أكد اخصائيون ان امراض القلب والشرايين السبب الاول للوفيات في المملكة بواقع 40% من مجمل الوفيات سنويا واكثر الاصابات المكتشفة بين سن الـ 40 و55 عاما اضافة الى اكتشافها في اعمار اقل من ذلك بينما عالميا تسجل اصابات امراض القلب بين 65 و70 ويعد تصلب الشرايين من أهم الأسباب المؤدية لأمراض القلب في الاردن والعالم.
واكد اطباء لـ»الدستور» على هامش الاحتفال بيوم القلب العالمي ان عدد الحالات المشخصة للاصابة بامراض القلب والشرايين في ازدياد ويرجع ذلك الى الوعي الصحي للاعراض المصاحبة للمرض والتي كانت نوعا ما مجهولة سابقا.
ويعتبر التوتر الشرياني العبء الأكبر على أطباء وجراحي القلب، وتعود اسبابه الى ارتفاع الضغط والسكري والبدانة والزيادة في نسبة الكوليسترول والتدخين بشكل رئيس، إضافة الى الخمول وقلة النشاط البدني اضافة الى الاستعداد الوراثي للعائلة، حيث اوضح الاطباء ان ارتفاع ضغط الدم لدى الاردنيين يصل الى 39% وهو من اكثر الامراض المزمنة انتشارا.
ويؤكد الاخصائيون ان حالات الازدياد بامراض القلب تعود لعدم اتباع منهج صحي في تناول الطعام واسلوب الحياة وعدم الاهتمام بمرض السكري بالشكل الامثل اضافة الى الضغط النفسي وحالات التوتر.
وعرّف الاطباء تصلب الشرايين بانه عندما تفقد مرونتها وليونتها والقدرة على الانقباض والانبساط، بسبب ترسب وتراكم الدهون المؤكسدة على طول جدران الشرايين؛ ما يؤدى الى ضيق الشريان ويكون ترسب الدهون داخل جدار الشريان على شكل نتوءات ويتحول السطح الأملس الى الخشن، ما يسهل التصاق الصفائح الدموية وكريات الدم بجدار الشريان ما يؤدى الى زيادة ضيق الشريان وتقليل تدفق الدم والأكسجين عبر هذا الشريان وربما انسداد الشريان كاملاً.
وفي حال انسداد كامل للشريان فإن هذا يؤدى الى موت العضو أو الجزء المعتمد على هذا الشريان كما يحدث عند موت جزء من عضلة القلب نتيجة إنسداد الشريان التاجى الذي يغذي هذه العضلة، والانسداد التام هو حدوث نوبة أو سكته قلبية، والحالات الاكثر خطورة عندما تسد شرايين القلب أو الشرايين التي تغذي الدماغ.
وشدد الاخصائيون على ان زيادة الوزن والسمنة تؤدي إلى الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية وارتفاع ضغط الدم بحوالي ثلاثة أضعاف وبمعدل يصل إلى عشرة أضعاف للإصابة بالسكري من النوع الثاني مقارنة مع الأفراد من ذوي الوزن الطبيعي، مضيفين أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للاصابة بسرطان القولون والثدي والكلى وسرطانات بطانة الرحم.
يشار الى أن الدراسات الوطنية بينت ارتفاع معدلات زيادة الوزن والسمنة بين الإناث الأردنيات خلال خمس السنوات الأخيرة لتصل إلى 84 بالمئة مقارنة بـ 70.4بالمئة عام 2006 في حين وصلت عند الرجال حوالي 80 بالمئة مقارنة بـ 63.3 بالمئة، وهذا مرتبط بعدم ممارسة النشاط البدني،حيث ان المسح الوطني بين أن 79بالمئة من المواطنين لا يمارسون أنشطة بدنية.
وحذر الاطباء من ان البدانة تزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية والرئوية لدى الاردنيين نساء واطفالا، داعين الى ممارسة الانشطة الرياضية لمدة نصف ساعة باليوم وخاصة المشي وطالبوا باعتماد نمط غذائي متوازن والابتعاد عن الوجبات السريعة الغنية بالدهون.
واشارت دراسة وطنية الى إن خفض 10 كيلوغرامات من وزن الشخص المصاب بالبدانة يسهم في تقليل الوفاة بنسبة 10 % والإصابة بالضغط بنسبة 20 % وبالسكري30 % و40 % من الدهون.