مقالات طبية

ما هي حشوات الصدر و ما هي اضرار و مخاطر و مضاعفاتها ؟

حشوة الصدر هي جهاز تعويضي يصنع طبياً ليتم غرسه ضمن أنسجة الثدي لتصحيح شكل وحجم ثدي المرأة وترميمه، أو تعويض الثدي بعد استئصاله جراحياً لأي سبب من الأسباب، أو لتقويم العيوب والتشوهات الخلقية في جدار الصدر، أو لتكبير الثديين كإجراء تجميلي بحت.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من حشوات الصدر تم تصنيفها على أساس المادة المستخدمة في تعبئة الحشوة وهي:
* حشوة المياه المالحة saline implant وتتكون من غلاف مطاطي من مادة السليكون يحتوي بداخله على محلول ملحي معقم.
* حشوة السليكون implant silicone وتتكون من غلاف مطاطي من مادة السليكون يحتوي بداخله جل السليكون هلامي القوام وعلى درجة من اللزوجة.
* حشوات بديلة Implant composite مملوءة بمواد أخرى متنوعة (مثل زيت الصويا وسلسلة البولي بروبلين وغيرها) وهي لم تعد تصنّع حالياً.
تتم عمليات تجميل الثدي باستخدام الحشوات لتحقيق ثلاثة أهداف:
*الترميم البحت – لتعويض الحجم المفقود من أنسجة الثدي المتضررة نتيجة صدمة ما ( إصابة نافذة- أو غير نافذة- أونتيجة انفجار ) أو مرض ما ( سرطان الثدي ) أو التشوهات في نمو أنسجة الصدر (مثل حالة الثدي الأنبوبي )
* التجميل وتصحيح العيوب – لتعديل نتائج ما سبق من جراحة الثدي.
* تكبير الصدر على وجه الخصوص – لزيادة حجم الثدي وتحسين مظهره من الناحية الجمالية.
المضاعفات المحتملة من جراحة تكبير الصدر (الثديين) :
المضاعفات المبكرة الحدوث:
* تضخم الندبة التي تخلفها العملية – وفي هذه الحالة تصبح الندبة (الشق الجراحي) حمراء وسميكة ومرتفعة عن مستوى الجلد، وتحدث بين المرضى بنسبة 2% – 5%
* الورم الدموي – وهو كتلة دموية تتكون ضمن منطقة الجرح. تحدث بين المرضى بنسبة 1% – 6% ويكون ظهورها في غضون 2-3 أيام بعد الجراحة.
* تورم مصلي – وهو تجمع السوائل حول حشوة الثدي الاصطناعية بعد العملية بأيام أو أسابيع مما يسبب تورّم الثدي مع الشعور بالألم. ويمكن معالجتها وإزالة السوائل عن طريق سحبها بواسطة الإبرة دون الحاجة لإجراء جراحي إضافي. وعلى كل حال فإن عملية سحب السوائل قد تؤدي إلى خلق فجوة في المنطقة التي غرست فيها الحشوة مما يسبب انكماش الحشوة.
* انفتاح الجرح (تفزّر الجرح عقب العملية) – من المضاعفات النادرة نسبياً وتحدث خلال الأسبوعين الأولين بعد الجراحة حيث تنفصل حافتي الجرح بعد خياطته مخلفة جرحاً مفتوحاً قد يكشف عن حشوة الثدي الاصطناعية في بعض الحالات. ويمكن إغلاق الشق المفتوح باستخدام الضمادات الطبية اللاصقة Steristrips وقد يتطلب علاج بعض الحالات الخضوع لعملية جراحية إضافية.

التهاب النسيج الضام الرخو الخلالي Cellulitis – ويحدث الالتهاب بين المرضى بنسبة 2%- 4% وعادة ما يكون سببه البكتيريا الموجودة طبيعياً في الجلد
المضاعفات بعيدة المدى:
*التباين (عدم تماثل الثديين من حيث الشكل أو الحجم)- هناك نسبة طبيعية من التباين بين الثديين عند معظم النساء وعادة يبقى هذا التباين موجوداً إلى حدّ ما بعد عملية تكبير الثديين. ويمكن حل المشكلة بتغيير مكان الحشوة الاصطناعية، فإذا كانت الحشوة قد وضعت تحت غدة الثدي (فوق عضلة الصدر) فإن تصحيح التباين ممكن عن طريق إعادة وضعها تحت عضلة الصدر.
* حالات المظهر العام غير المنتظم في الثدي – ويمكن ملاحظة مثل هذه الحالات قبل عملية تكبير الصدر ووضع حشوة الثدي الاصطناعية أو بعدها. وعلى الرغم من أن الحشوة تعمل على تحسين شكل الثدي وصقل مظهره إلا أن النواحي غير المنتظمة في الثدي قد تستمر أو تتفاقم بعد العملية مما يستدعي القيام بعملية جراحية أخرى لتصحيحها وتنسيقها.
* التقلص الكبسولي Capsular Contracture – هو تصلب منطقة الثدي حول الحشوة الاصطناعية. ويمكن أن يحدث في الأنسجة المحيطة بأحد الثديين أو كليهما. وفي هذه الحالة يصبح ملمس الثدي صلباً وحساساً مع الشعور بالألم.
* تغير الإحساس والشعور – تواجه معظم السيدات بعد عملية تكبير الثديين باستخدام الحشوات الاصطناعية نوعاً من فقدان الإحساس في الثدي وحول الحلمة على وجه الخصوص. ويتحسن الإحساس لدى الكثيرات في غضون 6-12 شهرا، بينما يستمر فقدان الإحساس حول الحلمة عند 15% من السيدات ، على الأقل في أحد الثديين. وجدير بالذكر أن تغير الإحساس أو غيابه في المناطق المحيطة بالحلمة أمر شائع وعادة ما يرجع إلى طبيعته خلال سنة. ونادراً ما تحدث الأعراض الأخرى كالحكة والشعور بالوخز ولكنها تتحسن كغيرها على مدى 6 أشهر.
* انكماش حشوة الثدي أو تمزقها – يبلغ معدل حدوث الانكماش 8.3% كما نشرته إحدى الدراسات الحديثة على الرغم من أن نسبتها طالما كانت مثاراً للجدل في الماضي. وتزداد الحشوة الاصطناعية عرضة لخطر الانكماش في حالة تم وضعها فوق عضلة الصدر أو كان حجمها أكبر من 450cc . وعند حدوث الانكماش يلزم الأمر عملية جراحية لعلاجه واستبدال الحشوة بأخرى.

الحالات التي يطرأ عنها تمزق حشوة الثدي:
* تلف حشوة الثدي الاصطناعية أثناء عملية غرسها
* تلف الحشوة أثناء عملية جراحية أخرى
* التحلل أو التغيرات الكيميائية الممكن حدوثها في غلاف الحشوة نفسها
* الصدمات التي يمكن أن يتعرض لها الصدر (صدمة نافذة أو غير نافذة أو من جراء انفجار)
*الضغط الميكانيكي الفعلي للثدي عند فحصه روتينياً بالتصوير الشعاعي mammography

وفي الأشهر الماضية كان هناك حملة عالمية بدأت في فرنسا ضد الحشوات المخالفة للمعايير الصحية حيث قامت شركة Poly Implant Prothese SA والتي اتهمت بتصنيع حشوات مخالفة وذلك باعتمادها على السليكون غير الطبي من الدرجة الصناعية الداخلة عادة في مختلف الصناعات بدءًا بأجهزة الحاسوب وحتى أواني الطبخ. وهذا النوع من الحشوات الرديئة قد تتمزق وتحدث مضاعفات في المنطقة التي غرست فيها .وفي فرنسا وحدها تمت عمليات تكبير الثدي لحوالي 30000 امرأة باستخدام هذا النوع من حشوات الثدي PIP المخالفة . كما أن 300000 امرأة حول العالم خضعن لتكبير الصدر باستخدام حشوات PIP بعد تصديرها إلى دول أمريكا اللاتينة مثل الأرجنتين والبرازيل وإلى أسواق أوروبا الغربية مثل بريطانيا وألمانيا وأسبانيا وإيطاليا وكذلك دول الشرق الاوسط. كما أن وزارة الصحة الفرنسية ذكرت أنه ما من علاقة مباشرة أو خطورة متزايدة حول الإصابة بالسرطان عند السيدات اللواتي يحملن حشوات الثدي ذات العلامة التجارية PIP مقارنة مع غيرها من الحشوات الاصطناعية. وفي المملكة أكدت هيئة الغذاء والدواء قيام إحدى المؤسسات الوطنية العاملة في مجال الأجهزة والمنتجات الطبية باستيراد هذه الحشوات من خلال بعض شركات نقل البريد السريع خلال الفترة من 2006م وحتى نهاية 2009م. وأنها قامت بحصر كميات حشوات السيلكون الموزعة والمستشفيات والأطباء الذين أجروا عمليات الزراعة. وتم الاتفاق على أن تقوم الشركة بالتنسيق مع المستشفيات والأطباء الذين قاموا بإجراء عمليات الزراعة لاستبدالها مجاناً ودون أي تكلفة على المتضررات.

تعليقاتكم