صحة نيوز – على الرغم من تغيير المواقف تجاه ضرب الاطفال والاعتراف بأنه غير فعال ووسيلة تلحق الأذى لتأديب الاطفال، الا ان الصفع، أو الضرب على المؤخرة، او الضرب المبرح ، من اكثر الوسائل الشائع استخدامها في جميع أنحاء العالم لتأديب الاطفال.
ويعرف التأديب بأنه أية محاولة من جانب الآباء لتغيير سلوك او تصرف اطفالهم، والهدف الأساسي من التأديب هو تعليم الاطفال ضبط النفس وتحمل المسؤولية والتصرف بسلوك مقبول، ويعني التأديب التوجيه والارشاد، وترسيخ القواعد والانضباط في مرحلة مبكرة من عمر الطفل.
لماذا نحن بحاجة إلى ضرب أطفالنا؟
تقول «سوسن علي» وهي ام لثلاثة ابناء :»اعلم دائما ان الضرب وسيلة خاطئة ولكني ألجأ له عند ازدياد نكد الاطفال وعنادهم. وتوافقها الرأي» ابتهال الحاج علي « حيث تقول ان اساليب التربية الأخرى عدا الضرب غير مجدية لتأديب الاطفال ، كما ان الضرب لا يضر بل على العكس والدليل ان في الزمن الماضي كانت اغلب العائلات تلجأ للضرب.
ويخالفهن الرأي عيسى مرزوق حيث يعتقد :» ان ضرب الطفل يولد كراهية لديه تجاه ضاربه مما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض كما ان اللجوء إلى الضرب يجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير.
وقد أظهرت دراسةعلمية ان ضرب الاطفال المتكرر على ايدى أبائهم وأمهاتهم يعوق النمو العقلى والذكاء لدى هؤلاء الاطفال . وأشارت الى ان الضرب حتى لو مرة كل اسبوعين يؤثر على ذكاء الاطفال. وذكرت الدراسة التى اجراها باحثون فى جامعة(نيوهامبشاير البريطانية على (900) طفل بين السنة الاولى والسنة الرابعة من اعمارهم ان الاطفال الذين لم يتعرضوا للضرب من جانب ابائهم او تعرضوا له بشكل نادر احرزوا درجات اعلى فى الاختبارات بالمقارنة مع الاطفال الذين يتعرضون للضرب مرارا.
نصائح تساعد فى تأديب طفلك بدلا من الضرب
ان الضرب يعلم الطفل استخدام العنف اذا كان غاضبا، كما يمكن ان يسبب أذى جسديا للطفل ويجعله الطفل والديه ويستاء منهم ويفقد الثقة فيهم .
لذا ضع بعض القواعد البسيطة التي تناسب عمر طفلك. ولا تدع غضبك يسيطر عليك، و تعامل مع إساءة تصرف طفلك بعد ان تهدأ تماما. كذلك من الامور المهمة أن تتجاهل سوء السلوك الثانوي، فالتجاهل غالبا ما يؤدي الى وقف السلوك غير المرغوب فيه. ودائما تحدث مع طفلك، واستمع اليه واجعله يعرف لماذا تشعر بالضيق، وكن حذرا في ما تقول، فالكلمات الجارحة يمكن ان تؤذي طفلك. ايضا عليك أن تكون صبورا مع الاطفال اقل من سنتين، فكل شيء من حولهم جديد عليهم وسريعا ما ينسون الأوامر.
اثنِ على طفلك عندما يكون مطيعا، واصبر عليه عندما يتمرد، لا تركز دائما على تصرفات طفلك السلبية. اذا رفض طفلك الاستماع اليك، انزل الى مستوى عينيه، وتحدث معه بهدوء. اذا كنت تشعر ان هنالك حاجة الى معاقبة طفلك، تأكد من ان يكون العقاب منطقي وله صلة بتصرفه حتى يتعلم الدرس.
وأخيرا اعزائي القراء تذكروا أن الأبوة والأمومة ليست سهلة، فحاولوا ان تفهموا مراحل نمو طفلكم وتذكروا ان كل طفل يختلف عن الآخر، وما ينجح مع طفل قد لا ينجح مع الآخر، اذا كنتم تريدون ان تربوا طفلا مسؤولا وعطوفا وتذكر القول الشهير من جبران خليل جبران : «أنتم الأقواس وأولادكم سهام حية قد رمت بها الحياة عن أقواسكم».
تعليقاتكم