أخبار الصحة

البربيطة وسيل الحسا.. بحاجة لكهرباء ومراكز صحية

مرايا – تعيش 120 عائلة في منطقة البربيطة وسيل الحسا التي تبعد عن مركز محافظة الطفيلة 50 كم، بدون كهرباء او مياه صالحة للشرب او مراكز صحية، حيث يقطنون في خيم قماشية وبلاستيكية مهترئة، لا تحميهم من برد الشتاء القارص ولا من حرارة الصيف.
كما ان هؤلاء المواطنين محرومون من أبسط مقومات الحياة الكريمة والخدمات الأساسية ويعيشون بفقر شديد وظروف اقتصادية وصحية وتعليمية وخدماتية صعبة.
يقول مختار منطقة البربيطة وسيل الحسا أبو عاطف ان عدد العائلات في منطقة البربيطة حوالي الـ 35، ولا يوجد دخل ثابت لأكبر شريحة منهم، فهم يعيشون للان ببيوت شعر بسبب الفقر، ويخبزون على النار لعدم توفر مخبز قريب في المنطقة، مبينا انهم يحصلون على المياه من الابار باستخدام الدواب ولا يوجد خط مياه يصل للخيم حتى ان المياه التي يشربونها غير صالحة للشرب. كما ان قطاع التعليم مهمش إذا تبعد المدارس عن الطلبة حوالي (10-12) كم ويذهبون اليها سيرا على الاقدام، مبينا ان الفتيات لا يستطعن اكمال تعليمهن بسبب طول المسافة وصعوبة الوصول للمدينة مما يجبرهن على ترك التعليم بعمر مبكر.
ونوه أبو عاطف الى ان المواطنين عند اصابتهم بوعكات صحية او امراض لا يستطيعون الذهاب للمركز الصحي، اذ ان اقرب مركز صحي لهم هو (أبو بنا) يبعد 16 كم، ولا يوجد حتى مواصلات من المركز الصحي للمنطقة.
وقال ان أهالي المنطقة يعانون لعدم توفر خط مواصلات يصل لمركز محافظة الطفيلة لقضاء حاجاتهم او متابعة وضعهم الصحي او حتى لإكمال دراستهم في الجامعات وغيرها العديد من الأمور، منوها الى ان اكبر عائق يقف امامهم للخروج من القرية والسكن في المدنية هو عدم توفر دخل شهري يمكنهم من شراء قطعة ارض او بيت او حتى دفع اشتراكات مياه او كهرباء.
وعند سؤال أبو عاطف عن اهم احتياجات المنطقة أجاب «نحن نحتاج للطحين والغذاء الصحي والتعليم».
يعاني المواطن حسين سالم من عدم وجود دخل ثابت لاعالة عائلته التي تتكون من 13 فردا، فهم يخبزون في البيوت على النار، وعدم توفر كهرباء يجعلهم يعيشون حياة بدائية بدون ثلاجات وغيرها من الاجهزة الكهربائية.
يجد حسين صعوبة في الوصول للمياه في بعض الينابيع بسبب بعدها عنهم، اضافة الى انها غير صالحة للشرب اذ تحتوي على العديد من المعادن وذات لون يميل للأحمر، متمنيا ان ينعم اطفاله بشرب مياه صالحه للشرب.
يذكر حسين ان المدرسة تبعد عن ابنائه 11 كم ويذهبون سيرا على الاقدام، وفي أيام البرد الشديد يستأجر سيارة لنقلهم مع أبناء جيرانه على حسابه الخاص، منوها الى ان الفتيات لا يستطعن اكمال دراستهن بسبب بعد المدارس وخوفا عليهن من برد الشتاء وحرارة الصيف، وذكر انه لا يوجد طبيب يتابع حالاتهم الصحية.
وقال انه يعيش في بيت شعر لأنه لا يملك المال للعيش في المدنية كونها تحتاج الى دخل ثابت للعيش فيها، مطالبا بضرورة توفر المواد الغذائية في المنطقة بالإضافة الى المياه الصالحة للشرب والمواصلات.
من جهته قال المواطن سالم العزازمة انه لا يملك دخلا ثابتا ويعيش هو وعائلته التي تتكون من 5 افراد عن طريق الزراعة والعمل اليومي، واشتكى من عدم توفر أي سوبر ماركت قريب لشراء احتياجات عائلته فاذا أراد التسوق اجبر على الذهاب للمدينة عن طريق طلب سيارة بقيمة 15 دينارا لتلبية احتياجاتهم، مبينا ان عدم توفر الكهرباء يمنعهم حتى من شراء ثلاجة لحفظ الطعام.
وبين سالم ان ابناءه يذهبون الى المدارس سيرا على الاقدام علما بانها تبعد لمسافة 10 كم، ولا يتوفر فيها صفوف للتوجيهي مما يجبرهم على توقيف الفتيات عن الدراسة بسبب بعد المدارس التي تدرس التوجيهي كمنطقة» العيص» او» البنا».
واوضح سالم ان اقرب مركز صحي يبعد عن عائلته حوالي 27 كم وهو مركز صحي العيسى، مطالبا بتوفير خط مواصلات ومركز صحي ليسهل عليهم العيش بسبب ظروفهم الاقتصادية الصعبة التي تمنعهم من الخروج من القرية والعيش في المدنية فهو لا يملك دخلا ثابتا يمكنه من تغيير طريقة عيشه.
المواطن « محمد» يملك دخلا ثابتا كونه موظفا في الطفيلة، لكنه يعاني من صعوبة المواصلات، حيث انه يخرج من بيته الساعة 5 فجرا لكي يستطيع الوصول لعمله بتمام الساعة الـ 8 صباحا، مشيرا الى ان 90 % من سكان البربيطة لا يملكون وظيفة تمكنهم من جني المال وتحسين أوضاعهم.
واضاف محمد انه لا يملك حتى ثلاجة في بيت الشعر الذي يسكن فيه بسبب عدم توفر الكهرباء، ويشتكي من المياه التي لا يجد سكان المنطقة غيرها يأخذونها من بئر ارتوازي وهي ذات لون احمر بسبب المعادن، ويبرر عدم مقدرة الفتيات على اكمال دراستهن بسبب عدم توفر مواصلات للمدينة فيقول «انا موظف وأجد صعوبة شديدة في الوصول لعملي، كيف يمكن لكي ان ادعم الفتيات لإكمال تعليمهن؟»، مبينا انه يعيش في البربيطة بسبب قلة التكلفة ولا يملك المقدرة المالية لشراء منزل او للخروج للعيش في المدينة، مطالبا بمركز صحي للمنطقة وخط مياه صحي ومواصلات.
سالم الجبايرة من منطقة سيل الحسا يضطر لطلب سيارة لنقله للمدينة للذهاب للمستشفى بتكلفة 15 دينارا لتقلي العلاج، قال انه يعيش في بيت شعر والرياح تضرب به من كل جهة، وحذر من ان العديد من سكان المنطقة اصابتهم امراض كلى بسبب شربهم للمياه الحمراء غير الصالحة للشرب، ولا يوجد طبيب يشرف على حالتهم لانهم يعيشون في منطقة «مقطوعة». وبين انه حاول الخروج للمدينة لكنه لم يستطيع لعدم قدرته على دفع اجار السكن.
من جهته اوضح مدير مديرية التنمية الاجتماعية في الطفيلة عبدالله الصقور ان التنمية تقدم مساعدات مالية وعينية سواء في الظروف العادية او في المناسبات مثل عيد الأضحى والفطر ورمضان او فصل الشتاء او في حالات طارئة مثل مرض رب الاسرة او حدوث حريق. كما تقدم وزارة التنمية خدمات التأمين الصحي للأسر الفقيرة او ذوي الاحتياجات الخاصة ليتم معالجتهم في المستشفيات والمراكز الصحية.

الدستور 

 

تعليقاتكم