أخبار الصحة

فرص ضائعة في حياة الأردنيات للكشف المبكر عن سرطان الرحم

 صحة نيوز –  “بخاف كثير، حتى لو كان الفحص مجاني ما بحب أعمله”.. تعتبر هذه الجملة القصيرة من أكثر الجمل التي ترد على لسان سيدات يعبّرن عن عدم رغبتهن بإجراء مسحة لعنق الرحم أثناء مراجعاتهن للكشف المبكر عن سرطان الثدي في مراكز الأمومة والطفولة وأطباء النسائية والتوليد في القطاعين العام والخاص.
ويكمن سبب رفضهن إجراء هذا الفحص، بحسب استطلاع أجرته “الغد”، أن معلوماتهن حول طريقة المسح غير كافية، وأسلوب عرض بعض الأطباء لإجراء المسحة “مقلق”، بينما تخشى أخريات من تداعيات نتائج الفحص الاجتماعية والكلف المالية في حال ثبوت الإصابة.
ويلاحظ من خلال النشرات التوعوية، سواء المحلية أو الممولة من قبل منظمات صحية عالمية، تركيزها على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، كونه الأكثر انتشارا بين السيدات الأردنيات، وأما أنواع السرطانات الأخرى فتعتبر خارج اهتمام اغلب تلك المنظمات، باستثناء ما قد يصادف التوعية عنه في الأيام الدولية، مثل سرطان الرحم، أو اليوم العالمي للسرطان الذي يصادف الرابع من الشهر الحالي سنويا، بحسب رصد “الغد”.
ورغم أن مسحة العنق تتم بـ(قطنة)، ولا تتجاوز العملية 3 دقائق، غير أن الكثير من النساء يرفضن الفحص، حتى مع تأكيدات الأطباء بأن الكشف المبكر يؤدي إلى علاج شاف بنسبة 100 %، وينقذ حياة آلاف السيدات، بحسب مستشار الأمراض النسائية والتوليد وجراحتها والعقم الدكتور خليل البربراوي.
وفي العادة، يتم إجراء مسحة عنق الرحم بالتزامن مع الفحوصات الروتينية للمرأة، مثل فحص الرحم والمبايض، وفق البربراوي الذي كان يرأس جمعية اختصاصيي الأمراض النسائية والتوليد الأردنية سابقا، والذي أشار إلى أهمية إجراء أول فحص لعنق الرحم بعد ثلاث سنوات من زواجهن.
أما النساء اللواتي تتراوح اعمارهن بين 21 و29 عاما، فينصح بإجراء مسحة كل 3 سنوات، وللنساء من 30 إلى 65 عاما كل 3 سنوات، ولاختبار فيروس الورم الحليمي البشري كل 5 سنوات.
ويحتل سرطان الرحم المرتبة الرابعة من بين السرطانات الخمسة الأكثر شيوعاً بين الأردنيات، والأول هو سرطان الثدي بنسبة (38.9 %)، ثم القولون والمستقيم (8.4 %)، فالغدة الدرقية (7.2 %)، فالرحم (4.9 %)، فالدم (3.6 %)، بحسب مدير عام مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور، الذي كشف عن ذلك خلال افتتاح أعمال المؤتمر الأول لأبحاث السرطان نهاية العام الماضي.
إقليميا، يأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة السادسة في صفوف النساء، ضمن إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وفقًا لتقديرات المنظمة، حيث تُوفيت بسبب هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه، أكثر من 47500 امرأة.
ولا يوجد سبب واضح للإصابة بسرطان عنق الرحم، لكن فيروس الورم الحليمي البشري HPV يلعب دورًا في هذا المرض، علما بأن غالبية الأشخاص المصابين به لا يصابون بالسرطان، ما يدفع العلماء إلى ترجيح عوامل أخرى مثل “بيئتكِ”، أو “خيارات نمط حياتكِ”، وفق الموقع الإلكتروني لمركز (مايو كلينك).
وبمناسبة اليوم العالمي للسّرطان الذي يصادف 4 شباط من كل عام، أطلقت سمو الأميرة غيداء طلال، رئيسة هيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان، حملة وطنية توعوية تحت شعار”الأردن يتحدّى السرطان”.
وتهدف الحملة التي تستمر حتى نهاية الشهر الحالي، إلى تشجيع اتّباع عادات صحية من أجل الوقاية من السرطان، وتشجيع الأفراد والمؤسسات بقطاعاتها المختلفة على تغيير سلوكهم اليومي، لرفع مستوى وعي المجتمع بنمط الحياة الصحية، من خلال اتخاذهم خيارات للحد من مخاطر السرطان، منها: تجنّب التدخين، واختيار الأغذية الصحية، وممارسة الرياضة، والاهتمام بالصحة النفسية.
مديرة وحدة الكشف المبكر عن السرطان في مركز الحسين للسرطان الدكتورة يسار قتيبة، أكدت لـ”الغد” أن أغلب النساء اللواتي يحضرن للمركز لإجراء فحص الثدي، يترددن في إجراء فحص الرحم للكشف عن السرطان.
وسبب التردد، بحسبها، يعود الى عدة أسباب، إما لخوفهن من نتائج الفحص الإيجابي، أو لعدم جاهزيتهن للفحص، معتبرة أن ذلك يمثل “فرصة ضائعة” للمراجعات، رغم أن المركز يشجع على اجراء الفحوص المبكرة للسرطانات.
وقتيبة هي إحدى المشاركات في دراسة علمية حول “النتائج غير الطبيعية لمسحة عنق الرحم في مركز الحسين للسرطان في الأردن”، والتي أكدت أهمية مسحة عنق الرّحم التي يمكنها إنقاذ حياة الكثيرات، لا سيما وأن سرطان عنق الرّحم قابل للشفاء بنسبة 100% إذا تم كشفه مبكّرا.
كما تعتبر مسحة عنق الرّحم فعّالة في الكشف عن الخلايا قبل السرطانيّة في عنق الرّحم، ما يتيح العلاج قبل أن تتطوّر هذه الخلايا وتصبح سرطانيّة، حسبما أضافت قتيبة.
واتفق بربراوي مع قتيبة من حيث أهمية عمل فحص دوري بأخذ مسحة لعنق الرحم؛ للتأكد من أن خلايا الرحم سليمة وغير مصابة بالورم الحليمي البشري، ورفع المستوى المعرفي لدى السيدات بأهمية الكشف المبكر عن هذا المرض الذي يودي بحياة 300 ألف امرأة كل عام؛ بمعدل امرأة واحدة كل دقيقتين.
يشار الى أن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أطلق الشهر الماضي الاستراتيجية الإقليمية للقضاء على سرطان عنق الرحم لشرق المتوسط، والتي ركزت على أهمية رفع مستوى التوعية بسرطان عنق الرحم، للقضاء على هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه.

الغد

تعليقاتكم