مقالات طبية

القلق مفيد ويساعد في استشعار الخطر

صحة نيوز – أظهرت دراسة فرنسية حديثة أن القلق يعمل كـ “حاسة سادسة” بإمكانها إنقاذ حياتك، إذ وجد العلماء أن الأشخاص العصبيين أكثر تناغماً مع الخطر، بحسب صحيفة The Telegraph البريطانية.

العلماء ظنوا لعقودٍ طويلةٍ أن حالة “الانتباه المزمن” تعدّ سيئةً للصحة، لأنها تتسبب في ارتفاع هرمون الكورتيزول – أو ما يعرف بهرمون الإجهاد في الجسم -، والذي يلحق ضرراً بالخلايا.

كما كان يعتقد أن القلق يتسبب في حساسية مفرطة تجاه إشارات الخطر، ما يسبب حالةً دائمةً من الإثارة العصبية، فقد يصل الأمر إلى إضعاف قدرة الجسد على التفاعل سريعاً، كأن الشخص غارق في الخوف.

لكن دراسة جديدة أظهرت وجود فوائد لحالة اليقظة المفرطة، فالقلق يسمح لإشارات الخطر الوصول سريعاً إلى مناطق في المخ مسؤولة عن التصرف، حيث يتم إطلاق دفعة من الادريناليين واتخاذ رد فعل، سواءً بالهرب أو بالمقاومة.

وعلى العكس، فإن الأشخاص المسترخين لا يتفاعلون سريعاً عندما يستقبلون إشارات الخطر، فإشارات الخطر الأولية تنتقل إلى منطقة في الدماغ مرتبطة بالإدراك الحسي والتعرف على الوجوه.

العلماء اكتشفوا الاختلاف بعد مراقبتهم نشاط دماغ 24 متطوعاً خلال نظرهم إلى صور أشخاص يظهرون مستوى ما من التهديد، وأخرى هادئة.

العلماء وجدوا أن العقل قادر على رصد التهديدات الاجتماعية في مناطق الدماغ بطريقة سريعة وتلقائية، خلال 200 جزء من الثانية فقط.

تقول د. مروة الزين من المعهد الفرنسي للصحة والبحوث الطبية، “ردود الفعل السريعة هذه ربما كانت بهدف التكيف من أجل البقاء، على سبيل المثال نحن قد تطورنا جنباً إلى جنب مع الحيوانات المفترسة التي تستطيع الهجوم والعض واللدغ، وكانت القدرة على الرد الفعل السريع عند الذين يشعرون بالخوف تساعدهم في تجنب الخطر”.

تضيف الزين، “في الزحام، يمكنك أن تكون أكثر حساسية تجاه الوجوه العابسة الناظرة إليك، في حين ستكون أقل انتباهاً عندما ينظر الشخص الغاضب تجاه شخص آخر”.

وتوضح الطبيبة أن تعابير الوجه يمكنها نقل الإشارات الاجتماعية الهامة، كما يمكن لفهم هذه الإشارات أن يكون أساسياً في النجاه من التهديدات.

تعليقاتكم