قضية و تحقيق

مختصون : حرق النفايات الطبية في الأماكن السكنية خطر على البيئة والإنسان

 

صحة نيوز

حذر أطباء ومختصون من أن يؤدي حجم النفايات الطبية التي يتم حرقها في عمان الى رفع مستوى التلوث البيئي الذي يؤثر على الصحة العامة بشكل كبير ويتسبب بأخطر الأمراضح وأهمها السرطان.

محرقة مستشفى البشير تحرق ما يقارب 1200 كيلوغرام يوميا، فيما تحرق محرقة مستشفى الاستشاري ما يقارب الـ 12 طنا شهريا، وهي مخلفات طبية لـ 15 مستشفى خاصا بموجب اتفاقية موقعة مع المستشفى للتخلص من نفاياتها.

وتتفق وزارة البيئة والخبراء البيئيون مع هذا الطرح، مؤكدين أن وجود محارق في الاماكن السكنية مخالفة بيئية صريحة وواضحة.

ويقول مختصون ان تناسي هذه المشكلة وتدويرها يفاقم الأخطار الناجمة عنها، مشيرين الى وجود محرقتين في مناطق سكانية، ومحذرين من ان الدخان المتصاعد منهما يحمل العديد من المواد الكيميائية الخطرة وأهمها الديوكسين وكلوريد الهيدروجين واول اوكسيد الكربون والرصاص والزئبق والزرنيخ والكروم وثاني اوكسيد الكبريت وهيدرو كربون عطري وفينولات مكلورة والغبار.

ويؤكد الاطباء أن تنامي ظهور العديد من الأمراض في المملكة كالسرطان والامراض التنفسية يكمن في وجود اجواء ملوثة دون ان يكون هناك اي حل جذري او محاولة لتبسيط المشكلة، معتبرين أن هذا الأسلوب غير العلمي هو ضرر يزداد يوما بعد يوم. وبين الكيميائي د. طلال العابدي ان مادة الديكوسينات من اكثر السموم الكيميائية التي عرفها الانسان، فهي تؤثر على الصحة العامة وتنتج عن حرق المخلفات المحتوية على الكلور الموجود اساسا في المخلفات الطبية حيث تتلف هذه المواد جهاز المناعة وتثبط عمل الهرمونات عندما يتعرض الجسم لها وتضعف عمل الغدد الصم، كما تؤثر على البيئة والشبكة الغذائية وتصل الى مسافات كبيرة عن طريق الماء والغلاف الجوي وتتراكم في الحيوان ثم الانسان.

وتشكل الأدخنة المتصاعدة روائح كريهة تتسبب بأمراض تنفسية خصوصاً للأطفال إضافة لنفاذ الرماد الناتج عن الحرق الى البيوت.

ومع مطالبات الاخصائيين والاطباء بالاسراع في ابعاد المحارق عن المناطق السكنية، لا تقلل وزارة الصحة من المشكلة ولا تنكر الاذى الناتج عن محرقة البشير، الا انه لا بد من تشغيل المحرقة للتخلص من النفايات الموجودة لديها والتي يجب التخلص منها عن طريق الحرق، وهو امر واقع حتى يتم الانتهاء من مشروع محرقة الغباوي الذي سينهي معاناة كبيرة وسيكون حلاً جذرياً لمشكلة التخلص من النفايات الطبية وفق المعايير العالمية.

المستشفى الاستشاري يؤكد انه يقوم بمطابقة انبعاثات الغازات من المدخنة بالمعايير الدولية والمحلية ويقوم ايضا بعمل تدقيق فني في الجمعية العلمية الملكية.

وبين ان المحرقة تعمل 3 مرات اسبوعيا ويتم يوميا حرق 50 كيلوغراما في حين ان الطاقة الاستيعابية تصل الى 400 للوجبة الواحدة الا ان المستشفى يعمل على حرق هذه الكميات فقط محافظة على الصحة العامة والبيئة.

الا ان المستشفى يؤكد انه طالب بنقل المحرقة الى مكان اخر لكن دون رد من الجهات المعنية، مؤكدا أنه على استعداد لتحمل نقل المحرقة على نفقته الخاصة.

ويقول العابدي ان المحارق لها مقدرة كبيرة في التقليل وإنقاص كمية النفايات المعدية والتي تشكل خطورة على الصحة العامة والأفراد ولكنها في نفس الوقت وفي حالة وجود خلل أو عدم القيام بها بوجه سليم فانها تحمل احتمالات كبيرة في ظهور أضرار نتيجة المعالجة قد تكون آثارها سلبية ومدمرة للبيئة المحيطة.

وأوضح أن بعض أنواع المخلفات الطبية تحتوي على كميات من الكلور ومواد التعقيم والمعادن الثقيلة والتي تحت ظروف حرق ومعالجة معينة ينتج عنها غازات وأبخرة سامة جدا إلى الهواء الجوي.

تعليقاتكم