الموت ليس فكرة .. الموت حقيقة.. بل هو أكثر حقيقية مما نتصوره أو نتعامل معه. الموت جزء منا.. يعيش داخلنا.. ولا يمكن التخلص منه أو تجاهله..

قبول الموت هو أن تخافي – مثلك مثل كل البشر- منه، لكن لا تدعي هذا الخوف يعطل حياتك، ويؤثر على علاقاتك.. طبيعي جداً أن نتأثر بموت أحد، أن نحزن لفراقه، أن نتألم لغيبته.. لكن من غير الطبيعي أن نسجن أنفسنا وحياتنا في هذا الحزن، أو ذاك الألم..

قبول الموت يعني أن تؤمني إيماناً راسخاً أنه في نفس اللحظة التي تولد في جسمك خلايا جديدة، هناك خلايا أخرى تموت بجوارها.. بل إنك حينما تصافحين أحداً بيدك، تموت الآلاف من خلايا جلدك بمجرد الاحتكاك..

قبول الموت هو قبول للحياة يا أمل، التي يعتبر الموت جزءاً منها.. نحن نموت مساء كل ليلة، ونحيا من جديد في اليوم التالي.. الموت جزء من تكويننا الإنساني، وتركيبنا النفسي.. ويسكن معنا نفس الجسد..

الموت هو الوجه الآخر من وجودنا.. وليس نهاية وجودنا.. هو يكمل الحياة ودورتها، ولا ينتقص منها..

احفظوا الكلمات التالية وردديها كثيراً..
كما أن قبول الضعف قوة.. وكما أن قبول الفشل نجاح..
فإن قبول الموت.. حياة..

أرجو أن يساعدكم كلامي على التصالح مع واحدة من أهم حقائق الكون، التي لا يصلح معها اختزال أو تجاهل أو إنكار.. بل القبول.. والرضا.. والصبر..