اسرة و صحة

حافظى على أنف طفلك

طالما نستطيع أن نتنفس ونشم بشكل طبيعى، لا نشعر بمدى أهمية الأنف، ولكننا نشعر بأهميته فقط عندما نصاب بالبرد ويحدث انسداد بالأنف أو إذا حدثت إصابة به. في الواقع يجب أن ننظر إلى الأنف على أنه جزء هام للغاية من أعضاء جسمنا وللوظائف التي يقوم بها وللدقة التي يقوم بها بهذه الوظائف.
منذ لحظة الولادة، يقوم الأنف بمهمته الأساسية وهي التنفس، ورغم أن هذه المهمة بالنسبة لنا تعني فقط إدخال وإخراج الهواء الذي يجعلنا أحياء، إلا أن كيفية قيام الأنف بهذه المهمة هو في الواقع أمر أكثر تعقيداً.
في البداية، وبحسب موقع”msn” يقوم الأنف بمنتهى الكفاءة بتنقية الهواء الذي يدخل إليه من كل الأشياء الضارة التي قد لا تُرى بالعين المجردة والتي قد لا تتعدى حجم حبة اللقاح. يقوم الأنف كذلك بترطيب الهواء الذي يدخل الأنف وذلك لحماية الأغشية المبطنة للرئتين والشعب الهوائية من الجفاف. من الوظائف الهامة الأخرى للأنف هي حاسة الشم للتعرف على الروائح الطيبة أو الكريهة.
يوضح د. أحمد طنطاوي – أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب جامعة الإسكندرية – قائلاً:”إن حاسة الشم توجد مع الطفل منذ لحظة ولادته، وبمرور الأيام تساعده حاسة الشم على التعرف على أمه من بين الأشخاص الآخرين”. وبالتالي ولكل هذه الوظائف التي يقوم بها الأنف يجب أن يتم التعامل مع أي مشكلة تظهر فيه في الحال وبشكل جيد.
احتقان الأنف:
تحدث هذه الحالة عندما يتورم الغشاء المبطن للأنف نتيجة التهاب الأوعية الدموية. يوضح د. أحمد طنطاوي أن احتقان الأنف يظهر أساساً نتيجة الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا، التهاب الجيوب الأنفية وأنواع الحساسية التي تصيب الأنف مثل حمى القش. يؤدي احتقان الأنف إلى ضعف القدرة على الشم والتذوق مما يدفع الطفل للتنفس من فمه وهذا يؤدي إلى جفاف الفم وبالتالي يزيد تعرض الطفل لالتهابات الفم والحنجرة. بالإضافة إلى ذلك فإن الأطفال الصغار يجب أن يتنفسوا من الأنف لأنهم لا يكونون قادرين بعد على التنفس من الفم مما يعوق عملية الرضاعة كما قد يعرض الطفل لمخاطر تهدد حياته مثل الاختناق أثناء النوم، لذا يجب التعامل مع هذه المشكلة بشكل فوري.
ينصح د. أحمد باستخدام محلول ملحي خاص بالأنف لإذابة المخاط ويمكن تكرار استخدامه كلما احتاج الأمر لذلك لأن المحلول الملحي ليس له أضرار جانبية. يمكن أيضاً استخدام شفاط الأنف لشفط المخاط.
يضيف د. أحمد قائلاً: “يمكن أيضاً استخدام مضادات احتقان الأنف – تحت إشراف الطبيب – لتسهيل عملية التنفس، لكن يجب أن يتوقف استخدامها خلال ثلاثة إلى أربعة أيام لأنها تسبب أضراراً جانبية مثل جفاف الغشاء الداخلى المبطن للأنف، كما أن الطفل قد يعتمد على تأثير هذه المضادات كوسيلة للتنفس”.
نزيف الأنف:
يوضح د. أحمد قائلاً:” رغم أن نزيف الأنف قد يكون نتيجة إصابة الأنف، أو وجود اعوجاج في الحاجز الأنفي، أو ورم في الأنف، إلا أن النزيف الأكثر شيوعاً والذي يحدث للأطفال الصغار سببه غير معروف.
يحدث هذا النزيف في الأوعية الدموية الموجودة بالجزء الأمامى من الأنف وعادةً ما يتوقف تكرار هذا النزيف عند سن البلوغ.” يقول د. أحمد أن الإسعافات الأولية التي يجب أن تتبع في حالة نزيف الأنف هي الضغط على الطرف الأمامى للأنف باستخدام الإبهام والسبابة مع إمالة الرأس إلى الأمام لمنع الطفل من ابتلاع الدم. يضيف د. أحمد قائلاً:”إذا كان النزيف متكررا ويعوق أنشطة الطفل اليومية، فإن قيام الطبيب بعمل كي كهربائي أو كيميائي للأوعية الدموية هو الحل الجذري للمشكلة.”
إصابات الأنف:
يقول د. أحمد إن إصابات الأنف قد تحدث نتيجة ضربة مباشرة بالأنف، وجود جسم غريب في الأنف، إدخال إصبع أو أي شيء في الأنف، أو حدوث كسر أو شرخ في الأنف. في حالة حدوث كسر في الأنف وتحرك عظمة الأنف، أو في حالة دخول جسم غريب في الأنف واستقراره بها، يجب اللجوء إلى الطبيب. إذا لم تكن الإصابة قد أصابت عظمة الأنف، يمكن علاج الإصابة باستخدام كمادات باردة لمدة 24 ساعة ثم استخدام كمادات دافئة لمدة يومين أو ثلاثة وتناول دواء مضاد للالتهاب – النوع الذي يقرره الطبيب.
المخاط:
يقول د. أحمد إن الألوان المختلفة للمخاط تدل على اختلاف الحالة المرضية. فعند الإصابة بحساسية الأنف، يكون المخاط خفيفاً وشفافاً، كما أن هذه الحالة تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل العطس وأكلان في العينين. عندما يكون المخاط أصفر مائلا إلى الخضار، يدل ذلك على وجود التهاب في الجيوب الأنفية.

تعليقاتكم