جديد الصحة

فوضى مراكز اللياقة البدنية الى متى؟

صحة نيوز – مما لا شك فيه ان الانتشار الواسع لطرق وفنون العناية بالجسد «الشكل» جعلت الجميع يميل للتجربة. فبعد ان اصبحت الخيارات تتعدى «الريجيم» ، أو النظام الغذلئي كأساس وشرط للحصول على جسم رشيق وجميل، هناك طرق متعددة، منها ما هو مشروع وجديد، ومنها في المقابل ما يؤذي، وان كانت النتائج فورية ومرضية لطموح ورغبات الباحثين عن حلم الرشاقة والجسم المتناسق. بين هذه وتلك تغيب الرقابة والمهنية، وبالتالي بات لزاما فتح ملف المراكز الرياضية ومدى مصداقيتها وتحقيقها للاهداف المرجوة وفق طرق قانونية وصحية ومهنية.
تحدثت المعنيين بالامر هم، ريبيكا عودة، مدربة لياقة معتمدة ومدرب شخصي، وأول أردنية متخصصة بالرقص الرياضي، والدكتورة امل الحداد، اختصاصية التغذية العلاجية، ومنسقة حملة « شباب ضد الهرمون»، والشيف معين صيام، من أول الاصوات الداعية للطعام الصحي في مطاعمنا وخاصة تلك التي تستقطب الشباب.

الرقص والرياضة، وتهديد الهرمونات
معاناة شخصية مع زيادة الوزن، وعدم الرضا عن الشكل ، بهذا قادت ريبيكا عودة ثورة تغيير. الحاصلة على شهادة الماجستير في الادارة والتسويق، كان شغفها الايقاع منذ الصغر، تعلمت الباليه ، واتجهت فور الحصول على شهادة الماجستير الى الولايات المتحدة وبدأت بتعلم الرقص الرياضي، وحصلت بعد الخضوع للعديد من الدورات التدريبية الباهظة الثمن على شهادة «مدرب لياقة بدنية للافراد والمجموعات».
خلال الخمس سنوات الماضية تمكنت عودة من تدريب حوالي 700 شخص، ومن اعمار مختلفة ، تقول « الى جانب شهادات الرقص الرياضي والتدريب، توجهت لاخذ دورات في الاشراف على الحميات الغذائية، فلا عمل متكامل ولا جسم صحي ورشيق اذا ما تم الربط بين النشاط البدني والسلوك الغذائي». وتضيف عودة» مؤخرا زادت اعداد المراكز التي تعنى باللياقة البدنية، وهذا امر صحي، ولكن تغيُّب الرقابة عن بعض هذه المراكز، مما يجعل خطرها أكبر سيما ان عرفنا ان «الهرمونات» قد تكون سيدة الموقف فيما يقدم لشبابنا وشاباتنا فيها عبر «كورسات» دوائية لا يعرفون تمام المعرفة محتوياتها، بل تأثيرها على أجسادهم لاحقا». وزادت «الهرمونات ومنتجات وادوية حرق الدهون، مؤذية على المدى البعيد، وان حققت خسارة في فقدان الوزن الا انها تضاعف افراز الغدد في الجسم».
تقول «بعض المراكز تعمد الى عرض هذه المنتجات على روادها من كلا الجنسين، وهي حارقة بالفعل للدهون، مما يحقق نزول الوزن بطريقة سريعة، وهم هنا يعتمدون على هوس الناس بعامل الوقت وفقدان الوزن بسرعة، ولكن لذلك نتائج وخيمة، فهي تعرض الفك لدى الفتيات، وتعزز غزارة نمو الشعر وتؤثر بعمل البويضات الى جانب تخشين الصوت، وقضايا صحية اخطر على الشباب منها وابرزها الضعف الجنسي».

مدرب بحاجة الى تدريب قضية اخرى،
لفتت عودة النظر اليها في حديثها أن تظهر في استخدام بعض المراكز لاشخاص بغير شهادات وتعليم في مجال اللياقة والتغذية». تقول «احيانا التوظيف في هذه المراكز يعتمد على الخبرة اكثر من الدراسة، وانا اقول ان كلاهما مطلوب، ومطلوب اكثر من ذلك خضوع المدرب لدورات وتدريب، ففي عمله مسؤولية يجب ان يتولاها بكل امانة ومصداقية، بل واستحقاق». وطالبت عودة» بضرورة الوصول الى تشريع في الاردن لا يسمح بتوظيف غير الحاصلين والدارسين بالرياضة والنظام الغذائي قبل السماح لهم بممارسة التدريب واعطاء انظمة غذائية للناس، او حتى ارشادهم وقيادتهم لامور تمس اغلى ما يملك الانسان، صحته». نظام صحي، ولا للهرمونات من وجهة نظر عودة فإن «نظام الحياة الصحية امر في غاية البساطة فإلى جانب الرياضة ، هناك قواعد الاكل الصحي والنوم وشرب المياه، وهذه الاخيرة جزئية نغفل عنها كثيرا». وعن اقبال الناس على الرقص الرياضي قالت عودة، « العاصمة منفتحة على هذا النوع من الرياضات اكثر من المحافظات، وانني انصح بتوفير مدارس ومراكز لتدريب مدربين والحصول على شهادات تخول تدريب الناس، ففي هذا النوع من الرياضة تهذيب للروح والنفس، الى جانب امكانية تحقيق حلم الرشاقة بأبسط الصور، ودون تهديد للصحة». وختمت عودة التي تتولى تدريب اطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وتقوم بزيارات الى خارج العاصمة في المحافظات والمخيمات لتعليم الصغار فن الرقص الرياضي، وتمنحهم صحة جسدية ونفسية القول بأن حياتنا الصحية ممكنة، بالترافق مع الموسيقى وتهذيب النفس، لذا يجب استبدال الكثير من الحقائق المغلوطة والممارسات غير الصحية بانظمة صحية من الطبيعة وبالايقاع ايضا».

هوس «كورسات»
التنحيف من جانبها قالت أخصائية التغذية العلاجية ومنسقة حملة «شباب ضد الهرمون»، الدكتورة امل حداد، ان الفوضى حقيقية وموجودة وتحتاج الى تصدي وتضافر جهود كثيرة. وزادت «صدمنا بحالات وفيات نتيجة لتعاطي الهرمونات والمنشطات دون وعي من قبل الشباب والاهالي بمخاطر استخدامها، ومازلنا نحارب وهم وهوس البعض بحبوب وكريمات ومنتجات تحقق نتائج وهمية ولحظية في معادلة خسارة الوزن وحلم الجسم الرشيق بطرق سهلة وميسرة». واضافت حداد «الطريق الصحيح لتخفيف وخسارة الوزن سهل وواضح ، يبدأ بعدم الانقياد لوعود الإعلانات أو البائعين في الصيدليات ومراكز اللياقة ، لان الحل الحقيقي والصحي واكثر من ذلك ، العلمي هو ، اتباع الحمية الغذائية المتوازنة، بالاضافة الى ممارسة نوع من الرياضة المعتدلة ، وهذا كله حتى يؤتي اكله، لابد وان يكون باشراف مختص متمكن وعلى دراسة ودراية».

الطعام الصحي،
اسثمار وعمار الشيف معين صيام من اوائل الداعين الى الطعام الصحي كخطوة اولى لحماية الجيل الجديد قال « تنامت في الاونة الاخيرة اعداد المصابين بالسمنة بين صفوف الشباب ، اضف الى ذلك ما نسمع به من امراض تهدد الاجيال القادمة ومنها الكوليسترول العالي، السكري ، الضعف الجنسي وغيرها. وزاد صيام « كانت مراكز اللياقة وجهة كثيرين من الباحثين عن الرشاقة وخسارة الوزن، ولكن للاسف حتى بعض هذه المراكز، استغل الامر لتسويق الهرمونات والمنشطات، وابتعد عن الغاية الاولى، وهي الرياضة». وبالحديث عن اعداد الطعام، يضيف صيام» بالامكان اعداد وجبات صحية ولذيذة بطرق الطهي الصحي وباستخدام بدائل طبيعية.، وهي مسؤولية مجتمعية على عاتق اصحاب المطاعم والوجبات وبالتالي، نمنح هذا الجيل فرصة الجسم الصحي بالغذاء». ونوه صيام في حديثه الى ان فكرة المطاعم الصحية في الاردن لاقت اقبالا ورواجا بين المواطنين سيما فئة الشباب، مؤكدا ان الطعام واحد من اسلحة محاربة الوزن الزائد اضافة الى الرياضة الصحيحة».

تعليقاتكم