اسنانك

تجنب المضاعفات الناشئة عن جراحة الفم واللثة

إن التقدم الكبير في أعمال جراحة الفم واللثة والأسنان خلال العقود الثلاثة الماضية جعل من الممكن لأخصائيي جراحة اللثة والأسنان القيام بالعديد من الأعمال الجراحية داخل الفم وبالتخدير الموضعي من مثل: جراحة اللثة، وقلع الأسنان العادي والقلع الجراحي للأسنان ولأضراس العقل المنطمرة، وجراحة الفم قبل تريب الأسنان، واستئصال بعض الأورام السليمة ومحدودة الحجم داخل الفم، إضافة لعمليات زراعة الأسنان التي تتم على مرحلتين؛ الأولى جراحية بالتخدير الموضعي، والثانية التركيب الثابت في مرحلة لاحقة.
إن القيام بأي من أعمال جراحة الفم والأسنان المذكورة أعلاه يستدعي اتخاذ الاحتياطات كافة لجعل جراحة الفم واللثة والأسنان آمنة وخالية من الحوادث، ورغم ذلك فإن المضاعفات قد تحصل لسوء الحظ، غير أن التدابير الآنية، والمتابعة الدقيقة لحالة المرضى يمكن أن تجنبهم الكثير من المضاعفات، الأمر الذي يستدعي المزيد من الوعي والاهتمام من كل من الطبيب المعالج والمرضى الذين يراجعونه.
وفي هذا السياق، يجدر بنا مراعاة الأمور الآتية:
– من الضروري معرفة السيرة المرضية للمرضى الذين يراجعون جراح الفم واللثة والأسنان فيما اذا كانوا يشكون من أمراض الصحة العامة: كأمراض القلب والسكري وضغط الدم وأمراض الكلى والحساسية للأدوية وغيرها… وذلك قبل المباشرة بإجراء آلية أعمال جراحية على الفم والأسنان، ومن واجب المريض التعاون مع طبيب الأسنان بالكشف عن أي أمراض يعاني منها… وفي هذا المجال يستحسن التشاور مع طبيب الصحة العامة، أو أخصائي القلب حفاظا على صحة المرضى وتجنب المضاعفات.
– عند النساء من المرضى يتوجب معرفة ما اذا كانت السيدة حاملا أم لا، وإذا كانت كذلك يتوجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل إجراء جراحة الفم والأسنان لها، وتجنب تصويرها بالأشعة الا عند الضرورة القصوى باتخاذ احتياطات وقائية خاصة بذلك… ومن الضروري التشاور مع طبيب الأمراض النسائية للمرأة الحامل في بعض الحالات قبل إجراء أعمال جراحة الفم والأسنان لها.
– من الضروري معرفة الأدوية التي يتعاطاها المريض قبل المباشرة بعمل جراحة الفم والأسنان، خاصة أدوية الكورتيزون أو الأدوية المميعة للدم والتي يتعاطاها مرضى الجلطة القلبية أو الدماغية أو المرضى الذين قاموا بتغيير الصمامات القلبية، تمهيدا لاتخاذ الإجراء الضروري منعا لحدوث نزيف حاد بعد الأعمال الجراحية على الفم والأسنان.
– من الضروري عمل صور الأشعة للأسنان، أو الصور البانورامية للفكين قبل جراحة الفم والأسنان، تمهيدا لوضع التشخيص الصحيح، ومن ثم المباشرة بإجراء جراحة الفم والأسنان بدون مضاعفات… وعلى المرضى التعاون مع جراح الفم والأسنان في هذا السياق.
– عندما يكون من الضروري إجراء جراحة الفم والأسنان للمريض في المستشفى تحت التخدير العام، عندها يتوجب إجراء فحص طبي شامل له قبل دخوله المستشفى للتأكد من لياقته الصحية.
– من الضروري الحصول على موافقة المريض البالغ، أو ولي أمره اذا كان طفلا، على أعمال جراحة الفم والأسنان قبل القيام بها… وغالبا ما تكون هذه الموافقة شفوية، فيما عدا الأعمال الجراحية التي يتم إجراؤها في المستشفى تحت التخدير العام حيث تكون هذه الموافقة خطية.
– إن جراحة الفم والفكين أو قلع الأسنان تعد جراحة عظمية تتطلب قدرا من الرض، مما يسبب بعضا من التورم والانتفاخ… كما أن بيئة الفم في الغالب غير نظيفة، مما يسبب الالتهاب بعد جراحة الفم والأسنان، مما يستدعي إعطاء المسكنات والمضادات الحيوية… ويتطلب قدرا كبيرا من تفهم المرضى وتعاونهم وصبرهم.
– من الضروري إعطاء المرضى تعليمات خطية مكتوبة للعناية بصحة الفم والأسنان بعد إجراء جراحة الفم أو قلع الأسنان لهم للتقييد بها منعا لحدوث المضاعفات، وعليهم التقيد الكامل بها… كما أنه من الضروري متابعة المرضى ومعاينتهم بعد ذلك لأسابيع عدة لحين الحصول على الشفاء التام.
الخلاصة: إن أعمال جراحة الفم واللثة وزراعة الأسنان كافة يمكن القيام بها بدون أي مضاعفات تذكر باتباع احتياطات وتدابير تتخذ قبل المعالجة او الجراحة، وفي أثناء القيام بها، وفي مرحلة المتابعة ما بعد إجرائها. 

تعليقاتكم