جديد الصحة

عقار جديد ومطور لعلاج “وذمة البقعة الصفراء السكرية”

يعاني ما يقارب 6.2 مليون شخص حول العالم من مرض وذمة البقعة الصفراء السكرية “DME”، وهو يعدّ من الأسباب الأكثر شيوعاً للإصابة بالعمى لدى الشباب والبالغين في منتصف العمر. وتنتج الإصابة بهذا المرض عن حدوث تقلبات مستمرة في مستويات السكر في الدم بسبب الإصابة بمرض السكري بنوعيه 1 و2، حيث تُحدِث هذه التقلبات أضراراً في الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في شبكية العين، وتعرف هذه الحالة المرضية باسم اعتلال الشبكة السكري “DR”. وعندما تبدأ الأوعية الدموية التالفة بتسريب السوائل والدهون إلى منطقة الشبكية المركزية في العين، والتي تدعى البقعة، تحدث الإصابة بمرض وذمة البقعة الصفراء السكرية “DME”.
وقد أكّدت الدراسات أن جميع مرضى السكري معرّضون للإصابة بمرض وذمة البقعة الصفراء السكرية، حيث أظهرت دراسة سكانية حديثة غطّت السكان عامة ومرضى السكري خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وأوروبا وآسيا أن هنالك 21.3 مليون شخص مصاب بهذا المرض، ويمكن أن يزداد هذا الرقم ليصل إلى 592 مليون شخص بحلول عام 2030، وذلك بحسب النسخة السادسة من “أطلس مرض السكري” التي أطلقها الاتحاد الدولي للسكري “IDF” عام 2013.
ويصنّف مرض وذمة البقعة الصفراء السكرية إلى نوعين؛ المركزي والمنتشر، حيث ينتج النوع الأول عن حدوث تسربات محددة من الأوعية الدموية التالفة في الشبكية المركزية للعين بالإضافة إلى حدوث تسربات من الدم البقعي، أما النوع الثاني فيحدث بسبب تسرب سوائل الشبكة العشرية المحيطة بالبقعة بشكل كامل، مما يسبب انهيار حاجز دم الشبكية الداخلية للعين.
وبالحديث عن أعراض المرض، فهي تشمل عدم وضوح الرؤية والرؤية المزدوجة ورؤية بقع عائمة ومظلمة تظهر على شكل نقاط سوداء صغيرة أو خطوط عائمة عبر الجزء الأمامي من العين. وفي بعض الحالات المتقدّمة، قد يتسبب مرض وذمة البقعة الصفراء السكرية بفقدان البصر. ولتشخيص هذا المرض، يتّبع الأطباء اختبارين، الأول هو تصوير يسمّى بالتماسك البصري المقطعي (OCT)، وهي طريقة لقياس سماكة الشبكية المركزية التي تعدّ مؤشراً مهماً للإصابة بمرض وذمة البقعة الصفراء السكرية. أما الاختبار الثاني فهو تصوير الأوعية بالفلوريسين، الذي يتضمّن حقن صبغة خاصة في ذراع المريض، لتمر عبر الأوعية الدموية في شبكية العين، فيما يتيح للطبيب تحديد منطقة تسريب السوائل.
وتختلف الطرق المستخدمة لعلاج هذا المرض بحسب نوعه ومدى تقدّمه، ومن هذه الطرق العلاج بالليزر الذي يستهدف تسربات الأوعية الدموية في الشبكية ، وعملية قص السائل الزجاجي إذا كان هناك نزيف شديد بالعين أو هناك تليفات بالشبكية ، حيث تتحسّن الرؤية لدى بعض المرضى. كذلك يمكن اللجوء إلى حقن العين بالستيرويدات، اذ أن هذه الطريقة تحارب الالتهابات وتحد من تسرّب السوائل من الأوعية الدموية في العين.
ومن أحدث الطرق لعلاج هذا المرض، وهو (العلاج المضاد لـعامل النمو البطاني الوعائي (VEGF))حيث تم اطلاق علاج جديد من هذه الفئة وهو مصيدة العين، الذي أثبت قدرته على المساهمة في تقليل نفاذية الأوعية الدموية في العين وبالتالي تحسن الرؤية لدى بعض المرضى. وقد أظهرت دراسات المرحلة الثالثة من تطوير هذا العقار الجديد، والتي امتدت على مدار عامين، تحسّن الرؤية لدى المرضى المصابين بوذمة البقعة الصفراء السكرية بعد 52 أسبوعاً من حقنهم بمحلول “Aflibercept” بمقدار 2 ملليغرام على شكل جرعات تحميل شهرية أو مرة كل شهرين ولمدة خمسة أشهر، مقارنة مع المرضى الذين خضعوا لعلاج المرض عن طريق الليزر.

تعليقاتكم