مقالات طبية

جدلية معالجة السوريين في وزارة الصحة

مناقشة موضوع كهذا لا يخلوا من المخاطر ولكن لا بد من مناقشة هذا الامر بروية وعمق خاصة ان العالم كله تخلى في الاوانة الاخيرة عن كثير من القيم الانسانية لديه , السوري هو عربي والعروبة تعيش في مأزق غياب العقل والمنطق والانتماء , لذلك اصبح السوري الذي بحاجة للعلاج يستجدي ولا يجد ذلك في كثير من البلدان العربية , انا حزين لهذا القرار المبرر بكل معنى الكلمة فالمنظمات الدولية تخلت عن التزاماتها الانسانية وبالتالي لم تعد وزارة الصحة الاردنية قادرة على استيعاب الموقف وحدها , وجاء هذا القرار ليقول ليس لدينا القدرة على الاستمرار في معالجة الاخوة السوريين مجانا ودون دعم فعددهم كبير ويفوق كل التصورات ومتطلباتهم الصحية عالية ونفقات علاجهم لا تستطيع وزارة الصحة تحملها مطلقا لذلك جاء القرار العادل وهو العلاج المدعوم اي يحق له المعالجة اسوة بالاردني القادر وهو قرار فيه حكمة وموقف عروبي يستحق التقدير ومن ساواك بنفسه ما ظلم ولكن اين الامم المتحدة او هيئة اللمم عن هذا الامر لماذا لا تدفع بدل معالجتهم واين مفوضية اللاجئين , هل فقدت هذه المنظمات دورها واصبحت تستجدي الدعم فلا يجاب لها وبالتالي فقدت حتى مبرر وجودها . لذلك كله ونتيجة لتخلي العالم عن الاخوة السوريين لجأت الحكومة لهذا القرار والذي يعتبر الافضل للاخوة السوريين وفي نفس الوقت ورغم تحميله للخزينة اعباء كثيرة كون الطب مدعوم في وزارة الصحة بنسبة تتجاوز ال 70 % وبالتالي يدفع اللاجئ السوري 30% من القيمة الفعلية لعلاجه وتتحمل وزارة الصحة النسبة الباقية كنوع من الالتزام الانساني العروبي الاخوي سمه ما شئت . والمطلوب الان تحرك دبلوماسي اردني حقيقي لشرح الامر لكل من يعنيهم الامر عبر العالم وخاصة من اسموا انفسهم بالعالم الحروالحرية منهم براء فهم يطبقون الحرية على شعوبهم ولكن لا مانع لديهم من اسنعباد الاقوام والشعوب الاخرى و المطلوب توجيه رسالة الى بان كي مون والقول له كفى كفى كفى تحركوا لحل الازمة السورية ليعود الشعب المهجر الى وطنه وباسرع وقت ممكن فالامور اصبحت لا تطاق . نعم المطلوب اليوم تحرك دبلوماسي اردني كبير لشرح الامور ووضع العالم امام مسؤولياته الكبيرة فسوريا دمرت وشرد اهلها والعالم يتفرج بل يتفرج على مسلسل الرعب اليومي والقتل الذي لا يرحم حتى الرضيع , واليوم مطلوب من المعارضة السورية الوطنية ومن النظام السوري الذي ذبح شعبه وسلبه ثرواته فثروة بشار واشقاءه وعمه بالمليارات وكذلك دفعت الدول المليارات لتدمير سوريا الشعب والامل , المطلوب اليوم هو انتخابات سورية حرة لا يترشح لها النظام ولا رموز المعارضة الممجوجة شعبيا بل يجب ان يترشح من عانى من سطوة النظام وظلم وعدم اتحاد المعارضة في بوتقة واحدة مع وطنها . هذا الحديث سيغضب الكثيرين سواؤا من انصار النظام او المعارضة ولكن الشعب السوري دمر وما عاد يعنيه احد سوى سوريا ارضا وشعبا وعلى العلم ان يبدأ برحلة انهاء معاناة الشعب العربي السوري وانا اقول لحكومتنا وانا اعارض الكثير من قراراتها انها احسنت صنعا بمعاملة الاخوة السوريين اسوة بالمواطن الاردني لمنع انهيار القطاع الصحي الاردني نتيجة لعدم التزام المانحين بما يتفقون عليه مع الدول الحاضنة للاجئين السوريين . نعم انهاء الصراع في سوريا هو السبيل الوحيد لانهاء ازمة اللجوء السوري ومعاملة اللاجئين السوريين كقادرين هو حل مؤقت وليس جذري ويحتاج الى عمق في الدراسة والتحليل وعلى العالم ان يتحمل المسؤولية الكاملة عما يجري في سوريا وكذلك في دول اللجوء السوري كالاردن العربي د باسم الكسواني – ناشط نقابي

تعليقاتكم