مجتمع الصحة

التسول يغتال الطفولة وأضحى سلوكا وليس بدافع الحاجة

صحة نيوز – يبقى التسول سلوكا متكررا وظاهرة لن تنتهي او تخف نسبتها واصبحت مهنة تشكل ازعاجا واضحا للمواطنين وتسعى وزارة التنمية الاجتماعية إلى معالجتها بالتعاون مع شركائها وفقا للتشريعات الناظمة لعملها. وقد تطورت الظاهرة في الفترة الاخيرة، فبعد ان كان التسول مقتصرا على الاردنيين فقط ،لوحظ ان هناك متسولين سوريين ينتهجون اساليب مختلفة للتسول ورغم ذلك فإن التنمية الاجتماعية لا تنظر للمتسول حسب جنسيته وانما يتم التعامل معه ضمن القانون وتنطبق عليه العقوبات التي تنطبق على الاردنيين ايضا.
وياخذ التسول اشكالا مختلفة، فلم يعد يقتصر على الجلوس على حافة الطريق واستدرار عطف المواطنين بل اصبح المتسول يتظاهر بالاعاقة او المرض والعجز اضافة الى استغلال الاطفال بشكل واضح وتؤكد مصادر في وزارة التنمية ان نسبة التسول في ازدياد ملحوظ وان اغلب المتسولين اوضاعهم المعيشية مرضية ويرفضون تلقي المعونات الشهرية المتكررة لانهم يجنون من التسول ما يفوق قيمة هذه المعونات.
والظاهرة تنامت واصبحت تشكل ازعاجا للمواطنين ليس فقط في الشوارع بل في سياراتهم حيث يتعرضون لمضايقات من قبل المتسولين الذين يطرقون النوافذ ويحاولون بكافة الوسائل المتاحة استدرار عطفهم.
ولو بحثنا عن واقع المتسولين ووضعهم لوجدنا ان هناك نسبة منهم لهم ارصدة بالبنوك ويمتلكون عقارات وسيارات ولكنهم يصرون على التسول ليس بهدف الحاجة بقدر ما هو سلوك اعتادوا عليه.
ومن بعض الأساليب التي اصبح معظم المتسولين ينتهجونها استغلال افراد اسرهم بالتسول فيقومون بتوزيعهم في اماكن مختلفة في ساعات الصباح الباكر وخاصة الاطفال منهم ثم يعود رب الاسرة في نهاية اليوم لجمعهم اضافة الى ان كثيرا منهم يتذرعون بالبيع وهم يقومون بالتسول فان رفض المواطن الشراء منهم فانهم يبدأون باستعراض جمل تدل على مرضهم او جوعهم وحاجتهم لشراء الطعام.
وهنا نؤكد ان التسول اصبح مهنة للكثيرين الذين لا يرغبون بالعمل الشريف خاصة وان جني الربح بالنسبة لهم يفوق ما يمكن ان يتقاضونه من العمل لنلاحظ ان تسول الصغار هو الامر السلبي لانهم يكونون ضحية اسرهم واستغلال واضح من قبلهم فتغتال طفولتهم على الشوارع ويقضون ساعات طويلة من يومهم تستنفد كل قواهم اضافة الى ما يمكن ان يتعرضوا له من اشكال العنف او الاساءة الجسدية اثناء تسولهم.
هؤلاء الأطفال ورثوا التسول والتذلل في عمر لا يتجاوز في كثير من الأحيان العشر سنوات، وألفوا العيش على جوانب الطرقات وافتراش صلابة الأرصفة، ولا يعرفون للمدرسة طريقا بوجود أشخاص احترفوا تشغيلهم حتى وان كانوا اهاليهم.

تعليقاتكم