أخبار الصحة

معتقدات خاطئة حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

يعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أو ما يعرف اختصاراً بـ”ADHD”، أحد أكثر الاضطرابات شيوعاً بين الأطفال. ويمكن لهذا الاضطراب أن ينتقل مع الطفل من مرحلة الطفولة إلى المراهقة والبلوغ. وتشمل الأعراض الرئيسية للاضطراب: عدم القدرة على البقاء في حالة تركيز وانتباه وصعوبة ضبط السلوك والحركة الزائدة.
وتدور الكثير من المعتقدات الخائطة بين الناس، لذا من الضروري توضيح تلك المعتقدات وخاصة للآباء والأمهات. وإليكم جملة من تلك المعتقدات:
– لا يمكن تشخيص طفلي باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بسبب صغر سن طفلي
الحقيقة: يعتقد الكثير من الآباء والأمهات أن هذا الاضطراب يصيب الأطفال في سن المدرسة حصراً. ولكنه معتقد خاطئ. فبالرغم من صعوبة تشخيص هذا الاضطراب لدى الأطفال دون سن المدرسة بسبب ميل معظم الأطفال إلى الحركة الزائدة في هذه الفترة العمرية، إلا أن التشخيص ما يزال ممكناً؛ حيث يتم تشخيص الاضطراب حينما تتعارض الحركة الزائدة للطفل مع حياته وتطوره واحترامه لذاته وأدائه العام.
– مشكلة طفلي أنه كسول وغير متحفز
الحقيقة: هي من أكثر الأوصاف التي تطلق على الطفل المصاب بهذا الاضطراب. فقد لا يكون الموضوع مرتبطاً بالكسل. فالأطفال عموماً يحبون النجاح والمكافأة التي تأتي بعده. فالطفل يريد الحافز. فعلينا تحفيز الطفل كي نشهد تقدماً في أدائه وقدراته.
– طفلي منهمك في أحلام اليقظة وهذا طبيعي
الحقيقة: قد يستغرق الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وقتاً طويلاً في أحلام اليقظة، ولكن علينا معرفة السبب وراء ذلك. فالطفل المصاب بهذا الاضطراب يعاني من إعاقة حقيقية يومية تلازمه في البيت والمدرسة وفي كل مكان يذهب إليه. فهو يعاني من مشاكل دراسية ومن صعوبات في اتباع الروتين اليومي والقيام بالواجبات والالتزام بالأنظمة والتعليمات والمحافظة على الصداقة مع الأطفال الآخرين وتجنب الإصابات.
– ستقوم الأدوية بعلاج اضطراب فرط الحركة الذي يعاني منه طفلي، لذا فإن هدفي هو إيقاف الدواء في أقرب وقت ممكن
الحقيقة: اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يعد مزمنا، ولا يمكن التعافي منه كلياً. وقد استطاع الكثير من المراهقين والبالغين التعايش مع هذا الاضطراب والتغلب على الكثير من أعراضه من خلال اتباع استراتيجيات وطرق معينة أسهمت في تنظيم حياتهم بدون الاستمرار في الدواء. إذن فالهدف الذي يجب أن ينشده أي أب أو لأم لطفل أو طفلة مصاب بهذا الاضطراب أن يتحسن أداء الطفل على جميع المستويات وليس إيقاف الدواء أو أي علاج آخر.
– طفلي يمضي ساعات وهو يلعب الألعاب الالكترونية بتركيز عال. لذا فمن غير الممكن أن يكون مصاباً باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
الحقيقة: يستطيع الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بذل الكثير من الانتباه والتركيز في الألعاب الالكترونية كالأجهزة اللوحية وغيرها، وذلك بسبب التحفيز العالي لتلك الألعاب لدماغ الطفل بالمقارنة مع الأنشطة الأخرى كإحدى الحصص المدرسية العادية. فحصة الرياضيات مثلاً، لا تملك حتى ولو جزءاً بسيطاً من الحركة والمؤثرات الصوتية والألوان الموجودة في لعبة Subway مثلاً.
– أصيب طفلي باضطراب فر ط الحركة وتشتت الانتباه بسبب إهمالنا له
الحقيقة: لا يعد إهمال وسوء معاملة الأهل لطفلهم سبباً في إصابته باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، بالرغم من دور المشاكل السلوكية التي يعاني منها الطفل في حدوث بعض المشاكل الأسرية. ولكن ينبغي التأكيد هنا أن سوء معاملة الأهل للطفل أو عدم اهتمامهم بمشكلته يجعل منها أكثر سوءاً. هناك الكثير من الطرق المخصصة لذوي الطفل المصاب باضطراب ADHD، وقد ثبت علمياً فعالية الكثير من تلك الطرق في إدارة سلوك الطفل المصاب بهذا الاضطراب.
– لم يتم تشخيص طفلي باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. لذا، هو ليس بحاجة إلى مساعدة
الحقيقة: يتطلب تشخيص اضطراب ADHD جملة من الأعراض المذكورة في الدليل التشخيصي والاحصائي الخامس DSM-V والصادر عن الجمعية الأميركية للطب النفسي. وإن عدم امتلاك الطفل لجميع شروط تشخيص اضطراب ADHD لا يعني أنه لا ليس بحاجة إلى مساعدة. فبإمكان ذوي الطفل الانتفاع من الطرق والاستراتيجيات التي تساعد في ضبط سلوك الطفل ورفع مستواه الدراسي وزيادة التنظيم والترتيب والتخطيط لديه، بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية.
– يمكن للطفل المصاب باضطراب ADHD التخلص منه
الحقيقة: أثبتت الدراسات العلمية أن بعضاً من خصائص اضطراب ADHD تستمر مع الطفل حتى سن البلوغ؛ حيث وجد الباحثون استمرارية بعض الأعراض لدى 85 % من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب. ويعتمد بعض البالغين على الدواء طيلة حياتهم ومنهم من لا يجد ضرورة لها. فذلك يعتمد على المهنة التي يمارسها وقدرته على النجاح في علاقته مع الآخرين والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية. فعلى الأبوين أن ينظرا دائماً إلى الجانب المملوء من الكأس والبحث عن الإيجابيات التي يمتلكها الطفل والعمل على تعزيزها حتى ولو استمرت أعراض الاضطراب إلى سن البلوغ.

المرجع: ADHD: What Every Parent Needs to Know (Copyright © 2011 American Academy of Pediatrics)
حازم رضوان آل اسماعيل

تعليقاتكم