اسرة و صحة

دعم الأزواج لزوجاتهم يعطي للنجاح نكهة خاصة

صحة نيوز – دعم وثقة زوجي وإيمانه بقدسية عملي هو سبب نجاحي”، هذا ما أكدته الرائد سحر منسي صهيبا رئيسة قسم الشرايين في مدينة الحسين الطبية، لافتة إلى أن ما وصلت إليه من نجاح هو بسبب دعم زوجها الذي لم يتخلَ عنها يوما أو حتى يحملها عبئا فوق عملها.
“التمريض مهنة صعبة وتخضع لدوام المناوبات”، ولم تكن مسيرة صهيبا المهنية في الاثنتي عشرة سنة الأولى من زواجها سهلة، حيث كان أول عقد من زواجها مليئا بتحديات العمل، الحياة الزوجية والأولاد.
تفهم زوج صهيبا لها وتقبله لعملها في مهنة التمريض التي مارستها بعد زواجها، سهل عليها الأمر كثيرا، خصوصا الثقة المطلقة في التعامل مع زملائها ومرضاها حتى أنه لم يعترض يوما على خروجها إلى العمل في الساعات المتأخرة بل وكان يوصلها وينتظرها في كثير من الأحيان.
وتردف صهيبا أن تحمل زوجها لطبيعة عملها كممرضة وعسكرية في آن واحد وإشعاره الدائم لها بأنه يساندها وأنه صمام الأمان في حياتها، جعلها تتجاوز كافة المصاعب وجعلها تشعر بالطمأنينة بأنها لن تضطر يوما للتخلي عن عملها.
اثنتا عشرة سنة من الخدمة والتعب توجتها صهيبا عندما ترفعت وأصبحت رئيسة قسم الشرايين في 2012، إذ لم تعد مضطرة للعمل لساعات متأخرة إلا في حالات طارئة، إلا أن دعم زوجها بقي مستمرا فهو يقلها صباحا ومساء من الدوام وإليه، متشاركا معها في تربية الأولاد ودراستهم.
الإصرار والعزيمة كانا وراء نجاح الخمسينية فاطمة أحمد التي استطاعت أن تحصل على شهادة الدكتوراة وتعمل بها على الرغم من أنها تركت الدراسة في أول عمرها.
“حرمني والدي من الدراسة وزوجي دعمني وحقق حلمي”، متابعة أنها وعلى الرغم من إنشغالها بالبيت وتربية الأولاد إلا أن زوجها أصر عليها وكان لها الداعم والسند الحقيقي لها، الأمر الذي حول حلمها حقيقة.
وتقول “كان يشاركني في كل مسؤولياتي حتى أننا كنا نتناوب على تحضير الغداء وتجهيز الأولاد للمدرسة”، مؤكدة أن الطموح والحلم وحدهما لايمكن أن يجعلا طريقها سهلا وأن طعم نجاحها مميز لوجود زوجها إلى جانبها.
استشاري علم النفس والتربية الدكتور موسى مطارنة بدوره يشير إلى أن المرأة دائما بحاجة إلى دعم ومساندة وإلى من يرفد قدراته ومهاراته بالإسناد المعنوي، لافتا إلى أن ارتباط المرأة في الزوج عاطفي وأي شيء يصدر منه يعتبر كبيرا بالنسبة لها.
ويعزز اهتمام الزوج ودعمه لزوجته إحساسها بأنها مختلفة عن غيرها بالأهمية ويقوي إيمانها بذاتها، مؤكدا أن الأصل في الزوج أن يكون داعما لها في تحقيق أهدافها وأحلامها، سيما وأنه جزء من نجاح الأسرة ونجاح الأولاد.
ويشير مطارنة إلى أن وجود زوج داعم في حياة المرأة يعني أنه يتفهم احتياجاتها، وأن يكون رافدا لتحقيق حلمها، الأمر الذي يتطلب أن يكون عند حسن ظنها للدعم المعنوي والنفسي وأن يكون داعما لها في البيت.
ويرى أن على الزوج مناقشة زوجته ومعاملتها حتى تشعر بذاتها، ولا تدخل في دائرة الشك والأنانية، لافتا إلى أن الرجل الواثق من نفسه يمنح زوجته مساحة من الحرية تمكنها من الإبداع أكثر.
ويؤكد مطارنة أن كثيرا من النساء الناجحات، خلفهن ازواج داعمون يسهلون لهن سبل النجاح، ويحفزونهن للوصول لأفضل المراكز، معتبرين نجاحهن من نجاحهم وتفوقهن فخرا لهم.
من جهتها تشير خبيرة العلاقات الزوجية الدكتورة نجوى عارف أن دعم الأزواج للزوجات أمر مهم وايجابي، مبينة أن تقاسم الأدوار بين الأزواج والدعم المعنوي للزوجة يشد من أزرها ويشجعها على المضي قدما.
وتضيف أن قيام الزوج ببعض مهام زوجته كمشاركتها في تدريس الأطفال والواجبات المنزلية من شأنه ان يعطي حافزا جيدا للمرأة ويعينها على مسؤولياتها المترتبة عليها خلال اليوم.
“غيرة الزوج من نجاح زوجته وإحباطه لها يدمرها ويؤثر على كيان الأسرة”، تقول عارف التي تبين أنه بدعم الزوج لزوجته يكون قدوة حسنة لأبنائه ويمثل الدور الحقيقي والكبير للزوج والأب في الوقت ذاته.
وتؤكد أن “طعم النجاح لأي امراة لم يدعمها زوجها يكون ناقصا وفيه مرارة”، والأصل أن يكون الدعم جزءا من نجاح المرأة ، لاسيما أنه يسهل الطريق ويعطي للنجاح نكهة خاصة، في حين أن رفض الزوج وعدم دعمه لها حتى إن كان في بعض الأحيان، يكون تحديا للمرأة وسببا أيضا في نجاحها إلا أنه يترك غصة في قلب الزوجة وأثرا سلبيا على نفسيتها.

تعليقاتكم