مقالات طبية

كيف تكتشف التعلق العاطفي المرضي

صحة نيوز – قد تتغلل المشاكل الروتينية داخل العلاقات الزوجية، وقد تبدو في مظهرها علاقة مدمرة بعض الشيء، فماذا لو كانت هذه العلاقة قائمة على التعلق العاطفي المرضي، وقد تبذلون قصارى جهدكم من أجل إنجاح العلاقة الزوجية. فماذا تعرفون عن التعلق العاطفي المرضي؟
مصطلح حدده علماء النفس، وقد يغيب عن اذهاننا ولكننا نطبقه في الحياة اليومية بطريقة ما دون ان نعلم ذلك، وهو مرتبط في حالة مشتركة بين طرفين حيث يحاول احدهما تكريس وقته وجهده من اجل تحسين ظروف الطرف الاخر اي المدمن او الذي يعيش في حالة ادمان قهري، وغالبا ما يكون الطرف الاخر مدمن على المخدرات والكحول. ويطلق على هذه الحالة التعلق العاطفي المرضي codependency. وقد تظهر هذه الظروف النفسية بين الازواج ايضا، حيث يكون الحب في تلك المرحلة غير صحي، لاسيما وان احد الطرفين سوف يتعامل مع الطرف الاخر بشكل سلبي وخاصة عندما يدمن على شرب الكحول، حينها يكون الشخص السليم قد بذل المزيد من الوقت في محاولة اخراج الشريك ” المدمن” من مرحلة الادمان، ولذا فقد ينسى تلبية احتياجاته بسبب انشغاله في تلبية احتياجات الشريك المدمن.

وقد يعرف التعلق العاطفي المرضي على انه نمط من التعلق القهري في السلوك والتصرفات القهرية للادمان، ويعود ذلك الى رغبة الشريك على انه يحيطه اشخاص مرضى حتى يشعر بحاجة الافراد له وهذا يزيد من ثقته بنفسه. وقد يحدث التعلق العاطفي في العلاقات الاسرية، والعاطفية وكذلك بين الزملاء في العمل وحتى الاصدقاء. وقد يتميز الشخص الذي يعاني من التعلق العاطفي المرضي من قدرته على انكار الوضع القائم عليه، وقد تسبب له هذه الحالة عدم تقيم الذات، ويجد نفسه على انه شخص مثالي ويملك ادوات السيطرة.

ويذكر ان العلاقات التي يحدث بها التعلق العاطفي المرضي لا تنتهي غالبا بماساة، ولكنها تمنع الاشخاص من العيش بطريقة طبيعية، وقد تخلق العديد من المشاكل. ولكن في المقابل عليكم ايها الازواج البحث عن الحلول لهذه المشاكل وبطريقة منطقية بعيدا عن الطاقة السلبية.

التعلق العاطفي بين الازواج
مصطلح التعلق العاطفي المرضي تطرق في بداية الامر حسب ما ذكر علماء النفس الى طبيعة العلاقات التي تربط بين الاشخاص حين يعاني احدهم من مشكلة الادمان وتناول المخدرات او الكحول. ولكن المصطلح قد تطور لكي يشمل العلاقات الزوجية، حيث من الممكن ان تنشا المشاكل بفعل عدم قدرة احد اطراف العلاقة في السيطرة على النزوات، او قد لا يبدي رغبة في العلاقة الجنسية مع الطرف الاخر، وحينها يظهر التعلق العاطفي لدى الطرف الغير مرغوب فيه لكي يحاول جاهدا اصلاح ما حدث.

وعلى سبيل المثال، فان وجد في العلاقة الزوجية طرف مدمن على الكحول، حينها قد يحاول علاج نفسه بنفسه، او قد يتوسل الى الشريك الاخر من اجل ان يساعده في تغيير هذه الحالة، غير ان الشخص الذي يميل الى التعلق العاطفي بالطرف الاخر المدمن سيواجه مشكلة في تركه، وسيبذل كل جهده من اجل انقاذ حياة الشريك ” المدمن” وكذلك الحياة الزوجية.

ومع ذلك فقد يشعر الشريك ” السليم” بالسيطرة على الشريك ” المدمن”، وقد يشعر الاخير بفقدان السيطرة وبانه ضعيف، وسيحصل الشريك “السليم “على دور المسيطر، وسيدرك قدرته على تغيير ما حصل بالمدمن، ولكن على الطرف السلين مراعاة احتياجاته وظروفه قبل اثبات قوته للطرف المدمن.

وعليه فان العلاقة الغير مثالية قد تكون احيانا جيدة ومريحة، وفي كثير من الاحيان الاشخاص الذين لا يعرفون احترام الذات ودائما ما يرددون على السنتهم ” لا قيمة لي”، ” لا احد يرغب بي”، قد يفكرون بطريقة سلبية، وهذه الافكار السلبية الشائعة جدا قد تؤثر في العلاقات الزوجية وبقاء الشخص مع الطرف الاخر.

سبب حدوث التعلق العاطفي
ويمكن تفسير سبب حدوث التعلق العاطفي المرضي بين الاشخاص من خلال المثال التالي، حيث قد ينشب هذا التعلق لدى الاشخاص الذين واجهوا اوضاعا مماثلة من حالة الادمان. ومن بين هذه الامثلة التوضيحية للحالة، حالة الفتاة التي قد تنجذب الى الاشخاص الذين يشربون الكحول وبكميات كبيرة، وقد جاء هذا الانجذاب بعد اعتياد والدها على شرب الكحول وبذلك هي تاثرت بهذه العادة السيئة، وقد تعلقت بها قبل تجربتها. غير ان معظم الاشخاص الذين لم يعاشروا حالات كهذه فقد لا تطول مدة تعلقهم بالحالة المرضية، ولكن من قدم التضحية تجاه الشريك ” المدمن” فقد يمارسون التعلق العاطفي ولفترات طويلة.

كيف تميزون التعلق العاطفي؟
هناك ثلاثة اسئلة بسيطة قد تساعدكم في معروفة حدوث التعلق العاطفي المرضي، وهذه الاسئلة عليكم طرحها على انفسكم لمعرفة الاجابة، وعليكم حينها محاسبة انفسكم. فما هي هذه الاسئلة؟

هل العلاقة مع الطرف الاخر تهمني اكثر من نفسي؟ وقد تغلب صفة الانانية على مشاعر الحب بين الطرفين، ولذا نريد ان نجعل الطرف الاخر سعيدا، و نحن حينها نضحي بعدة امور لتحقيق ذلك بدافع الحب، ولكن بالمقابل لا ينبغي ان ندمرانفسنا.
ما الثمن الذي ادفعه لاكون مع هذا الشخص ؟ الذي يعاني من القلق قد يدرك انه يدفع الثمن بالوجود بقرب الشخص المدمن، فقد ينقصه الكثير من الراحة والاستجمام والاهتمام بالنفس.
هل ان الوحيد الذي ابذل جهدا في هذه العلاقه ؟ قد يكون احد الطرفين يبذل قصارى جهده في انجاح العلاقة، والطرف الاخر غير مكترث لذلك.

تعليقاتكم