مجتمع الصحة

حياة ذوي الإحتياجات الخاصة بوجود الأخصائي النفسي

صحة نيوز – وجود الأخصائي النفسي في حياة ذوي الإحتياجات الخاصة في غاية الضرورة وذلك لزيادة الرفاهية وتحسين مستوى حياة هؤلاء الأفراد حيث يعد الدعم النفسي أحد أهم ركائز النفسي البشرية سواء كانوا أفرادا عاديين أم من ذوي الإحتياجات الخاصة كل منا بحاجة إلى شخص يقف بجانبه ويدعمه ويساعده على أن يكون عضوا فاعلا ومنتجا في مجتمعه. كما يعد التوجيه النفسي ضروري لتعديل سلوك ذوي الإحتياجات الخاصة للتخلص من السلوك المضطرب لدي بعض المعاقين.

حيث أن هذه الاضطرابات السلوكية يمكن أن تظهر لدي الأطفال ذوي الإحتاجات الخاصة والعاديين. ولكن يوجد لدي بعض الأطفال المعوقين مشاكل خاصة بهم سواء في التعلم أو عدم اتيان السلوك المناسب. وهذه المشاكل غالبا ما تكون ناتجة عن ضعف الثقة بالنفس واعتمادهم علي الآخرين في قضاء حوائجهم، وقد يكون السبب عدم وضوح التعليمات التي يتلقونها من الآخرين (سواء كانوا الوالدين أو المدرسين أو غيرهم) بالنسبة لهم وكذلك قد يسلكون سلوكاً سيئا لجذب انتباه واهتمام الأخرين بهم.

وكما هو معلوم فإن الطفل المعاق له بناء نفسي خاص به نتيجة لما لحق به من الاعاقة واحساسه بالاختلاف عن غيره من الأطفال الآخرين… وتؤدي الاعاقة بالطفل إذا لم نساعده ونقدم له العون إلي اضطراب صورته عن ذاته وهي حجر الزاوية في البناء النفسي ويترتب علي ذلك عدم تحقيق التوافق مع نفسه ومع الآخرين ولذلك تظهر بعض المشكلات السلوكية لدي هؤلاء الأطفال مثل العدوانية والنشاط الزائد والانطواء والانسحاب والتبول اللاارادي وغيرها من أشكال السلوك غير المتوافق.مفهوم اضطراب السلوك: نعني به كل سلوك يثير الشكوي أو التوتر لدي الطفل أو لدي والديه أو مدرسيه أو المحيطين به ويدفعهم إلي التماس نصيحة المختصين وتوجهاتهم المهنية للتخلص من ذلك السلوك المضطرب.

ومن هنا تعد الحاجة إلي الأخصائي النفسي للأطفال المعوقين من الحاجات الملحة والأكيدة التي تهدف إلي تقديم المساعدة لهم من أجل رعايتهم نفسيا وتربيتهم اجتماعيا وحل مشكلاتهم اليومية مما يساهم في تحقيق التوافق السوي لهم علي كافة الأصعدة الجسدية والنفسية والسلوكية والاجتماعية..

حيث يعد التوجيه النفسي للمعوقين هو أحد أهم قنوات الخدمة النفسية التي يمكن أن تقدم للأفراد أو جماعات المعوقين الذين يواجهون مشكلات لها صبغة انفعالية حادة بحيث يعجزون عن مواجهاتها دون عون أو مساعدة من الخارج وهو لا يقف عند حد مساعدة الأطفال المعوقين علي التغلب علي المشكلة ولكنه يمتد ليوفر لهم الاستبصار الذي يجعلهم قادرين علي التحكم في انفعالتهم ويصبحون أكثر معرفة بذاتهم وبالبيئة المحيطة بهم وبالتالي زيادة قدرتهم علي اتيان السلوك الايجابي المناسب ومن هنا يمكن القول بأن عملية الارشاد النفسي للأطفال المعوقين تعتبر عملية (تعلم)… بمعني أن الفرد المعوق الذي يمر بخبرة ارشاد نفسي ناجحة بكل تأكيد يمر بخبرة تعلم ونمو وارتقاء نفسي في الوقت ذاته.

كما نعلم فقد تتعدد أساليب تقديم هذه الخدمة النفسية للأفراد وخاصة كأخصائية نفسية أنطلق بالتركيز على الأطفال أكثر من البالغين وأحد أنجع الأساليب لتقديم هذا الدعم هو من خلال عدة طرق سأتطرق إليها كما يلي:

***التوجيه عن طريق اللعب: الذي يعتبر ذا قيمة وفائدة مع المعوقين وذلك عند تغيير السلوك غير السوي (اللااجتماعي أو العدواني) ويكون العلاج باللعب إما فرديا أو جماعياً باستخدام وسائل لعب غير قابلة للكسر.

*** التوجيه عن طريق فن الرسم والموسيقي: فممارسة النشاط الفني (الرسم والموسيقي) تعطي الفرصة للشخص المعوق للتعبير عن عالمه الخاص ومشاكله وانفعالاته في جو خال من التهديد..

*** التوجيه عن طريق التمثيل: كأسلوب للتنفيس والتفريغ عن الشحنات العاطفية ويكون العلاج إما فردي أو جماعي.

***التوجيه الأسري والتعليم المنزلي: التي تشمل اشراك الوالدين وكل أفراد الأسرة في عملية التعليم وتوفير الدعم والفهم لهم لمواجهة المشاكل المتوقعة من الابن المعاق ومعرفة الطرق المثلي للتعامل معه وذلك من خلال تزويدهم ببرنامج منزلي حسب حالة الطفل أو الشخص الحاجة والطرق المثلى للتعامل معه من عدة جوانب حتى يتم تأهيله ككل.

وأخيرا كأخصائية نفسية أوصي على ضرورة توفير البيئة المناسبة وهو ما يعرف باسم الوسط العلاجي الجيد الذي تتوفر فيه كافة الشروط والتيسيرات والأساليب العلاجية المناسبة للأطفال المعوقين ليحققوا أعلي درجات النجاح في هذه البيئة المثيبة (التي تقدم بشكل متسق التعزيز المناسب للسلوك)

وضرورة الاهتمام خلال الجلسات الارشادية بالاستعانة بالعلاجات المساندة الأخري التي تتضمن الموسيقي والفن والتمرينات الرياضية وطرق الاسترخاء وغيرها وتحقيق أهدف الصحة النفسية من خلال طريق اشعار الفرد بالقبول التام وبلا أي شروط وكذلك اشعاره بالحب والعطف والتقدير واتاحة الفرصة الكاملة له لاظهار كل ما لديه من مواهب وايجابيات لزيادة وتنمية ثقته بنفسه.

وضرورة استخدام فنيات وتقنيات التعزيز الايجابي التي تساعد الأطفال المعوقين علي تعلم السلوك السوي.. بمعني ضرورة التركيز علي أي سلوك ايجابي يصدر عن الطفل المعوق ومكافأته عليه فوراً حتي نضمن استمرار هذا السلوك مرة أخري عملا بالقاعدة السلوكية التي تقول إن السلوك محكوم بنتائجه – فإذا كانت نتائج السلوك بالنسبة للطفل نتائج ايجابية (كأن يحصل علي مكافأة أو تعزيز) فسوف تزداد احتمالات تكرار الطفل لهذا السلوك. وضرورة التركيز خلال الجلسات علي اضعاف السلوكيات غير المقبولة اجتماعيا بتجاهلها (بمعني عدم التركيز عليها وعدم مكافأتها.

تعليقاتكم