اسنانك

انتفاخ المعدة وعلاجه

انتفاخ المعدة مرض شائع، ويختلف من شخص إلى آخر. فربما تنتفخ عند البعض بحجم بوصتين (البوصة تساوي 2.54 سم) وقد يتضاعف حجمها لدى البعض الآخر في يوم واحد. وبمجرد أن تفرّغ من محتوياتها تعاد الكرة صباح اليوم التالي.

فما أسباب هذه الحالة؟ وبماذا ينصح الخبراء الطبيون؟

هناك أسباب عديدة لانتفاخ المعدة منها:

الطعام المعاد تسخينه:

تقول لوسي دانيلز، اختصاصية التغذية في لندن، والرئيسة السابقة للجمعية البريطانية للتغذية: “يحدث الانتفاخ لدى بعض الناس عند تناول كميات كبيرة من الطعام،

فمنهم من أصيب به بمجرد تناول المعكرونة، أو الأرز، أو البطاطا خارج المنزل، وقد يرجع السبب في ذلك إلى أن هذه الأطعمة يعاد تسخينها.

ويبدو أن تسخين الأطعمة النشوية يغير من تركيبتها الجزيئية فيحولها إلى جزيئات مقاومة للنشا، يصعب هضمها في الأمعاء الدقيقة،

ولكنها تمر عبر الأمعاء الغليظة، فتنتج البكتيريا التي تساعد في تكسير الغازات، التي تؤدي في النهاية إلى الانتفاخ”.

وتضيف: “إذا لاحظت أنك تعاني بالفعل من الانتفاخ بعد تناولك هذه الأطعمة، فلا يعني ذلك أنه يجب عليك تجنبها، ولكن تأكد فقط أنها طازجة.

فالأغذية المحفوظة مثل الوجبات الجاهزة، والمخبوزات نصف المخبوزة قد تسبب أيضاً مقاومة للنشا”.

الخلل الهرموني:

الخلل الذي تعاني منه السيدات أثناء الدورة الشهرية سبب أساسي لانتفاخ أحشائهن، ولكن بالرغم من أن أغلبية السيدات يرجعونه إلى احتباس السوائل،

إلا أن السبب الحقيقي لحدوثه هو ارتخاء العضلات، حسب ليلى هانا، استشارية أمراض النساء والتوليد في مستشفى سلون في لندن.

تقول هانا: “تشعر كثير من النساء بالانتفاخ بعد الطمث، والسبب في ذلك يعود إلى زيادة معدلات هرمون البروجسترون.

فأثناء عملية التبويض تنتج المبايض كميات أكبر من البروجسترون، ما يؤدي إلى استرخاء عضلات البطن،

فتشعر المرأة في هذه الحالة أن أعضاء الأحشاء ليست مترابطة كالمعتاد، ما يعطيها الإيحاء بالانتفاخ، وتسوء هذه الحالة قبيل الدورة الشهرية”.

وتضيف: “عضلات الأمعاء تسترخي هي الأخرى، فتقل كفاءتها في تحريك الطعام داخل القناة الهضمية، ما يسبب الإمساك، والشعور بالانتفاخ.

ويمكن التغلب على ذلك بتناول الألياف”.

اقرأ أيضا: الألياف الغذائية والتوازن الغذائي أين يكمن سرهما؟

مضغ العلكة:

عندما تلوك العلكة، يدخل مزيد من الهواء إلى المعدة، ما يزيد من فرص حدوث الانتفاخ، حسب الدكتور البريطاني بيتر هورويل أستاذ الطب في مستشفى وايثينشاو في مانشستر.

يقول هورويل: “إن الأنواع الأخرى من العلكة الخالية من السكر لها تأثير أسوأ، لاحتوائها على مواد مثل سوربيتول وإكسيليتول،

اللذين يتخمران بفعل البكتيريا الموجودة في القناة الهضمية فيحدث الانتفاخ، وربما يتسبب ذلك في مشكلات أخرى عديدة.

وتوجد هذه المكونات أيضاً في المشروبات خالية السكر، كما أن الأكل بوتيرة سريعة قد يسبب الانتفاخ ويزيد الحالة سوءاً، لأننا نبتلع الهواء،

مثلما يحدث عند كل قضمة طعام، فبالتالي تزداد كميات الهواء المبتلعة بتزايد سرعة الأكل، أو بكثرة كمياته، وتزداد معه فرص الإصابة بالانتفاخ”.

النظام الغذائي الصحي:

يقول البروفيسور هورويل: “إن أي شيء صحي يسبب الانتفاخ، فالأطعمة الغنية بالألياف، مثل الحبوب، والفول، والبقوليات تسبب الانتفاخ بفعل تخمرها في القناة الهضمية،

فإذا كنت تعاني الانتفاخ بسبب تناول أي منها، فيجب عليك الإقلال من تناول الخبز البني، وخبز النخالة، وأيضاً الخضروات”.

وتقول دانيلز: “إن الوجبات الخفيفة التي من المفترض أنها صحية تمثل هي الأخرى مشكلة ثانية، فكثير من الناس لا يتوقفون عن تناول كميات كبيرة من الفاكهة الطازجة،

والجوز واللوز، وأنواع مختلفة من البذور، والتي تتعرض كلها للتخمر في الأمعاء، فتسبب مشكلات لدى الأصحاء، ولدى المصابين بمتلازمة تهيج الأمعاء على السواء”.

وتضيف: “يمكن أن يتسبب اتباع نظام غذائي في الانتفاخ إذا اتبع الشخص نظاماً غذائياً واحداً غنياً بالبروتين،

ويصاب كثيرون بالدهشة بسبب إصابتهم بالانتفاخ والإمساك، لعدم إدراكهم خلو نظامهم الغذائي الغني بالبروتين من الألياف”.

المضادات الحيوية:

تقول ماريانا وليامز، اختصاصية الحساسية: “قد يؤدي نقص أعداد البكتيريا الجيدة في القناة الهضمية إلى الشعور بالانتفاخ، فهذا النوع من البكتيريا،

المعروف أيضاً باسم فلورا الأمعاء تساعد على تحفيز عملية الهضم وعلى حفظ خلايا القناة الهضمية في حالة صحية جيدة.

ويمكن أن يؤدي تناول المضادات الحيوية، أو الإصابة بتسمم الغذاء إلى خلل في توازن هذه البكتيريا، ما يؤدي إلى تكاثر البكتيريا السيئة.

ويعني عدم التوازن هذا إمكانية إصابة الشخص بحساسية تجاه الأطعمة التي تتخمر في القناة الهضمية، ما يسبب الانتفاخ والغازات،

ويمكن أن يؤدي استخدام البروبيوتيك إلى استعادة توازن البكتيريا الجيدة مرة ثانية.

الضغط العصبي:

يقول بروفيسور هورويل: “إن هناك صلة وثيقة بين المخ والقناة الهضمية، وبالتالي فإن الشعور بالقلق يمكن أن يسبب مشكلات هضمية شديدة،

وتزداد قوة هذه الصلة في المصابين بمتلازمة تهيج الأمعاء، ما يسبب فرط حساسية القناة الهضمية تجاه عوامل عدة مثل الضغط النفسي،

أو اتباع نظام غذائي معين، أو تجاه الهرمونات، أو البكتيريا. وفي الحقيقة فالضغط النفسي والعصبي من أهم العوامل التي تسبب الانتفاخ.

فالحالة تزداد سوءاً إذا كان الضغط النفسي يعود لسنوات ماضية، وتفسير ذلك أنهم كانوا في الأساس يعانون مشكلات في المعدة،

بيد أنها كانت خاملة، ونشطت في شكل انتفاخات عند تعرضهم لضغط عصبي”.

اقرأ أيضا :نصائح لادارة أعراض القولون العصبي

مرض كاولياك:

تؤدي الإصابة بمرض كاولياك، والذي يصيب من لديهم حساسية تجاه الغلوتين، إلى الشعور بالانتفاخ، بالرغم من عدم معرفة السبب وراء ذلك.

تقول وليامز: “بالرغم من إدراكنا أن متلازمة تهيج الأمعاء هي المشكلة الأكبر، إلا أن الحساسية يمكن أن تسببها مشكلة في الجهاز المناعي،

فتحدث أعراض مشابهة لأعراض متلازمة تهيج الأمعاء، ولا يتم تشخيص المرض لسنوات”.

ومن الأعراض الشائعة التي تميز المرض عن المتلازمة تشمل الإصابة بالأنيميا بلا سبب واضح، إضافة إلى مشكلات في الخصوبة، وآلام في المفاصل.

تقول وليام: “إذا اعتقدت أنك تعاني حساسية ما تجاه أي نوع من الغذاء، قم بالاحتفاظ بسجل لغذائك طوال أسبوع، ودوّن فيه موعد تناولك الطعام،

والأعراض التي ظهرت عليك بعدها، ووقت ظهورها، وصنفها حسب شدتها”.

وينصح البروفيسور هورويل إنه يجب الذهاب للطبيب إذا لم ينقض الانتفاخ بحلول الليل، أو إذا زادت حدته.

اقرأ أيضا: اضطرابات الجهاز الهضمي لدى الأطفال.

حكايات طبية

أصيبت تيري تايلور (21 عاماً) بانتفاخ في المعدة بعد أن مرت بيوم عمل شاق. فقد كان محيط خصرها في الصباح 27 بوصة،

وبلغ في وقت الغذاء 33 بوصة، وثبت في المساء عند الرقم ذاته.

وتقول تيري: “عندما صحوت من نومي، كانت معدتي طبيعية، ولكنها انتفخت فجأة عند الظهر بعد انتهاء عملي.

تعجبت كثيراً لأنني لم أتناول على الإفطار سوى قطعتين من الوييتبوكس (وجبة مصنوعة من حبوب القمح)، وشريحتي خبز، وبعد عشر دقائق فقط شعرت باضطراب في معدتي”.

وعندما عادت تيري للمنزل في الثانية والنصف بعد الظهر، شعرت بالجوع فتناولت طبقاً كبيراً من الفول وقطعة من الخبز الأسمر، فانتفخ بطنها بمقدار 32 بوصة،

وبعد دقائق قليلة شعرت بآلام في المعدة.

وفي وقت كان من المفترض أن تستذكر دروسها استعداداً للامتحانات النهائية، تناولت تيري الخبز الأسمر والمعكرونة والخضروات على وجبة العشاء في التاسعة والنصف مساء ذلك اليوم،

ولكنها تركت ربع ما أعدته لعشائها بعدما أحست بأنها ليست على ما يرام وفجأة هبط قياس المعدة إلى 27 بوصة مرة ثانية.

وتعليقاً على ما أصاب تيري، يقول البروفيسور هورويل: “هناك أسباب عديدة لانتفاخ المعدة، فالبعض يعمد إلى شرب الماء أثناء وجود الطعام في فمه،

فتنتفخ المعدة، لكن ما عانته تيري ارتبط بالضغط العصبي وبنوعية ما تناولته من طعام، فانتفخ بطنها في الصباح ست بوصات وثبت الرقم، ما يدل على أن التوتر كان العامل الرئيس،

لأن أشد حالات الانتفاخ تتزامن في الأساس مع وقت تناول الوجبات”.

ويوضح البروفيسور هورويل أن نوعاً ما من الطعام قد يسبب الانتفاخ في يوم ما ولا يسببه في اليوم التالي،

ويضيف قائلاً: “أعتقد أن وجبات تيري الغنية بالألياف أدت إلى سوء حالتها، فالفول يسبب الانتفاخ وإلى وجود غازات بالمعدة”.

تعليقاتكم