اسرة و صحة

دلائل ترجح وجود حالة قلق عند الطفل

صحه نيوز- القلق هو استجابة طبيعية لها قيمة تطورية للأجناس وله مكونان؛ الفيسيولوجي الذي تتوسطه الجملة العصبية الذاتية، والمُكون المعرفي والسلوكي ويُعبَّر عنه بالخيفة والحذر، حين يصبح القلق مُعقدا ويتداخل مع التطور والتفاعلات الاجتماعية.
فالقلق هو حالة نفسية وفسيولوجية تتركب من تضافر عناصر إدراكية، وجسدية، وسلوكية. لخلق شعور غير سار يرتبط عادة بعدم الارتياح، والخوف، أو التردد.
وهو حالة مزاجية عامة تحدث من دون التعرف على آثار تحفيزها، على هذا النحو يختلف القلق عن الخوف، الذي يحدث في وجود تهديد ملحوظ.
علامات تدعو للشك بوجود حالة القلق عند الطفل؟
– الخوف من الأشياء قبل حدوثها.
– تكرار الطفل لأفكار أو تخيلات أو انفعالات بحد ذاتها.
– الخوف من الانتقاد أو ارتكاب الأخطاء.
– قلة ثقة الطفل والمراهق بنفسه.
أسباب القلق الرئيسية:
– الافتقار إلى الأمن: وهو انعدام الشعور الداخلي بالأمن عند الطفل، وكذلك فإن الشكوك تُعد مصدر خطر.
– عدم الثبات: إن عدم الثبات في معاملة الطفل سواء أكان المعلم في المدرسة أم الأب في البيت واللذين يتصفان بعدم الثبات في المعاملة يكونان سبباً آخر في القلق عنده.
– الكمال/ المثالية: وهي توقعات الآباء للإنجازات الكاملة لأطفالهم وغير الناقصة تشكل أحد مصادر القلق عندهم، وذلك بسبب عدم استطاعتهم القيام بالعمل المطلوب منهم بشكل تام.
– الإهمال: يشعر الأطفال بأنهم غير آمنين عندما لا تكون هناك حدود واضحة ومحدودة فهم يفتقرون إلى توجيه سلوكياتهم.
– إن النقد المُوجّه من الكبار والراشدين للأطفال يجعلهم يشعرون بالقلق والتوتر، وكذلك فإن التحدث عنهم وعن سيرتهم وما تخللها من أخطاء يقودهم إلى القلق الشديد.
– ثقة الكبار الزائدة: بعض الكبار يثقون بالأطفال كما لو كانوا كباراً، غير حاسبين أن نضج الأطفال قبل الأوان يكون سبباً في زيادة القلق عندهم.
– الذنب: يشعر الأطفال أنهم قد أخطأوا عندما يعتقدون أنهم قد ارتكبوا أخطاء أو تصرّفوا تصرّفاً غير لائق.
– تقليد الآباء: غالباً ما يكون الأطفال قلقين كآبائهم، لأنهم يراقبون آباءهم وهم يتعاملون مع المواقف بكل توتر واهتمام.
– الإحباط المتزايد: إن الإحباط الكثير يسبب الغضب والقلق؛إذ إن الأطفال لا يستطيعون التعبير عن الغضب بسبب اعتمادهم على الراشدين، ولذلك فإنهم يعانون من قلق مرتفع، وينبع الإحباط كذلك من شعورهم بأنهم غير قادرين على الوصول إلى أهدافهم أو أنهم لم يعملوا جيداً في المدرسة، بالإضافة إلى لوم الأطفال وانتقادهم على تصرفاتهم الغبية قد يزيد من الإحباط لديهم.
أنواع القلق
– قلق الامتحان وأثره على الأداء والتعلم:وهو عدم الارتياح والتوجّس، أو الانفعال الذي يشعر به الطلاب الذين لديهم خوف من الفشل في الامتحان، فالطالب الذي يعاني من القلق الشديد عندما يقف أمام زملائه للإجابة عن سؤال ما يسأله المدرّس، فإن ما يخشاه هو الفشل الذي يقوده إلى التفكير بأنه سيخسر مكانته بين زملائه وكذلك رابط التقدير الدراسي مع تقدير الذات.
من جهة أخرى، فإن القلق يُضعف القدرة على التركيز والحفظ والتذكّر، وصعوبة في تنظيم المعلومات واستدعائها واستخدامها، وبناء على ذلك فإن الطالب الذي يخاف الامتحان يفشل في حل الأسئلة التي وجد أن بإمكانه حلها في المنزل قبل الامتحان.
– القلق الناتج عن خوف التخلي (الانفصال): وينتشر في سن مُبكرة عند الأطفال، في سن السابعة إلى الثالثة عشرة.
علامات قلق الانفصال:
* إصرار الطفل على الحصول الدائم على رعاية وحماية الأهل.
* رفض الذهاب إلى الحضانة أو المدرسة.
* تكرار شكوى ألم البطن أو وجع آخر في الجسم.
* رفض النوم بعيداً عن الأهل.
* ازدياد عصبية الطفل عند ابتعاده عن الأهل.
* اضطراب نوم الطفل ومشاهدة الكوابيس الليلية.
– القلق الناتج عن الشعور بالذنب: يشعر الطفل بالذنب عموما عندما يخرق قاعدة من قواعد السلوك الاجتماعي أو الأخلاقي، وعندما يُحرم أن تكون عنده مشاعر سلبية أو أفكار (سيئة) فسيكون لدى الطفل في النهاية الكثير من الشعور بالذنب والقلق.
– القلق الناتج عن عدم الثقة أو نفاد الصبر: لا يكتسب الأطفال الصغار المهارات بسرعة بشكل متقن، إنهم يستغرقون وقتاً طويلاً ليتعلموا ربط أحذيتهم، وتزرير معاطفهم أو ارتداء ستراتهم أو فتح غطاء إناء أو برم مسكة الباب، إن أفضل مساعدة تُقدّمها لهم هي الانتظار الصبور والتعليقات الخفيفة حول صعوبة المهمة.
– القلق الناتج عن الاختلاف بين الوالدين: ومن أبرز العوامل المؤدية إلى القلق، البيئة المنزلية المضطربة المليئة بالخلافات والنزاعات التي قد تتطور إلى شجارات وعنف ينعكس سلباً على الأطفال.
وعندما يختلف الوالدان، يشعر الأولاد بالقلق والذنب، بالقلق لأن منزلهم مهدد، وبالذنب بسبب دورهم الفعلي أو المتخيل في العراك العائلي، فيفترض الأطفال بأنهم سبب النزاع في البيت، بدون اعتبار لوجود المبررات أو غيابها في هذا الافتراض، لا يبقى الأطفال محايدين في الحرب التي تُشن داخل الأسرة، ولا يستطيعون الوقوف بجانب أحد الوالدين. وإنّ وقوفهم مع الأب أو مع الأم تكون له عواقب مؤذية لتطور شخصيتهم، وعندما يجد الأب والأم نفسيهما مضطرين للتنافس للحصول على تعاطف الأولاد، فإنهم يستخدمون عادة وسائل مثل الرشوة، المديح، الأكاذيب، وينمو الأولاد بولاء منقسم انقسامات مُلزمة، ويمكن للوالدين أن يتدبّروا اختلافاتهم بالنقاش الهادئ أو يؤجلوها إلى وقت انفرادهما.
وتتفاقم هذه الحالة عندما يحدث الطلاق بين الوالدين ويجرى استعمال الأولاد كمخالب في المعركة الناشبة بينهما.
وبالنسبة لأولاد الأهل المطلقين، فإن الحياة معقدة بما يكفي بدون التعرض للمساوئ المستمرة التي أدت إلى الطلاق، ويحتاج الأطفال بعد الطلاق أيضاًَ لوقت للتأسي بسبب خسارة بيتهم الذي كان آمناً وللتعود على واقعهم الجديد الذي يهيمن عليه التوتر والقلق.
– القلق من الغريب والقلق الاجتماعي: إن القلق سير تطوري معروف عند معظم الأطفال. على سبيل المثال، فإن معظم الرضّع يُظهرون ما يسمى بقلق الغرباء والذي يبدأ في سن 7-9 شهور، وقد يستمر حتى بعد سن البلوغ ويصبح قلقا اجتماعيا.
علامات القلق الاجتماعي:
– الخوف من مقابلة الناس والتحدّث إليهم.
– تجنّب المناسبات الاجتماعية والتجمعات.
– قلّة عدد الأصدقاء من خارج العائلة.
علاج القلق عند الأطفال:
– يجب أن تعرف الأم سبب القلق المُتولّد لدى طفلهابالبحث عن الأسباب عن طريق سؤالها له. فعندما يقول الطفل أنه لا يريد الذهاب إلى المدرسة فلا بد أن هناك سببا دفعه لهذا فيجب أن تسأليه عن السبب.
– يجب أن توقف الأم كثرة انتقادها للطفل وتُصحّح ذلك بطلب أن يقوم بالعمل بشكله الصحيح.
– الاستفزاز يُنشئ لدى الطفل إثارة قاتلة، لذا يجب أن لا تستفزي الطفل في حالة غضبه أو حزنه بإثارة مشاعره، بل يجب أن تهدئيه وتستمعي له، وأن تقومي بعملية التشجيع بدلاً من الاستفزاز.
– القهر ينشئ لدى الطفل ضعفا في الشخصية، وهو أسلوب مُدمّر، اجعلي لطفلك الحرية في الاختيار، وإن شعرت بأن الشيء الذي يطلبه غير مناسب بيّني له سلبياته ثم اعرضي له خيارات عدة تناسبه وتمكنه من اختيار ما يريده.
– نمي قدرات طفلك على حلّ المشاكل. فلا تبادري بحل المشكلة التي يقع فيها طفلك، راقبيه واستمعي له وانتظري إلى أن يصل للحل، فإن لم يستطع حاولي بطريقة ما أن تشاركيه في حلّها.
– ساعدي طفلك على فهم الأمور العقدة،
وذلك بأن نتدرج له بحل المسألة أو القصة التي لم يفهمها بأن نُجزّئها على حسب عمره وقدرته في الفهم وحتى إذا وقع في مشكلة.
– لا توضحي الأمور بشكل مُوسّع للطفل بذكر تفاصيل دقيقة،
حاول تحديد المفهوم بدون تفصيل مُمل لأن الطفل ينهج طريقتك نفسها لدرجة أنه يخرج عن الموضوع بسبب طريقتك.
– ساعدي طفلك على التعبير عن انعالاته
لأن كبت المشاعر يولد القلق.
– أحسني الاستماع لطفلك لأن هناك أشياء لا يستطيع أن يُعبّر عنها فكلّما أحسنت الاستماع طردت عنه القلق.
– ادرئي خوفه وقلقه بأمور محببة، فإن كان يقلق مثلاً لدخوله المدرسة ذكريه بأنك سوف تنتظريه في البيت وسوف تجهزين له الطعام الذي يحبه.

تعليقاتكم