة اضطراب نفسي، وقد يتطلب علاجاً سلوكياً.
الفحص والتشخيص
يعتمد الطبيب في تحديد التشخيص على التّاريخ الطبيّ والعائليّ للمريض وإجراء الفحص السريريّ له ومعاينة فروة الرأس، كما قد يتطلب الأمر أحياناً إجراء بعض الفحوصات، مثل فحص شد الشعر، وكشط الجلد، والخزعة، والفحوصات الماسحة للأمراض المتعلقة بالتساقط، وفحص الغدة الدرقية، وفحص مستويات المعادن والفيتامينات التي قد يسبب اختلالها تساقط الشعر مثل: الحديد والزنك والمغنيسيوم وفيتامين د وفيتامين ب12.
العلاج:
معرفة المشكلة نصف العلاج، لذلك ينبغي مراجعة الطبيب لتحديد سبب التساقط من خلال فحص الشعر، ومن ثم اختيار العلاج المناسب بناءً على السبب وشدة التساقط. ويجدر الإشارة إلى أنه يجب الابتعاد عن السبب والحد منه أولاً ثم البدء بالعلاج الذي قد يحتاج لفترة طويلة ويتطلّب الصبر والمثابرة؛ مثل:
1. مراجعة النظام الغذائي؛ لتعويض أي نقص أو خلل يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر عن طريق الغذاء أو الفيتامينات والمكملات الغذائية.
2. استخدام بعض الأدوية مثل:
• المينوكسيديل Minoxidil: وهو بخاخ فعّال جدّاً بتركيز 2% للرجال والنساء، وتركيز 5% للرّجال فقط، يُصرف بدون وصفة طبية، يوضع في مقدمة الرأس ويقوم بتوسعة الأوعية الدموية ممّا يحفّز بصيلات الشعر. تبلغ فعاليته 80-90% .
• الفيناستريد Finasteride: حبوب معالجة لم تثبت فعاليتها لدى النّساء، تمنع تحوّل هرمون التستوتيرون إلى ثنائي هيدروتستوستيرون الذي يؤدي إلى انكماش بصيلات الشعر لدى الرّجال. يجب استخدامها تحت إشراف طبي.
• الستيرويداتCorticosteroids : لعلاج الثعلبة، متوفّرة على شكل مرهم أو حقن.
• الأنثرالين Anthralin: متوفر على شكل مرهم.
3. إجراء العمليات الجراحية (زراعة الشعر).
4. العلاج بالأشعة فوق البنفسجية.
5. التحكم بالهرمونات.
6. تقوية نظام المناعة.
7. استخدام الشعر المستعار (الباروكة) كبديل عن العلاج الطبيعي أو الكيميائي.
8. في بعض الحالات تُحَل المشكلة تلقائياً بعد زوال المسبب بفترة؛ كحالات التساقط عند القلق والحمل.
الوقاية:
1. تناول حمية غذائية صحية متوازنة.
2. تغذية الشعر باستخدام الزيوت الطبيعية والمرطبات وغيرها.
3. التعامل بلطف مع الشعر و تجفيفه بطريقة طبيعية في الهواء الطلق بعد الاستحمام، بعيداً عن استخدام الأجهزة.
4. تجنب تسريحات الشعر التي تطبق شداً زائداً مثل الذيل، الكعكة والضفائر.
5. تجنب لوي الشعر أو فركه أو شده بعنف.
6. استخدام مشط ذو أسنان واسعة قد يساعد في تقليل تساقط الشعر.

تعليقاتكم