لم يعد خطر التدخين مقتصرا على مضاره الصحية اذ تكبر مخاطره عندما ترى طبيبا مدخنا.
فمخاطر التدخين بين فئة الاطباء الاكثر علما باضراره تتعاظم لكونهم يشكلون قدوة المجتمع (الصحية) واصبح يشار اليهم بانهم مدخنون عندما تتحدث مع شخص لاقناعه بالاقلاع عن التدخين وتحذيره من الاصابة بالامراض التي يتسبب بها.

ووفقا لدراسة قام بها احد الاطباء حول التدخين بين الاطباء فان نسبة التدخين بين الاطباء تصل الى 34% وهي نسبة قريبة من عدد اعضاء مجلس نقابة الاطباء المدخنين (4 اطباء من اصل 12 عضوا).

واشارت الدراسة الى ان نسبة التدخين بين الاطباء ترتفع في صفوف الاطباء (الجراحين) حيث تصل الى 42% فيما تنخفض الى 19% بين اطباء الاطفال، فيما ترتفع نسبة الاطباء المدخنين في القطاع العام قليلا عن زملائهم في القطاع الخاص.

فتدخين الاطباء والكوادر الصحية بشكل عام والممرضين والذين تبلغ نسبة المدخنين منهم 35% ظاهرة تؤرق العاملين في مجال مكافحة التدخين وغالبا ماتسبب لهم الحرج احيانا، الا ان وزير الصحة الذي يعد اشد المعارضين للتدخين تجاوز هذا الحرج في احدى المناسبات العامة التي حضرها في احد الفنادق، حيث طلب من المعنيين في الوزارة بمخالفة كل من يدخن في قاعة الفندق.

وتحتل المملكة المرتبه الثالثة على مستوى التدخين وينفق المدخنون ما يقارب المليار ونصف المليار دينار سنويا.

ويقول عضو اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين المستشار الاعلامي لوزير الصحة الدكتور باسم الكسواني ان وزارة الصحة مستمرة بمخالفة المدخنين في الاماكن العامة والاطباء جزء منهم، وان هناك نسبة مخالفات عالية للتدخين في تلك الاماكن.

واكد الكسواني اخصائي الاطفال انه آن الاوان لان يكون مكافحة التدخين نهج حقيقي لما يمثله من خطورة على صحة الفرد والمجتمع، مبيناً ان وزن حديثي الولادة لامهات مدخنات اقل من وزن حديثي الولادة لامهات غير مدخنات.
ولفت الى ان نسبة النساء اللواتي يدخن الاجيلة تصل الى 12% فيما تصل بين الرجال الى 10%، فيما تصل نسبة المدخنين في المملكة لمن هم فوق 18 عاما الى 29% وفي سن المراهقة الى 14%، فيما تقدر نسبة المدخنين في الدول العربية بنحو 20% من السكان.

ويذكر ان التدخين يؤدي الى وفاة 6مليون انسان سنويا، فيما يموت 600 الف انسان من اصل 6 مليون سنويا جراء التدخين «الاجباري» او السلبي، 32% منهم من الاطفال.
ويقدر عدد المدخنين في العالم بنحو 1.3 مليار انسان، ويشكل المدخنين في الدول النامية 80% من المدخنين في العالم.

وتصل الكلفة العالمية لعلاج السرطان الناتج عن التدخين الى حوالي 1.5-1.9 ترليون دولار سنويا. ويرى مختصون ان التدخين لم يأخذ حقه في سلم الاولويات في الامراض الخطيرة التي تسبب الوفيات، خاصة وان التدخين هو المسبب الاول للمراضة والوفيات في العالم.