مقالات طبية

نوبات الهلع .. الشفاء ممكن

صحة نيوز – إذا كنت تعاني من نوبات الهلع، فإن الهدف من العلاج يتمثل في التخلص من كافة الأعراض التي تصيبك. وبالحصول على العلاج الفعَّال، يستطيع معظم المرضى في النهاية استئناف أنشطتهم اليومية.

وتتمثل الخيارات الرئيسية لعلاج نوبات الهلع في العلاج النفسي والأدوية؛ فكلا العلاجين فعّال في التغلّب على المرض، ومن المرجح أن يوصيك الطبيب بالخضوع للعلاج باستخدام إحدى الطريقتين أو كليهما، بناءً على ما تفضّله وتاريخك المرضي وحدّة اضطراب الهلع لديك ومدى توفر اختصاصيي العلاج الحاصلين على تدريب خاص في علاج اضطرابات الهلع في منطقتك.

* العلاج النفسي
يُعد العلاج النفسي، والذي يُعرف أيضًا باسم العلاج بالحديث أو العلاج السلوكي، أول الاختيارات الفعَّالة لعلاج نوبات الهلع واضطراب الهلع، ويمكن أن يساعدك العلاج النفسي على فهم طبيعة نوبات الهلع واضطراب الهلع وتعلّم كيفية التكيّف معها.

ويمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تعليمك من خلال التجربة الذاتية التي تتعرض لها أن أعراض الهلع ليست خطيرة.

وأثناء الجلسات العلاجية، سوف يساعدك اختصاصي العلاج على إعادة تمثيل أعراض نوبة الهلع تدريجيًا ولكن في مكان آمن وداعم، وبمجرد أن تبدو الأحاسيس البدنية للهلع أنها لم تعد مصدرًا للتهديد، يبدأ التعافي من النوبات.

ويمكن أيضًا أن يساعدك العلاج الناجح في التغلب على الخوف من المواقف التي كنت تتجنبها خشية التعرض لنوبات الهلع.

وقد ينصحك اختصاصي العلاج بعقد لقاءات أسبوعية عند بدء الخضوع للعلاج النفسي، وقد تبدأ في ملاحظة التحسّن الذي طرأ على أعراض النوبات خلال عدة أسابيع، وغالبًا تقل الأعراض بدرجة كبيرة أو تتلاشى خلال عدة أشهر.

وفي ظل تحسن الأعراض، يضع المريض بالتعاون مع اختصاصي العلاج خطة لتقليل العلاج تدريجيًا، ويمكنك الموافقة على تحديد مواعيد لزيارات مداومة من حين لآخر لضمان بقاء نوبات الهلع قيد السيطرة.

* الأدوية
يمكن أن تساعد الأدوية في تقليل الأعراض المصاحبة لنوبات الهلع بالإضافة إلى الاكتئاب إذا كان يسبب مشكلة لك، وقد أظهرت أنواع عديدة من الأدوية فاعليتها في السيطرة على أعراض نوبات الهلع، وتشمل:

1. مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI)
تُعد آمنة بشكل عام إلا من مخاطر قليلة للتعرض لآثار جانبية خطيرة، ويوصي الأطباء عادةً بهذه النوعية من مضادات الاكتئاب كاختيار أول من بين الأدوية التي تعالج نوبات الهلع، وتشمل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية التي تعتمدها هيئة الغذاء والدواء (FDA) لعلاج اضطراب الهلع فلوكستين (بروزاك) وباروكستين (باكسيل وبيكسيفا) وسيرترالين (زولوفت).

2. مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورابينيفرين (SNRI)
وتمثّل هذه الأدوية فئة أخرى من أدوية مضادات الاكتئاب، ويسمى العقار المثبط لإعادة امتصاص السيروتونين والنورابينيفرين باسم فينلافاكسين هايدروكلورايد (إيفكسور إكس آر) وهو معتمد من هيئة الغذاء والدواء لعلاج اضطراب الهلع.

3. البنزوديازيبينات
تنتمي هذه المهدئات الخفيفة إلى فئة الأدوية التي تسمى مضادات الاكتئاب الخاصة بالجهاز العصبي المركزي، وقد يتسبب تناول البنزوديازيبينات في إدمانها (والتسبب في حدوث إدمان بدني ونفسي)، وخاصة عندما يتناولها المريض لفترات طويلة أو بجرعات كبيرة، وأما البنزوديازيبينات المعتمدة من هيئة الغذاء والدواء لعلاج اضطراب الهلع، فتشمل ألبرازولام (نيرافام وزانكس) وكلونازيبام (كلونوبين) ولورازيبام (أتيفان).

وإذا كنت تسعى للحصول على الرعاية في غرفة الطوارئ للعلاج من علامات وأعراض نوبة هلع، قد يقدم لك الأطباء البنزوديازيبين للمساعدة على إيقاف النوبة.

وفي حال ثبت عدم فعالية أحد الأدوية في علاجك، فقد يوصيك الطبيب باستبداله بدواء آخر أو الجمع بين أدوية محددة لزيادة فاعليتها، وينبغي أن تدرك أن الأمر قد يستغرق عدة أسابيع لملاحظة تحسّن الأعراض بعد بدء تناول الأدوية للمرة الأولى، كما أن كافة الأدوية تتضمن مخاطر التعرض للآثار الجانبية وبعضها قد لا يُنصح بتناوله في مواقف محددة، مثل حالات الحمل. تحدث مع الطبيب حول الآثار الجانبية والمخاطر الممكنة

تعليقاتكم