أخبار الصحة

تقرير .. ما يأمله مرضى ابناء غزة مع اجواء المصالحة الفلسطينية

 

صحة نيوز – بات الأمل وحده رفيق نهيل أحمد (15عام) التي تستلقي على أحد الأسرة البيضاء في مجمع الشفاء وبجانبها جهاز غسيل الكلى، يمتد منه أنبوب بلاستيكي يخترق جسدها الضعيف لنقل دمائها إلى جهاز يغسله ثم يعيده إلى جسدها نظيف خالي من السموم .
تختصر قسمات والدتها حالة القلق والحزن التي تشعر بها، ففلذة كبدها بحاجة إلى غسيل لكليتها ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة أربع ساعات، فهي تخشى من انقطاع الأدوية المتبقية ومن تدهور وضع ابنتها الصحي، فلا تستطيع مجرد التفكير بأن أجهزة الكلى الصناعية يمكن أن تتوقف عن العمل .
جاء ذلك بعد توارد أخبار المصالحة الفلسطينية وتزامنًا مع مجيء الوفود إلى قطاع غزة .

أصيبت “نهيل” بفشل كلوي منذ حوالي سنة وكانت حالتها الصحية تتطلب تحويلها إلى العلاج في إسرائيل لإنقاذ حياتها.
وعلى صعيد الأدوية تعاني نهيل كغيرها من آلاف المرضى من نقص الأدوية ، إضافة إلى التكلفة المرتفعة التي تنفقها أسرتها لشراء الأدوية من الخارج عدا عن انقطاع التيار الكهربائي الذي يؤثر على عمل الأجهزة.
وعبر عدد من المرضى، عن تفاؤلهم تجاه “أجواء المصالحة”، وزيارة حكومة الحمد الله، آملين بإنهاء ملف القطاع الصحي وعدم زجه بالمناكفات السياسية.
كما تتشابه حالة نهيل معاناة الخمسيني أبو أحمد المصاب بالفشل الكلوي منذ خمس سنوات فكان يتوجع من شدة الألم الذي انهك جسده، نظرًا لعدم توفر الدواء اللازم فتحدث إلينا بصعوبة بالغة فهو بحاجة إلى غسيل الكلى بشكل يومي.
يقول ابو أحمد أن مرضى الفشل الكلوي يعانون من أزمة نقص الأدوية والتحويلات الطبية ومن انقطاع التيار الكهربائي الذي يهدد حياتهم، فحالهم يغني عن السؤال ففي كل يوم تزيد المعاناة والألم ، والعديد منهم لا يستطيع دفع ثمن الأدوية التي يتطلب شرائها على نفقتهم الخاصة، وإذا تأخر عن غسيل الكلى لمدة يومين تتضاعف حالته الصحية.
ويؤكد إبراهيم المستلقي بجانب أبو أحمد إلى أنه قام بإرسال طلبات لدائرة العلاج بالخارج كي يتمكن من تناول الأدوية التي يحتاج إليها ولحمايته من تدهور حالته الصحية ، إذ يأمل بتحقيق المصالحة الفلسطينية حتى يستطيع استكمال علاجه.
ولا يختلف الحال كثيرًا لدى أم فادي غنيمة (46عام) والتي أصيبت بمرضها منذ حوالي سنتين فهي بحاجة إلى غسيل ثلاث مرات أسبوعيًا، وحالتها ليست أفضل من سابقها، فغسيل الكلى هو الوسيلة الوحيدة التي تبقيها على قيد الحياة وهي أم لعشرة أبناء، تعاني من تكاليف الأدوية التي تضطر لشرائها من خارج المشفى.
ناشدت أم فادي صناع القرار أن يمدوا لها يد العون ويحلوا مشكلة المرضى، أون تكون هذه المرة مصالحة حقيقة فمعاناتهم فاقت كل التخيلات نتيجة لقلة الإمكانيات وانقطاع العديد من الأدوية التي تمثل لهم شريان الحياة متمنية أن لا يخيب أملها.
هذا وتشهد مراكز غسيل الكلى في قطاع غزة نقصًا شديدًا في الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لإتمام عملية غسل الكلى كما هو معتاد، فمؤخرًا انقطعت وبشكل نهائي حقن “إريثروبويتين ” وهو هرمون يقوم بتحفيز النخاع العظمي على إنتاج خلايا الدم الحمراء، وخلال دورة غسل الكلى يضعف دم مريض الفشل الكلوي ويصبح بحاجة إلى حقن من هذا الهرمون لتقوية دمه، إضافة إلى نقص هرمون النمو.
بدوره، حذر رئيس قسم الكلى في مجمع الشفاء الطبي عبد الله القيشاوي، من اقتراب نفاد عقار “تاكروليموس/ Tacrolimus” أحد الأدوية المثبطة للمناعة بشكل كامل خلال الأيام القليلة المقبلة؛ نظرًا لقلة الكميات المتوفرة منه، منوهًا إلى أن هذا الدواء يستخدم لمنع رفض جسم المريض للكلى التي تم زراعتها.
وبين القيشاوي، أن المريض الذي يجري عملية زراعة كلى يحتاج إلى أخذ هذا الدواء بشكل يومي مدى الحياة لتجنب حدوث رفض حاد أو مزمن للكلية وهو ما قد يجعل المريض بحاجة للعودة إلى غسيل الكلى.
ومن جهته، يقول مدير مستشفى الرنتيسي للأطفال محمد أبو سلمية أن محاليل الغسيل الكلوي تكفي لأقل من أسبوع، ومعاناة المرضى تتفاقم يومًا تلو الآخر خاصة أن حياتهم متوقفة على الغسيل، فهناك من يحتاج إلى مرتين وأخر ثلاث وهناك من يغسل كليته بشكل يومي، “إضافة إلى أن البدائل خطيرة تجبرونا تقليص أيام الغسل لكل مريض لإيجاد فترة أطول”.
كما يتمنون أن يتم تحقيق ملف المصالحة؛ لتنتهي معاناة المرضى من أدوية وأجهزة وكهرباء، حتى يتمكن من الغسيل دون الانتظار لساعات طويلة، وأن يتم تسهيل عمل التحويلات الطبية.
وطالب حكومة الوفاق في حال استلام مهامها أن تقوم بتوفير كل ما يحتاجه المرضى حتى يتحسن الوضع الصحي في قطاع غزة.
وقال وزير الصحة جواد عواد خلال زيارته إلى قطاع غزة ” إن القطاع الصحي سيكون على رأس أولوياته في الفترة المقبلة، معربًا عن أمله في أن تتفق حركتي فتح وحماس في لقائهما منتصف الأسبوع المقبل بالقاهرة.
وأكد أن القطاع الصحي في غزة سيشهد تطورا ملحوظاً بتقديم الخدمات الصحية للمواطنين، موضحًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد إعادة هيكلة للقطاع الصحي بالكامل.

تعليقاتكم