صحة نيوز – يعتبر النظام المدرسي هدفاّ رئيساً للإدارة المدرسية ليس فقط لدوره البارز في دعم العملية التربويه بل لأنه عملية تربويه قائمة بذاتها تتطلب التحكم في السلوك والعواطف والانفعالات تحت قيادة موجهة من أجل تحقيق هدف معين ،ويقتضي مفهوم النظام المدرسي التفهم الصحيح للسلوك القويم ،وتكوين العادات المرغوبة والاتجاهات الصحيحة والالتزام بالمعايير المقررة ،وخضوع الرغبات الفردية لرغبة الجماعة لتحقيق الهدف المرجو بفاعلية.
وتعد عملية الضبط المدرسي من الحاجات النفسية والاجتماعية التي تسعى العملية التربوية إلى تنميتها لدى الطلبة ،لأنها وثيقة الصلة بالنضج النفسي المتمثل بقدرة الطالب على الاتزان الانفعالي والنفسي ،وكذلك لارتباطها بقدرة الطالب على ممارسة حقه في الحرية الفردية وقدرته على تحمل المسؤولية .إن النظام أو الانضباط المدرسي يعني التزام الطالب بتعليمات المدرسة والسير ذاتياً وفقا لقوانينها وأنظمتها بتوجيه رغباته وتنظيم ميوله ودوافعه للوصول إلى نمو في السلوك الاجتماعي المقبول الذي يتفق وأهداف التربية والتعليم وغاياتها ،ويمكننا أن نميز بين نوعين من الانضباط المدرسي :
1-الانضباط الذاتي :ويعني محافظة الطلبة أنفسهم على النظام والهدوء داخل المدرسة ،واتجاهاتهم نحول العمل وانغماسهم فيه وتقبلهم لزملائهم وللنظام المدرسي.
2-الانضباط الخارجي :ويعني المحافظة على النظام داخل المدرسة باستخدام وسائل خارجية مثل الثواب والعقاب .ومن أجل تحقيق ذلك يُفضل استخدام الأساليب الوقائية والعلاجية في التعامل مع قضايا الطلبة ومشكلاتهم التي قد تحدث نتيجة ممارسات غير سليمة في بعض المواقف التعليمية أو أي مواقف أخرى.
أساليب تحقيق النظام المدرسي
إن هناك أساليب لا جدوى منها بل هي معوقة للنظام المدرسي ما زالت تتبع في كثير من مدارسنا بهدف تحقيق نظام مدرسي سليم وهي :
1-تكليف الطلبة المذنبين بواجبات أكثر من زملائهم مما يؤدي إلى زيادة كراهيتهم للمدرسة .
2-التهديدات والإذلال الشخصي ،ويؤدي ذلك إلى ضعف شخصية الطالب وعدم تكيفه مع الجماعة المدرسية ومحاولة تركها .
3-العقاب البدني وإن كانت معظم النظم التعليمية في مدارسنا تمنع استخدامه. ويؤدي إلى عدم التكيف النفسي والاجتماعي ،وقد يُحدث عاهات جسمية بالطالب تمنعه من مزاولة بعض أنشطة الحياة الاجتماعية.
4-الحرمان من المدرسة لعدة أيام ،وقد يؤدي ذلك إلى انقطاع الطالب كُليّة عن المدرسة.
5-الحرمان من بعض الحصص الدراسية ،ويؤدي ذلك إلى عدم متابعة الطالب للمادة الدراسية وكرهه للمادة ولمدرسها وتسوء العلاقة بينهما ويصعب علاجها.
6-استخدام المدرس لعملية الامتحانات وتصعيبها للطلبة بصفة عامة ،وقد يؤدي ذلك إلى كره المادة الدراسية ومدرسها.
7-الفصل من المدرسة ،مع وجود ما يبرره في بعض الحالات إلا أنه إجراء يجب ألاّ نلجأ إليه إلا في بعض الحالات القصوى والشديدة وقد يكون هناك تساؤل عن ماهية الأساليب التي يجب أن تتبعها المدرسة حتى يتحقق للنظام المدرسي سلامته ؟.
الأساليب الوقائية
تعمل المدرسة على حماية الطلبة من الوقوع في المشكلات وذلك عن طريق توفير الجو الذي يُحقق الصحة النفسية للطالب ويحول دون تعرضه لمشكلات نفسية عن طريقة تهيئة جو اجتماعي سليم بالمدرسة تسوده المحبة والتعاون والصراحة ،والتقبل والاهتمام بالفروق الفردية بين الطلبة ،والعناية بالنشاطات المدرسية داخل الصف وخارجه وتوجيه الطلبة لاستغلال أوقات فراغهم بالنشاطات البناءة ،وتوثيق الصلة بين البيت والمدرسة .
ومن الأساليب والإجراءات الوقائية التي يمكن أن تستخدمها المدرسة سواء داخل الحصة أو في أثناء ممارسة النشاطات أو في أوقات الاستراحة ، ومن أهمها :
1-قيام المدرسة بتعريف الطلبة وأولياء أمورهم بتعليمات الانضباط المدرسي وبخاصة فيما يتعلق بالعقوبات وموجباتها
2-معرفة خصائص مراحل النمو وفهم طبيعة المشكلات المختلفة التي تواجه الطلبة.
3-احترام شخصية الفرد واحترام معتقداته وأفكاره.
4-عدم التحيز لطالب أو لفئة من الطلبة ومراعاة الفروق الفردية بينهم.
5-ترسيخ روح التعاون بين الطلبة وتدريبهم على العمل الجماعي واحترام الآخرين
6-غرس روح الانتماء الوطني في جميع المواقف التعليمية التعلمية
ثانياً : الأساليب العلاجية .
1-التعزيز الايجابي للسلوك المرغوب فيه.
2-تجاهل السلوك غير المرغوب فيه.
3-تقديم الثواب أو ايقاع العقاب بعد حدوث السلوك مباشرة وتوضيح سبب الجزاء للطالب توضيحاً كافياً قبل إيقاعه.
4-إيقاع العقاب على السلوك غير المرغوب فيه من الناحية التربوية والاجتماعية بصرف النظر عن وجهة نظر المعلم أو ميله الشخصي.
5-مواجهة الطالب المخالف على انفراد .وبحث موضوع المخالفة وأسباب تحريمها وتوجيهه إلى عدم تكرارها.
6-الاستعانة بمجالس الطلبة في حل المشكلات الطلابية ذات الطابع الجماعي بمشاركة أولياء الأمور.
7-إحالة الطلبة المخالفين للمرشد التربوي لإعداد البرامج التربوية والإرشادية لمساعدتهم على حل مشكلاتهم وتحسين تكيفهم بشكل أفضل .
تعليقاتكم