جديد الصحة

عوادم المركبات تنفث سمومها في الاجواء

صحة نيوز – حذر مختصون من تعرض المواطنين للاصابة بالأمراض نتيجة استنشاقهم لعوادم بعض المركبات المارة بالشوارع وبخاصة الاطفال و المصابون بالربو، كونهم المتضرر الأكبر.

ورغم الحملات المستمرة والتفتيش من الجهات المعنية على الحافلات وبخاصة الكبيرة منها والمركبات والتي ينبعث منها دخان وعوادم بشكل مستمر، والتنديد بما تسببه تلك الادخنة من مضار على الانسان وبخاصة الاطفال لاحتواء بعضها على نسبة عالية من الرصاص والكربون.

وفيما يستأثر قطاع النقل على الصعيد العالمي بحوالي 30% من إجمالي الاستهلاك التجاري للطاقة، يستهلك النقل البري وحده 82%، غير أن هناك اختلافات واسعة بين البلدان وهذا مرده إلى الوضع الاقتصادي لتلك البلدان.

وعلميا ، ينصرف من عادم السيارات التي تعمل بالديزل عُشر ما ينتج من سيارات البنزين من أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات ،في حين تتعادل كميات أكاسيد النيتروجين ،وطبعا مركبات الرصاص منعدمة في الديزل، وعموما السيارات التي تعمل بمحركات الديزل لا تشكل مشكلة خطيرة بسبب قلة عددها إذا ما قورنت بالسيارات التي تعمل بالبنزين ومشكلة محركات الديزل الرئيسة هي الرائحة والدخان. الخسائر مشتركة أستاذ القانون التجاري المشارك بجامعة آل البيت المحامي الدكتور عبدالله السوفاني علق على الامر بالقول ان الخسائر هنا مشتركة على اطراف المعادلة، فهنالك خسائر مالية على مالكي الحافلات والمركبات بكافة انواعها نتيجه عدم الصيانه لها باستمرار، وخسائر مالية ايضا على الاشخاص المتضررين من الامر نتيجة الحاجة الى العون الطبي واللجوء الى الاطباء للعلاج وشراء الدواء للشفاء من اثار التلوث بسبب عوادم هذه المركبات.

وزاد « وسائل النقل البري من سيارات وشاحنات وحافلات تعد المصدر الرئيس لتلوث الهواء خاصة بالمدن التي تشهد كثافة في حركة المرور، وهذا ما نشهده اليوم في شوارعنا، بل نتنفسه، حيث تقوم هذه المركبات بدور بارز في توليد الملوثات الرئيسة للهواء وهناك العديد من المخاطر الصحية والبيئية الناتجة من عوادم السيارات بمختلف أنواعها والتي تعتمد في طاقتها التشغيلية على البنزين أو الديزل اللذين يعتبران من أهم مصادر تلوث الهواء، حيث تعتبر الانبعاثات الناجمة عن المركبات هي المصدر الرئيسي لتلوث هواء المدن خاصة وأن أعداد المركبات في تزايد مستمر، وينتج من احتراق الوقود داخل محركات السيارات العديد من الملوثات ومن أهمها أول أكسيد الكربون، المركبات العضوية الطيارة هيدروكربونات، وأكاسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت والجسيمات العالقة بالإضافة إلى مركبات الرصاص السامة الناتجة من العادم عند استخدام وقود البنزين الذي يحتوي على نسبة من الرصاص وغيره من المعادن كمواد إضافية، ويتعرض كثير من السكان وخاصة في المدن إلى الضوضاء الناجمة عن حركة المرور بما يتجاوز 65 ديسيبل، وهو المستوى الذي إذا تجاوزته الضوضاء فإنه يسبب الإزعاج والضرر. ونوه السوفاني الى أن التحول إلى وسائط النقل الجماعي واستقدام الشبكات الآمنة للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية، هي وسائط غير مكلفة نسبياً مقارنة بالخسائر المتكبدة في الأرواح وفي تكاليف علاج الناس من الأمراض المرتبطة بتلوّث الهواء والإصابات الناجمة عن حوادث الطرق والأمراض التي يسببها الخمول البدني.

سرطان سببه التدخين وآخر التلوث اما اختصاصي طب الاطفال في وزارة الصحة ورئيس قسم الاطفال بمستشفى البشير الدكتور سمير الفاعوري فعلق على الامر بالقول» ان عوادم هذه المركبات للاسف تتسبب بمضارات صحية الى المواطنين، فيما من المتعارف عليه أن 90 % ممن يصيبهم سرطان الرئة في الأردن هم من مدخني السجائر، فيما تدخل النسبة المتبقية ضمن عوامل البيئة وتلوث الهواء والتعرض للإشعاع ومواد كيميائية، كالمستخدمة في مواد العزل في الأبنية، كما ان هنالك بعض الدراسات التي تشير إلى أن تلوث الهواء ينعكس سلبا على صحة الإنسان، وأن هناك دراسات وأبحاثا علمية جديدة بدأت تظهر وتشير إلى أن «تلوث الهواء واستنشاق الديزل يساهمان في الإصابة بسرطان الرئة».

ونوه الفاعوري أن انتشار الكبريت المنبعث من مادة الديزل في الهواء ينعكس سلبا على صحة الإنسان وخاصة بين الأطفال والمسنين، حيث يتسبب بإصابتهم بالأمراض الصدرية ومن بينها الحساسية والربو، وأن بقاء تلك المادة في الأجواء لا يكون لفترات زمنية طويلة وإنما قصيرة، نظرا لاختلاطها بالأمطار أثناء فصل الشتاء، وأن أول أكسيد الكربون عندما يتحد بهيموجلوبين الدم يبطئ عملية تبادل الأكسجين، ويؤدي إلى الشعور بالصداع والغثيان، وصعوبة في التنفس قد تزداد حتى تصل إلى حالة الوفاة، أما أول أكسيد النيتروجين فيؤثر بشكل مباشر في تلف الرئتين، وخاصة مع بخار الماء، حيث يتكون حامض النيتريك، كما أن تراكم كميات من أكسيد الرصاص في الدم له تأثيراته الخاصة، أما الهيدروكربونات والمؤكسدات فتؤثر على حساسية العين والأنف والحلق، وقد تسبب بعض أنواع الهيدروكربونات تأثيراً سرطانياً. ولفت الفاعوري إن لشدة اتجاه الريح ودرجة الحرارة أهمية خاصة في انتقال وتشتيت مواد البيئة في الاتجاهين الأفقي والرأسي، ولا شك أن توقف انتقال الكتل الهوائية يؤدي إلى تراكم المواد السامة أو الخطرة في الهواء وبالتالي إلى مشاكل بيئية أو صحية، ومن المفهوم عادة أن قابلية انتقال الغاز إلى أعلى عندما ينخفض الضغط كلما تم الارتفاع عن سطح الأرض، ولهذا نرى تصاعد الأدخنة وعند تمدد الغاز بدون تبادل الحرارة مع الهواء المحيط فإنه يبرد ويصبح أكثر كثافة، وفي هذه الحالة تمر كتلة الغاز بما يعرف بالتبريد الأديباتيكي، وعند نقطة تتساوى فيها كثافة الغاز مع الهواء المحيط به، أي تبلغ الكتلة حالة التوازن تفقد قدرتها على الصعود أو الهبوط وتتغير درجة حرارة الهواء مع الضغط، وبالتالي الارتفاع له علاقة هامة بحدوث تلوث الهواء.

طرح مبادرات وخلص الفاعوري الى أن خطر الانبعاثات الصادرة من عوادم السيارات تفوق غيرها، كون هذه الحافلات والغازات تدخل في إطار التلوث المتحرك، مشيرة إلى أن المختصين وخبراء البيئة يصنفون الانبعاثات المتحركة بأنها أكثر خطورة من نظيرتها الثابتة، مطالبا الجهات المعنية ذات العلاقة، كإدارة المرور، والنقابة العامة للسيارات، بطرح مبادرات، واتخاذ تدابير من خلال وضع فلاتر لتخفيف، أو منع انبعاث هذه الغازات، إضافة لاستخدام النقل العام الذي يعد صديقاً للبيئة، مؤكدا على ضرورة إلزام أصحاب الحافلات بوضع فلاتر، وإيقاع عقوبات قاسية، مثل سحب الرخصة، وفرض غرامات رادعة على المخالفين، فيما الاهتمام بالبيئة أمر ضروري، وعلى الجميع أن يتعاون كافة الجهات المعنية وحماية البيئة في تنفيذ أهدافها والخطوات الوقائية للحد من زيادة الملوثات بالهواء.

تعليقاتكم