اوبتكوس

تغيرات مؤقتة تصيب عيني المرأة خلال الحمل

تشكو كثير من النساء أثناء الحمل من مشاكل في الإبصار أو آلام في العين من دون معرفة السبب في ذلك؛ بخاصة أن معظم هذه الآلام تختفي تلقائياً بعد الولادة وهذا ما يدعو للتساؤل: هل يوجد علاقة بين الحمل ومشاكل العيون؟ وما نوعية وأسباب هذه المشاكل؟ وكيفية الوقاية منها أو علاجها؟ عادة ما تصاب غالبية النساء خلال الحمل بالاكتئاب لأسباب عدة، على رأسها تغير شكل الجسم والخوف من عدم استعادة الرشاقة خلال هذه الفترة، لذا يلجأ معظمهن لطرق كثيرة يحاولن خلالها تحسين شكلهن، ومن هذه الطرق إجراء عملية تصحيح النظر عن طريق الليزك، والتخلص من النظارة الطبية وعلى الرغم من أن هذه العملية لا تؤثر على الجنين بشكل مباشر، إلا أن الدراسات الطبية وآراء المختصين أثبتت أن هذا الحل هو أبعد ما يكون عن الصواب، وذلك لأسباب مختلفة بعضها ذو صلة بفترة الحمل، والآخر بوقت إجراء العملية ومرحلة الاستشفاء؛ حيث يمكن تفصيل الوضع الطبي من خلال المراحل التالية:

1 – قبل العملية: قد لا تعرف بعض النساء أن مستوى النظر يتغير أحيانا كثيرة خلال فترة الحمل، فقد تصاب بعضهن بقصر النظر بينما أخريات يصبن بطول النظر؛ ومن ثم فإن تقييم مستوي النظر غير دقيق.

2 – أثناء العملية: إن استخدام قطرة العين من الخطوات الضرورية قبل وأثناء العملية، وعلى الرغم من أنها آمنة، إلا أنه يصعب التأكد من نتائجها على الجنين؛ حيث إن بعضا من هذه القطرات تتسرب إلى مجرى الدم.

3 – بعد العملية: تحتاج المريضة بعد العملية إلى أنواع مختلفة من قطرة العين، بعضها يستخدم كمطهر والآخر كمضاد حيوي، وهي أيضا غير مأمونة النتائج بالنسبة للمرأة الحامل، بالإضافة إلى ذلك فإن الحمل يجفف مياه العين إلى حد ما، وهو ما يفسر مواجهة بعض الحوامل صعوبة في وضع العدسات اللاصقة، وإجراء عملية الليزك للعين الجافة يعوق الاستشفاء بعد العملية.

وتسري أيضا هذه الأسباب على الأمهات اللاتي يرضعن طبيعيا، لذلك يفضل تأجيل عملية الليزك بعد مرور دورتين شهريتين من وقف الرضاعة؛ حيث ينطبق ذلك على النساء المصابات بالقرنية المخروطية؛ إذ لا بد من علاج القرنية المخروطية قبل الخوض والتفكير بموضوع الحمل حيث يتم تسليط أشعة ( Ultra Violet) للمرضى الذين يحتاجون إلى عمليات تثبيت وتدعيم للقرنية ما يضطرهن إلى استخدام قطرات معينة ما بعد العملية.

ففي فترة الحمل تحدث تغيرات فسيولوجية في جميع أعضاء الجسم، والعين أحد هذه الأعضاء التي تتأثر بالحمل، وهناك العديد من المشاكل والتغيرات التي قد تصيب العين أثناء الحمل وذلك لفترة مؤقتة؛ حيث توجد صعوبة في النظر للبعيد، ولكن غالباً ما يعود النظر بعد الولادة عادة إلى مستواه السابق قبل الحمل؛ لذلك لا داعي لعمل نظارة جديدة أثناء الحمل.

ولذلك يجب التنبيه إلى عدة نقاط لتجنب المضاعفات التي يمكن أن تصيب العين أثناء الحمل؛ حيث إن فحص الشبكية للحامل التي تعاني من ارتفاع في ضغط الدم ضروري جدا؛ فإن تأثير الشبكية يتناسب طردياً مع الخطورة على الجنين.

ولابد من مراقبة المريضة جيداً وتخفيض ضغط الدم تدريجياً حتى تتجنب المريضة ارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الحمل ما يسبب ضعفاً شديداً في الإبصار.

إن موضوع انفصال الشبكية بسبب تسمم الحمل لا يحتاج إلى تدخل جراحي، وغالباً تعود الشبكية إلى وضعها الطبيعي ويعود النظر تدريجياً بعد التحكم في ضغط الدم، أما عن مرض السكري وتأثيره على شبكية العين للحامل؛ فإذا كانت الحامل مصابة بالسكري أصلاً فينبغي عليها مراجعة طبيب العيون خلال الشهر الأول من الحمل، وعادة نقوم بفحص الشبكية كل ثلاثة أشهر خلال الحمل إذا كانت الشبكية متأثرة بشكل بسيط من مرض السكري، أما في حالة وجود اعتلال شديد للشبكية بسبب مرض السكري فينصح بفحص الشبكية شهرياً لمنع حدوث أية مضاعفات، وقد يحتاج الأمر إلى عمل ليزر للشبكية بل إنه في حالة وجود أوعية دموية غير طبيعية ونشطة على الشبكية قرب موعد الولادة فقد ينصح بإجراء عملية قيصرية لمنع حدوث نزيف بالعين بسبب عملية الدفع أثناء الولادة الطبيعية.

ويجب على الحامل المصابة بمرض السكري مراجعة طبيب العيون خلال الشهر الأول من الحمل للوقوف على حالة الشبكية؛ لأن اعتلالها بسبب مرض السكري يزداد بشكل أشد وأسرع من المعتاد أثناء الحمل، من الضروري عدم نسيان أن اللجوء إلى الفحص الدوري للعين بالنسبة للنساء المقبلات على الحمل لاسيما المصابات بأمراض وعيوب بصرية تستدعي أن تكون عليهن مراقبة طبية فمن المفضل للواتي يعانين في مشاكل النظر ويرغبن في تصحيح نظرهن أن يقدمن على إجراء العملية قبل الحمل بخاصة عند انقطاع الطمث والتأكد من عدم حصول الحمل وذلك بسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل والمتطلبات العلاجية ما بعد الحمل والتي تكون لفترة مؤقتة وصولا إلى مرحلة فطام الطفل كي لا يتأثر الرضيع بها.

تعليقاتكم