تغذية

ما هي حمية ديتوكس؟

حمية “ديتوكس” (Detox) هي حمية شعبية رائجة، يزعم مروجوها أنها قادرة على تنظيف الجسم من السموم وتحسين الصحة وحتى فقدان الوزن. فهل هذه المزاعم صحيحة؟

و كلمة “ديتوكس” هي اختصار لمصطلح “حمية إزالة السموم” (Detoxification diets)، ويوجد عدة أنواع منها ولكنها عادة تشمل بعض أو كل النقاط التالية:

– فترة امتناع عن الطعام يتبعها نظام غذائي قاسٍ يتكون فقط من الخضار الطازجة والفواكه وعصير الفواكه والماء.
– استعمال أعشاب معينة وشايات.
– تعاطي المسهلات.
– تعاطي المكملات الغذائية.

بعض أنواع حمية ديتوكس تتضمن غسل القولون (Colonic irrigation) باستخدام حقنة شرجية.

هل هي فعالة؟
قالت جمعية أخصائيي التغذية البريطانية -في نشرة صادرة عنها- إن المبدأ الذي ترتكز عليه حمية ديتوكس غير منطقي وغير علمي: (The concept of detox diets is irrational and unscientific)*. وذلك لعدة أسباب واعتبارات منها:

– أن الجسم البشري فعال في التخلص من السموم، فهو يتخلص منها على مدار اليوم عبر الكلى والجلد والرئتين، ولا يحتاج إلى حمية خاصة لإزالة السموم.

– أن هذه الحمية تقلل حصة الجسم من السعرات الحرارية بشكل كبير، وصحيح أن ذلك يؤدي إلى فقدان سريع للوزن، إلا أنه في معظمه يكون من سوائل الجسم وعضلاته.

– حمية ديتوكس فقيرة من حيث البروتينات، وانخفاض حصة الجسم من البروتينات لمدة طويلة يؤدي إلى أن يقوم الجسم بحرق عضلاته مما يضعفه، وقد يؤدي للترهل.

ما مضاعفات حمية ديتوكس؟
– فقدان السوائل من الجسم واضطراب الأملاح (electrolytes) والجفاف، نتيجة انخفاض ما يناله من الأطعمة والأشربة، وأيضا نتيجة غسل القولون والمسهلات.

من الناحية الطبية لا يحتاج القولون إلى غسل بحقن شرجية إلا في حالات معينة، مثل إجراء منظار للقولون، وتنظيفه يتم طبيعيا عبر التبرز، أما غسله بهذه الطريقة فقد يؤدي إلى مضاعفات مثل الجفاف واضطراب الأملاح في الجسم والعدوى وغيرها.

– الامتناع عن الطعام يؤدي إلى التعب والإرهاق.

انخفاض معدل أيض الجسم (عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم في اليوم)، وذلك نتيجة الامتناع عن الطعام، وهذا يعني أن الشخص سيحرق مقدارا أقل من السعرات الحرارية، مما يجعل عملية فقدان الوزن أصعب، ويزيد احتمالية استعادة الوزن المفقود عند العودة للنظام الغذائي المعتاد.

مَن الأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات نتيجة حمية ديتوكس؟
– مرضى السكري.
– مرضى القلب.
– المصابون بأمراض مزمنة.
– مرضى اضطرابات الأكل.
– الأطفال والمراهقون والمسنون.
– النساء الحوامل والمرضعات.

الخلاصة
ليس لادعاءات مروجي حمية ديتوكس أسس علمية، وبالعكس فإن المعطيات الطبية والتوصيات تشير إلى وجود مضاعفات لها مثل الجفاف وانخفاض معدل الأيض الأساسي وفقدان عضلات الجسم، وارتفاع نسبة احتمال عودة الوزن الذي تمّ فقدانه -وربما بمستوى أكبر- عند إيقاف هذه الحمية.

تعليقاتكم