أخبار الصحة

معجزات طبية لجرحى غزة في الخالدي

مع بدء عودة الحياة لطبيعتها في قطاع غزة وتفتح اعين العالم على المجازر التي تعرض لها القطاع تجاوز محمد ابن الخمسة اعوام  مرحلة الخوف من الالم الذي كان يمنعه من فتح احدى عينيه ليميز بين الارقام والالوان بعد ان افقده العدوان الصهويني عينه الاخرى التي لم يعد يميز بها شيئا في هذا العالم.
فبصيص الامل برؤية النور في عين محمد والذي كان ضعيفا بتقدير الاطباء اصبح في عين محمد اليسرى حقيقة تؤكد على ان ارادة الله فوق كل تقدير وان الامل بان يرى القطاع النور قريبا لايقررها الساسة.
واذا كان محمد قد تغلب على خوفه فان شقيقه ابراهيم ذو العشرة اعوام والذي يرقد واخته ايمان في مستشفى الخالدي منذ نحو شهر لتلقي العلاج، انتزع بيده الآمه التي سببتها شضية استقرت برأسه بعد ان قدر الاطباء انها سترافقه طيلة حياته الا ان قدر الله اراد ان تتحرك الشضية من مكانها ليثر البسمة على وجوه الكادر الطبي الذي رأى الطفل الغزي وهو يلهو بالشضية التي استعصت عليهم، وسبقتها اخرى استقرت على مخدته.
وكان وفد من نقابة الصيادلة يمثل لجنة دعم فلسطين وغزة في النقابة امس شاهدا على التحسن الذي طرأ على حالة الاطفال الثلاثة، وانضمام شقيقة رابعة لهم في الجرح والوطن اسراء ابوصافي، وحاول مواساتهم بتقديم الهدايا والمعايدات التي سيستقبلوا بها عيدهم الاول بعد انتهاء العدوان.
وعن حالات الاطفال يقول الدكتور محمد حسنية وهو من ابناء قطاع غزة الذين لم يروه، ان محمد اصبح يطلب اكتب والاقلام ليعود للقراءة والكتابه بعد ان تجاوز مرحلة الخوف من الالم الذي كان يلازم عينيه جراء الشضايا التي اصابتها وافقدته عينه اليمنى، اما اليسرى فكما يقول الدكتور حسنية فقد تم انقاذها بنسبة تجاوزت ال 80%، كما تم اغلاق فتحة التنفس التي كانت في رقبته.
وفي الوقت الذي ابدت في السفارة الاسبانية اهتماما بحالة محمد لتركيب عين صناعيه مكان المفقوده، غابت السفارات العربية على السؤال عنه او عن اي من عينيه.
اما ايمان فلازالت تتلقى العلاج بالمضادات لازالة الالتهابات التي خلفتها الكسور والجروح التي اصيبت بها جراء العدوان الصهيوني على منزل عائلتها المكون من سبعة افراد وحولها مابين شهيد وجريح.
امام ابراهيم الذي بدأ يتذمر من طول اقامته في المستشفى وبدا التحسن باديا على معالم وجهه وابتسامته التي فارقته منذ لحظة وصوله للمستشفى، اجريت له عملة ازيلت من خلالها شضية كانت مستعصية على الاطباء في ركبته، ولايزال الاطباء يبذلون جهودا لازالة ماتبقى من شضايا في جسده، بعد ان تمكن من ازالة شضية حركتها معجزة اليه من رأسه.
اما اسراء التي وصلت الى المستشفى قادمة من القطاع قبل نحو اسبوع فتعاني من ارتخاء القدم اليمنى جراء اصابة عصب رئيسي يجري الاطباء محاولات لترميمه.
ومن جانبه اشاد عضو لجنة دعم فلسطين وغزة في نقابة الصيادلة الدكتور اياد ابراهيم بالخدامت الطبية التي يقدمها الكادر الطبي في المستشفى والذي كانت له اثار في التحسن الكبير الذي طرأ على حالة الاطفال.
الوفد الصيدلاني الذي ضم الدكتور ابراهيم لافي والدكتورة هاما عرفات اكد ان الاطفال يتمتعون بمعنويات عالية ووضع صحي مطمئن، وشكر المستشفى على تحمله تكاليف علاج الاطفال وتكفله باجراء العمليات التجميلية اذا تطلب الامر.

تعليقاتكم