أعمدة المهنة

يوسف القسوس رفيق القلوب المتعبة

هو علم من اعلام الطب في الاردن اسمه اقترن باسم القلب وهو طبيب القلوب في اعمدة المهنة نتجول في اسماء قدمت واعطت وصنعت اسما للاردن في العالم وفي الوطن العربي حتى لا ننسى من حملوا الراية في البداية والراية تحمل في كل المجالات
الزميل هشام عودة والدكتور يوسف القسوس

حمل رتبة فريق، ويسبق اسمه دائما لقب الباشا، لكن الدكتور يوسف القسوس ظل في العيادة والمستشفى طبيبا بارعا، يعرف

دقات قلوب مراجعيه المرضى والأصحاء، ويميز من بينها تلك القلوب العاشقة التي تدخل عيادته طلبا للشفاء.
في مدينة الكرك، مطلع الأربعينات من القرن الماضي ولد الدكتور يوسف القسوس الذي أنهى دراسته الثانوية في مدرسة المطران بعمان، قبل أن يلتحق مطلع الستينات بجامعة عين شمس بالقاهرة لدراسة الطب، تلك العاصمة التي لم تكن هادئة تماما عندما حط ذلك الشاب الكركي رحاله فيها، فقد شاهد في عيون الناس ردة فعلهم الغاضبة على جريمة الانفصال التي تعرضت لها أول وحدة في التاريخ العربي الحديث، رغم أن مصر حافظت على اسمها “الجمهورية العربية المتحدة” كما شاهد عن كثب انجازات نظام الرئيس جمال عبد الناصر، وتعرف إلى دور القاهرة الإقليمي والدولي في تلك المرحلة.
غادر الدكتور يوسف القسوس الجامعة بعد حصوله على بكالوريوس في الطب عام 1965، ودبلوم في الأمراض الباطنية عام 1966، ليلتحق أبو طارق بعد تخرجه مباشرة بالقوات المسلحة، التي أوفدته في فترات لاحقة إلى بريطانيا والولايات المتحدة للتخصص في أمراض القلب.
تدرج الدكتور يوسف القسوس في الرتب العسكرية والمواقع الإدارية في عمله إلى أن أصبح في العام 1991 مديرا للخدمات الطبية الملكية، بعد أن تولى إدارة مدينة الحسين الطبية ومركز الملكة علياء لأمراض القلب فيها.
أثناء خدمته في القوات المسلحة وجد الدكتور يوسف من وقته ما ساعده لدخول قاعة الدرس في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا، ليقدم خلاصة علمه وخبرته لطلبة كلية الطب، ويتخرج على يديه “جيش” من الأطباء المنتشرين اليوم في مختلف المؤسسات الصحية داخل الأردن وخارجه.
أوائل كثيرة أنجزها الدكتور يوسف القسوس في مجال جراحة القلب في مسيرته المهنية الممتدة على مساحة أكثر من أربعة عقود، ما تزال حاضرة في سجله الطبي الحافل بالانجازات المتميزة، وقد بدأت اوائله منذ العام 1985 وهي أوائل تتعلق بعمليات جراحية غير مسبوقة في الأردن،ولم تنتهِ حتى اليوم.
وهو عضو في العديد من الجمعيات والمنظمات الطبية وزميل في أكثر من جمعية وكلية طبية في العديد من دول العالم.
وأثناء مسيرته العامرة بالنجاح حصل الدكتور يوسف القسوس على عدد من الأوسمة الرفيعة تقديرا لدوره ومكانته الطبية المرموقة، ليس على صعيد الأردن فقط، بل على صعيد الإقليم أيضا.
ابنته رلى طبيبة تخصصت بأمراض السكري والغدد الصماء، فيما ذهب ابنه طارق للتخصص في أمراض القلب، ربما تأثرا بمسيرة والده، وانطلاقا من مقولة “من شابه أباه”، وذهبت ابنته رانية لدراسة التربية الخاصة، في وقت تحمل فيه شريكة حياته نجوى القسوس تخصص الإدارة العامة.
عيادته تغص بالمراجعين الذين يضعون قلوبهم المتعبة بين يدي هذا الجراح البارع، الذي ظل بمهنته وسلوكه قريبا من نبض الناس، قريبا من أوجاعهم، لذلك قد يحتاج البعض من هؤلاء إلى زمن مسمى ليصل إلى سرير الفحص في العيادة المكتظة بالمتعبين من مختلف الشرائح الاجتماعية والاقتصادية.
من المؤكد أن طبيبا يحمل لقب الباشا اسمه يوسف القسوس هو واحد من أكثر الناس معرفة بأوجاع القلوب وتنهدات أصحابها، ويمكن أن يقول بصوت عالٍ مستند إلى دراية بأن الشعر يتناقض تماما مع العلم، وان القلوب ليست مخزنا للعشق كما صورها الشعراء، بل تنطلق منها الحياة عبر دورة الدم المتجددة.
ويستطيع أبو طارق أن يقول أيضا أن قلوب الرجال والنساء متشابهة، ولا توجد قلوب قاسية وأخرى ناعمة، إلا في خيال الشعراء والعشاق، لكنه يعرف بالتأكيد متى تزداد دقات قلوب مراجعيه ومتى تبدو بطيئة، ويستطيع بسهولة تقدير حجم تدفق الدماء في الشرايين المتعبة.
بسبب خبرته وانجازاته في مجال تخصصه، شارك الدكتور يوسف القسوس محاضرا وباحثا ومستشارا في العديد من المؤتمرات الطبية، داخل الأردن وخارجه، وصار اسمه وحجم انجازاته معروفين في الكثير من دول العالم.
لم يقطع علاقته مع الكرك، مدينة الأهل والعشيرة والذكريات البعيدة، لذلك صار طبيعيا أن يصبح الطبيب البارع الذي يحمل لقب الباشا “عمدة” أهله، وكبيرهم في المجالس الاجتماعية، وفي التصنيفات السياسية والفكرية يقف الدكتور يوسف القسوس في خندق الوطن والأمة، منحازا لأوجاع الفقراء والمتعبين.

تعليقاتكم