نافذة طبية

زيادة الاصابات بسرطان الرئة والثدي بالمملكة

اظهرت احدث دراسة عالمية اتفقت مع ارقام السجل الوطني للسرطان، أن سرطان الثدي بين النساء وسرطان الرئة بين الرجال ما زالا يساهمان بأكبر عدد من حالات الإصابة الجديدة والوفيات بالسرطان في الأردن.

وكشفت الدراسة الجديدة التي نشرت اخيرا في دورية جاما أونكولوجي JصA Oncology تحت عنوان “الأعباء العالمية للسرطان في 2013” زيادة عدد حالات الإصابة الجديدة بسرطان الرئة بين الرجال في الأردن بأكثر من المثلين بين عامي 1990 كسنة أساس و2013 كسنة مقارنة، فيما زادت حالات الإصابة بسرطان الثدي بين النساء أكثر من ثلاثة أمثال لنفس الفترة الزمنية.

وقالت الدراسة التي اعدها فريق دولي من الباحثين بالتنسيق مع معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن، أن حالات الاصابة بسرطان الرئة بين الرجال في عام 2013 بلغت 313 حالة مقارنة مع 139 حالة في عام 1990 يقابلها 986 حالة سرطان ثدي بين النساء في سنة المقارنة و280 حالة سجلت في سنة الاساس المعتمدة للدراسة.

من جهته قال رئيس وحدة السجل الوطني للسرطان في وزارة الصحة الدكتور عمر النمري لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، إن الحالات المسجلة في الاردن هي بالأرقام الفعلية وليس التقديرية كما وردت في دراسة معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن والتي اعتمدت برنامج جلوبوكان GloboCan.

واضاف: “ان ارقام دراسة المعهد مقاربة لأرقام سرطاني الثدي والرئة والزيادة في نسبة عدد الحالات على مر السنوات للفترة الزمنية 1990-2013”. واكد الدكتور النمري ان أرقام السجل الوطني للسرطان تعود للعام 1996 اذ تم انشاء السجل في ذلك العام.

وسجَّل سرطان المثانة بين الرجال وفق الدراسة أقل زيادة منذ عام 1990 وهي 22 بالمئة، وسرطان البروستاتا أعلى زيادة، وصلت الى 353 بالمئة، في حين اعتبر الدكتور النمري ان سرطان البروستاتا والمثانة اقل بكثير من تلك الارقام اذ عادة ما تكون معدلات نسب التغيرات السنوية ما بين 2-5 بالمئة.

وذكرت الدراسة ان سرطان عنق الرحم بين النساء أقل زيادة في عدد حالات الإصابة الجديدة في هذه الفترة الزمنية وهي 52 بالمئة، فيما سجَّل سرطان المخ واحدة من أكبر الزيادات، إذ بلغت 290 بالمئة، وقال الدكتور النمري ان ارقام السجل الوطني فيما يتعلق بسرطان عنق الرحم تظهر اقل معدلات الحدوث مقارنة بالأرقام الدولية او البلدان الأخرى اذ ان نسبة هذا المرض لا تتعدى 2-3 بالمئة من سرطانات النساء الاردنيات.

واحتل سرطان الرئة السبب الرئيس للوفيات بالسرطان بين الرجال والنساء على حد سواء في الاردن؛ اذ فاقت الوفيات بهذا النوع من السرطان الوفيات بأنواع السرطانات الأخرى بفارق ضئيل بلغ 391 عام 2013 وفق الدراسة.

وفي هذا السياق قال مدير مبادرات الشرق الأوسط في معهد القياسات الصحية والتقييم والمشارك في إعداد الدراسة الدكتور علي مقداد “ما زال السرطان خطراً داهماً على صحة البشر في الأردن وفى أنحاء العالم، وتسجل أعداد الوفيات وحالات الإصابة الجديدة بسرطان الرئة مستويات مرتفعة بدرجة تبعث على القلق بين الرجال”.

وفيما يتعلَّق بالنساء في الأردن، اظهرت الدراسة زيادة حالات الإصابة الجديدة بسرطان الثدي بأكثر من ثلاثة أمثال منذ عام 1990 وفق الدكتور مقداد الذي اكد ضرورة ان تتحرك منظومة الرعاية الصحية لتحسين صحة الرجال والنساء في البلاد.

وفيما يخص الأسباب الرئيسة للوفيات الناجمة عن السرطان بين الرجال الأردنيين، اظهرت الدراسة زيادة وفيات سرطان البنكرياس 295 بالمئة، بالمقارنة مع زيادة نسبتها 20 بالمئة لوفيات سرطان المثانة، وهي أقل زيادة بين أنواع السرطان. ولاحظت الدراسة نمطا مماثلا بين النساء، إذ قفزت الوفيات بسبب سرطان البنكرياس بين النساء بنسبة 238 بالمئة، وسجَّل سرطان المعدة أقل زيادة، إذ بلغت 56 بالمئة.

وفي المقابل اوضح الدكتور النمري ان ارقام الدراسة مبالغ بها ولا تعكس حقيقة الوضع الذي تظهره ارقام سجل السرطان الوطني اذ يتراوح معدل الوفيات السنوي جراء الاصابة بالسرطان في الاردن بين 2-5 بالمئة لجميع انواع السرطان باستثناء سرطان الثدي تصل نسبته 19-20 بالمئة والرئة والقولون من 7-8 بالمئة. ولفت الى ان السجل الوطني بدأ في عام 2004 بتسجيل السرطان كسبب مباشر للوفاة.

واختلف الوضع في المملكة عن الاتجاهات السائدة في العالم فيما يتعلق بحالات الإصابة الجديدة بسرطان الرئة والدم، اذ جاء ترتيب سرطان الرئة في المركز الأول بين حالات الإصابة على مستوى العالم، لكنه كان في المركز الخامس في الأردن.

وحل سرطان الدم في المركز العاشر بين أسباب حالات الإصابة على مستوى العالم، لكنه كان في المركز الرابع متخطيا سرطان الرئة في الأردن. من جانبه، قال الدكتور كريستوفر موراي مدير معهد القياسات الصحية والتقييم “إن أكثر الاستراتيجيات فاعلية لمعالجة السرطان هي تلك التي توضع بحيث تتلاءم مع احتياجاتنا المحلية، وقد تساعد البيانات الخاصة بكل بلد على حدة في وضع سياسات ترمي إلى تخفيف آثار السرطان الآن وفي المستقبل”.

تعليقاتكم