مجتمع الصحة

أمهات مدربات.. الطريق الأقصر للتعامل مع حالات التوحد

تحت رعاية وزيرة التنمية الاجتماعية، المحامية ريم أبو حسان، أقيم يوم الثلاثاء الماضي حفل تخريج الأمهات المشاركات في دورة التوحد الشامل التي عقدتها جمعية رعاية وتأهيل مبدعي التوحد. وأطلقت خلال تلك المناسبة عشر رسائل، مؤكدة أن ذوي الإعاقة هم أصحاب حقوق مدنية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، والتي كفلتها التشريعات الوطنية والإقليمية العربية والعالمية.
وكانت 15 من أمهات الأطفال التوحديين قد حضرن دورة في التوحد وكيفية التعامل مع أطفالهن، والتي امتدت نحو 20 ساعة تدريبية، وتوزعت موضوعاتها على النطق وسبل تحسينه لدى الأطفال التوحديين، وأساليب التعامل معهم وتحسين سلوكهم، في جمعية رعاية وتأهيل مبدعي التوحد، مجاناً.
وحول مشاركة الأمهات في الدورة، ركزت عدد منهن في أحاديث مع “الغد” على أهمية التدريب ودعم مؤسسات المجتمع المدني في هذا الإطار، بسبب ارتفاع الكلف على العائلات التي يكون من بين أفرادها طفل يعاني من التوحد.
وقالت أم عيسى، إحدى المشاركات في دورة التوحد الشامل التي نفذتها جمعية رعاية وتأهيل مبدعي التوحد، أن الدورة اشتملت على العديد من الأمور العملية والتي تتسم بكيفية التعامل مع الاطفال. وبينت أن الأمهات يعانين من قلة التدريب والتأهيل، ما يضعهن في مواجهة التعامل مع المراكز المتخصصة ويجعل الكلف المالية عبئاً ثقيلاً لا تقوى عليه العديد من العائلات.
ومن جهتها، قالت ندين شور التي شاركت في الدورة، أن عملية دمج الأطفال المصابين باضطراب التوحد هي واحدة من أهم المسائل التي تم التطرق إيها، حيث يجب الاعتماد على الذات لتدريب الأطفال على ذلك.
ولفتت الى أن اضطراب التوحد وكلفة علاجه المرتفعة تأتي أيضاً من أهمية عمل العديد من المتخصصين مع الطفل، سواء مدرب العلاج الوظيفي أو النطقي أو السلوكي، إلى جانب الأم والأهل ككل، حتى يتسنى النجاح في هذه المهمة.
وبينت شور أن العديد من العائلات في الخارج وفي الداخل أيضاً، سطرت العديد من قصص النجاح نتيجة تكاتف الجهود والتدريب والتأهيل المتواصل حتى هزمت التوحد. كما أن هناك الكثير من المصابين باضطراب التوحد ممن حققوا نجاحات كبيرة على شتى الصعد.
لكن شور بينت أن الدورة تطرقت أيضاً أثناء النقاشات التي دارت بين الأمهات إلى صعوبات عملية دمج أطفال اضطراب التوحد ومعاناتهن مع المدارس.
وقالت حنين الأطرش، التي يعاني طفلها من التوحد ويبلغ من العمر ست سنوات، إن الدورة مفيدة. وأضافت: “تعلمنا أساليب جديدة حول كيفية تحسين إنتاج لغة أطفالنا، وكيفية تعزيز التواصل البصري معهم.. كنت أبحث عن دورات لزيادة معرفتي، ولكن الأسعار لم تكن معقولة”.
وقالت جيهان خوري، وهي أم لطفل مصاب بالتوحد ويبلغ من العمر تسع سنوات، إنها تعلمت تقنيات مثل كيفية إعادة تشكيل سلوك الطفل ومساعدته في التقليل من الاعتماد على المختصين باهظي الكلفة.
من جهته، قال جميل أبو طربوش، مدرب الدورة التي استمرت لنحو 20 ساعة، والتي احتوت على سبل الكشف عن اضطراب التوحد واختبارات التقييم، وتطبيق التقنيات العالمية، إنه تم تدريب النساء أيضاً على كيفية صناعة الوسائل التعليمية من البنود المعاد تدويرها.
وأبرز أبو طربوش أن تقييم وإعادة تأهيل الأطفال المصابين بالتوحد مكلف، ولا يمكن تحمله بالنسبة للعديد من الأسر.
وقالت اختصاصية اللغة والنطق إيمان درويش، إن انتشار اضطرابات النطق واللغة عادةً ما تظهر مصاحبة لاضطرابات أخرى، مشيرة إلى أن 20 بالمئة فقط من ذوي الاحتياجات الخاصة يتلقون خدمات علاجية للغة والنطق، على الرغم من حاجتهم الماسة لذلك.
وحول أهم خصائص الأطفال التوحديين، قالت درويش إن ضعف مهارات التواصل هو أول وأهم مشكلة لديهم، حيث أن 50 بالمئة منهم لا يستطيعون الكلام حتى مع التدخل العلاجي، بالإضافة إلى الصخب المستمر والخلط بين الضمائر والتحدث عن الحقائق وليس الأفكار والمشاعر، إلى جانب تكرار الجمل والعبارات.
وذهب رئيس جمعية رعاية وتأهيل مبدعي التوحد يوسف ضمرة الى أن وجود اتصالات مع الأمهات هو الطريقة الأكثر أهمية لمساعدة العائلات والسبيل إلى تحقيق الهدف الذي أنشئت لأجله الجمعية، باكتشاف الموهوبين منهم، والذين يشكلون حوالي 10 في المائة من حالات التوحد على مستوى العالم.

تعليقاتكم